المقالات

كيف يلتقي القانون مع أعدائه في دولة القانون

757 16:19:00 2009-10-13

عامر هادي العيساوي

على الرغم من المآخذ الكثيرة التي يأخذها البعض على الشعب العراقي إلا أن هناك الكثير مما يحسب لهذا الشعب مما هو غير موجود لدى الشعوب الأخرى القريبة والبعيدة.ولست الآن بصد د ما يحسب له وإنما بصدد ما يحسب عليه.ان الشعب العراقي بمجمله شعب مسيس واهم ما يميزه في هذا الباب انه ينظر دائما بشك وريبة وخشية وخوف وعدم اطمئنان الى الحكومات التي تعاقبت عليه منذ أقدم العصور ومن إحدى أهم وسائله للدفاع عن نفسه امام تلك الحكومات التظاهر بالولاء لها ومن ثم الانقلاب عليها حين تكون الظروف مناسبة وحينذاك يتعامل معها بقسوة ووحشية قل نظيرها.أما الفترات التي يمنح العراقيون الثقة والولاء الصادق للحاكم فهي محدودة جدا في التاريخ وقد تميزت بتفانيهم الشديد من اجل حماية ذلك الحاكم والدفاع عنه حينما يتهدد ولكن خطا استراتيجيا كان يتكرر دائما فيحول دون النجاح في تامين تلك الحماية او ذلك الدفاع وهو فشل الحاكم في تنظيم محبيه وترتيب العلاقة بهم مما يسهل الانقضاض عليه من قبل خصومه المتربصين به.

وهنا يبرز السؤال التالي كيف يستطيع الحاكم أن يجعل ولاء العراقيين له صادقا وحقيقيا؟إن هناك طريقا واحدا ولا طريق سواه لتحقيق هذا الهدف وهو أن ينجح الحاكم في إشعار العراقيين بان هناك قانونا وان الجميع سواسية أمامه كأسنان المشط وأنهم متساوون في الحقوق والواجبات ولا سطوة لأحد على احد أيا كان وان هذه الدولة دولتهم وهذه الحكومة منهم واليهم, وهذا ما كاد يحصل فعلا حين رفع السيد نوري المالكي شعار دولة القانون قبيل انتخابات مجالس المحافظات فهب العراقيون للالتفاف حول قائمة دولة القانون وانتخبوا( المالكي) كما كانوا يقولون رغم عدم اقتناعهم بالأشخاص الموجودين في القوائم فقد كان اغلبهم ممن يحسنون اقتناص الفرص والانبطاح من اجل التسلق والعبور الى المناصب ومن ثم الانقلاب على أولياء نعمتهم وها هي الأحداث تثبت صحة وجهة نظرنا حيث انقلب الكثير من الفائزين الى عفاريت صغار يملاها الغرور وتتصرف بالضد من الجهة التي أوصلتهم والشعب الذي يعتقدون انه انتخبهم والحقيقة انه لم ينتخب أي احد منهم.

ولعل أهم ما رافق تلك التجربة من ممارسات يصعب تفسيرها ذلك التوجه الغريب باتجاه رؤساء العشائر الذين يمتلكون مشروعا يتناقض تماما مع القانون ودولته لان دورهم يكبر ويتنامى عندما يغيب القانون وتسود شريعة الأقوياء.إن من الأخطاء الشائعة اليوم لدى اغلب السياسيين اعتقادهم أن لشيوخ العشائر تأثيرا كبيرا في الشارع العراقي استنادا لما يرون من قدرتهم على تنظيم الولائم والمؤتمرات الاستعراضية ومن أعداد الملتفين حولهم والسائرين في ركابهم وقد نسوا أن كل ما يرونه عبارة عن مظاهر كاذبة وولاءات كاذبة سببها الأمل بالحصول على بعض المكاسب وقد أثبتت التجربة صحة ما نقول فقد خاض بعضهم الانتخابات ولم يحصلوا إلا على بعض أصوات غوائلهم.

ولو اطلع السيد نوري المالكي على أداء المكلفين بالملف العشائري ومجالس الإسناد والأموال المخصصة لها وكيفية تحويلها الى أداة لتحقيق المصالح الشخصية والزعامات الفردية المتناقضة تماما مع القانون ودولته والمصالح العامة لأعاد النظر بالكثير من المنطلقات. إننا بحاجة إلى دولة عصرية يسودها القانون ولسنا بحاجة الى مشايخ وإمارات كارتونية لا تحسن غير النفخ والطبخ.واليوم حيث يتجه العراق باتجاه أهم مفصل من مفاصل الوجود أو اللا وجود وهو الانتخابات البرلمانية القادمة وحيث تتكرر التجربة نفسها فان على جميع السياسيين مراجعة كافة أوراقهم احتراما للشعب العراقي الذي مما بحسب له وليس عليه انه شعب ذكي جدا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حميد الكورانى
2009-10-14
مجالس الاسناد مجالس اكثر ها مجالس اللثراء على حساب الناس واطلب من لجنه النزاه فى البرلمان ادقووم بدوره لقد اصبحو من اغنه الغنياء وملو امول لا تعد ولا تحصا ومجال اغلب مو الكل اناس مشبهين يغذوون الخاوه من الناس وعلى السيد رثيس الوزراء يدقق5 فى كلامى هذا
army
2009-10-14
كلي ابروح ابوك هاي الولائم والعزايم وراهه جاي ثقيل لو لاله؟!!!!!!
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك