المقالات

تسييس الملفات

936 14:41:00 2009-10-13

امجد الحسيني

دخلت الحكومة العراقية بعد تشكيلها قبل اقل من اربعة اعوام نفقا كنا نقول انه نفق مظلم حيث كان المعرضون ممن يدعي المقاومة والمعارضة بتبني ظاهرة تسييس كل ما تقوم به السلطة التنفيذية حتى ان اعلام المعارضة واجندات الخارج كانت تذهب بمنجزات الدولة العراقية او تقلب الفرح حزنا والمنجزات الى كوارث والنظر دائما للجزء الفارغ من الكأس ونتذكر ان المخلصين في ذلك الوقت عملوا على الخروج من ذلك النفق لكن يبدو ان تلك التجربة اثرت بالسلطة التنفيذية وان تخندقات الحزب الواحدة واقتراب الخطر الذي دفع الكثير من السكوت او عدم الانتباه الى ما قامت به السلطة التنفيذية من تكتلها الحزبي حتى كون لوبي ربما يراه الحزب الحاكم نافع له الا انه مضر للمجتمع من جهة وللاحزاب الوطنية الاخرى من جهة ثانية وهذا التخندق وتلك التجربة دفعت السلطة التنفيذية التي تحكم اليوم باسم حزب واحد الى العمل على انتهاج نفس ذلك النهج الذي انتهجت المعارضة او دعاة المقاومة ممن يمثل اجندات خارجيةحيث تقوم الحكومة اليوم بتسييس كل الملفات الاجتماعية والثقافية والجنائية وهي في طريقها هذا قد تنتهك السلطة التشريعية غير ابهة ولا مبالية

فمثلا قامت الحكومة العراقية قبل فترات متقاربة بانشاء مجالس عليا للثقافة والرياضة وغيرها كان الغرض منها تسييس الرياضة والثقافة حتى اوصلت الرياضيين اليوم والمثقفين الى الارتباط بها مباشرة فرئيس المجلس الاعلى للرياضة الناطق باسم الحكومة ورئيس المجلس الاعلى للثقافة مستشار في رئاسة الوزراء ورئيس مجلس العشائر كذلك مستشار في رئاسة الوزراء وما ان انتهت هذه الخطوة حتى انتقلت السلطة التنفيذية الى تسييس ملفات اكثر خطر فربما سييس الملف الجنائية كما حدث في مصرف الزوية وربما كان من تاثيراته حسب ما تقول المواقع الالكترونية ان اقالة ضابط كبيرفي الداخلية كان بسبب تبنيه خطاب مغاير لما قاله وزير الداخلية او بيان الدائرة الاعلامية التابع للحكومة كما شاب ملف الاتهامات الكثير من اللغط حتى ان الصحيفة الرسمية كانت متهمة بتسييس ذلك الملف الجنائية ثم لم يقف الامر عند هذا الحد فقد حاولت الحكومة تسييس قضية الميزانية حين ادعت ان البرلمان العراقي يريد تجويع الشعب واستمرار انقطاع الكهرباء في وقوفه بالضد من تصديق الميزانية او الموافقة على الاقراض لكن الاقتصاديين المتخصصين بهذا الملف قالوا غير الذي قالته الحكومة واكدوا ان الميزانية كانت بمجملها تشغيلية ولم تكن استثمارية وان رواتب القيادات الثلاث ومكتب القائد العام كانت حملا ثقيلا على كاهل الميزانية وكانت جزءا من اجزاء النفقات غير المنضبطة التي يشوبها الفساد وان تسييس الحكومة لها جزء من ظاهرة التسييس لنوازع انتخابية ولم تقف الحكومة عند هذا الحد من تسييس الملفات بل سارت الى ابعد من ذلك حيث ذهبت والدائرة المحيطة بها والمنتفع منها الى الترويج الى ان استجواب الوزراء ومفوضية الانتخابات تسيير باتجاه التسييس وراحت الحكومة تسييس الملف من اجل ايقاف الاستجوابات رغم ان المواطن يجد في كشف الفساد الذي لاتخلو منه دائرة حكومية هو الية من اليات القضاء على الفساد وجزء من متطلبات الشفافية التي اثبتت السلطة التنفيذية انها فشلت في اختباري الشفافية والنزاهة لانها اتجهت نحو الدفاع عن المتهمين رغم ان الوثائق تشير الى ان فسادا وخروجات قانونية قد حصلت ووقعت في اغلب دوائر الحكومة راسيا وافقيا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك