بقلم : سامي جواد كاظم
الجملة مرت علينا مئات بل ملايين المرات وعلى اطفالنا وكبارنا ويبدو للوهلة الاولى ان معناها سطحي وبسيط وممكن لاي مسلم ان يعرفه ، ولكن لو تمعنا قليلا في هذا الحديث النبوي الشريف لعلمنا ما هو المطلب الملقى على عاتقنا من اجل التمسك به والذي منه تشرع احكام بين الواجب والمستحب والحلال والمكروه والحرام .لنستشهد في رواية قال فيها رسول الله (ص) هذا الحديث من جملة ما قال ، دخل اعرابي الى المسجد النبوي وتبول في ركن المسجد فنهض اصحاب رسول الله (ص) يرومون النيل منه بالضرب او القتل او التوبيخ بالكلام الجارح فنهاهم الرسول ونادى على الاعرابي وقال له ما مجيئك الى المسجد قال طالبا رجل اسمه محمد يدعي النبوة وبدأ يتحدث معه رسول الله عن النظافة وليس عن الايمان بالله عز وجل وبعد ما اقتنع بهذه القيمة الاخلاقية شوهد الرجل انظف من كثير من الصحابة بملابسه وعطره وصلاته وايمانه .هنالك بحث اخر يمكن لنا ان نقرأه من خلال هذه الرواية وهي الى اي درجة جهالة مجتمع الحجاز حتى يتبول الاعرابي في الجامع من غير اعتبارات معينة تكون امامه اي ان الامر طبيعي وهذه احد الاسباب التي جعلت النبوة في الحجاز حيث كانت اجهل بقعة في العالم فاذا تغيرت امكن القضاء على الجهل ففي وقتها كانت هنالك حضارات الرومان والفرس والرافدين الا الحجاز كانت قابعة بالجهل فاي جهد قدمه رسول الله واهل بيته الاطهار في سبيل اصلاح هذا المجتمع والذي بوادر الجاهلية بدأت تلوح فيه مع تسلط الفكر الوهابي عليه من جديد .المهم نعود الى النظافة من الايمان حقيقة النظافة قصد منها النظافة الروحية والمادية ولكن المادية هي التي تكون الصورة الحقيقية والدافع القوي للنظافة المعنوية .فكلمة النظافة معلومة المعنى نظف نظيف نظافة اي ازالة الاوساخ وعند ازالتها يقال عن المرء نظيف ، من ... حرف الجر وهي التي تدل على ان هذا من صلب ذاك اي منه كان تقول هذا الشبل من ذاك الاسد اي ان ابنه او جزء منه ، والايمان ماذا قصد فيه ؟ الايمان بالله عز وجل وهذه العبارة عظيمة فنظافتنا في بيتنا ومجتمعنا وملبسنا تعد جزء من الايمان بالله عز وجل فاذا اريد للايمان ان يترجم الى الواقع فاحدى صوره هو النظافة والذي يقود الى التطور في كل مجالات الحياة .مع الاسف نحن لم نلتفت الى هذه المعاني العميقة لهذا الحديث الذي التزم غيرنا به ماديا وحقق اعلى مراتب الرقي والتي هي من ضروريات المجتمعات الاسلامية حتى تستطيع ان تقارع به الامم لا الاكتفاء بالتغني بديننا وقراننا واخذ قشوره وترك لبه بل استصغار بعض العبارات والاحكام البسيطة التي هي حسب اعتقادنا لكن لها اثر على مستقبلنا .كثير من الشعوب قد تراها متاخرة ولكن عندما تراها نظيفة تنسى تاخرها في مجالات العلم مثلا ،ولهذا نامل من كل الاخوة العاملين والقادرين على الحث على نظافة البلد من خلال تمسكنا نحن بنظافة بيوتنا ومجتمعنا وان لا نمل مهما كان الدرب طويل .
https://telegram.me/buratha