المقالات

الفهم الخاطىء للديمقراطية ... الاديب نموذجاً

1230 17:19:00 2009-10-13

علي المالكي

ثمة من يتعاطى مع الديمقراطية بانتقائية مقتية وازدواجية بغيضة فياخذ منها ما ينفعه ويتغافل عما لا ينفعه. فلا يمكن ان نتعاطى مع الديمقراطية وفق ما توفره لنا من مصالح ومطامح وبحسابات ربحية ونتغافل عما تفرزه لنا من انجازات خلاف مصالحنا.فلا يمكن تجزئة الديمقراطية وتبعيضها ونؤمن ببعضها ونكفر ببعضها الاخر.الديمقراطية مفهوم لا يقبل التقسيم او التجزئة والايمان بها يتطلب القبول بكل نتائجها وتداعياتها فليس من الصحيح ان نقبل الديمقراطية التي تحقق لنا طموحاتنا ونرفض الديمقراطية الاخرى التي تفوت علينا مصالح ومكاسب.الفهم الازدواجي او الكيل بمكيالين مع نتائج الديمقراطية يسيىء للمفهوم الديمقراطي ويكرس عقلية الاستبداد والانفراد والديكتاتورية.كان البعض يراهن على افشالنا في مرحلة الديقراطية بعد ان مارسنا دوراً كبيراً في مرحلة المعارضة والمواجهة، وكان يتوهم هؤلاء باننا خبرنا الاداء المعارض ولم نحسن اداء السلطة والممارسة الديمقراطية.وبعد حضورنا الفاعل في الميدان الانتخابي وحصولنا على نسبة كبيرة تنسجم مع حجمنا وحضورنا وتضحياتنا تعالت الصيحات والاعتراضات والتباكي على الديمقراطية وتناسى هؤلاء اننا لم نتجاوز المسار الديمقراطي فاخذوا يطرقون على وتر الرموز الدينية ودور العبادة واستغلالها في الحملة الانتخابية لكي يبرروا فشلهم وهزيمتهم كما يخططوا لابعادنا عن هويتنا وخصوصيتنا الاسلامية والوطنية. وهذه المحاولات لتبرير فشلهم من جهة وابعادنا عن الاطار المرجعي والتمسك به من جهة اخرى.قد استمعت الى حديث دار بين الاستاذ علي الاديب (ابو بلال) واحد الاخوة الاسلاميين حول الديمقراطية في الاسلام والانتخابات فكان موقف الاديب رافضاً للانتخابات بقوة وقد قال وسمعته دون واسطة "كيف تعقلون ان نقبل بان تجلب لنا الديمقراطية قائداً سوقياً من الشارع بسبب تأثير الاصوات فالانتخابات لا تحدد الافضل والاصلح نحن الذين نشخص الاصلح والصالح والمصلح" انتهى كلام الاديب وحصل ذلك في طهران سنة 1999.

وهو الذي منع جريدة الجهاد بان تكتب عن السيد الشهيد السعيد محمد محمد صادق الصدر بزعمه انه صنيعة مخابراتية.اذا كانوا يتصورون ان نجاحنا في الاداء الديمقراطي والميدان الانتخابي هو حالة خطرة تهدد وجودهم السياسي في العراق فاننا نشعر ان وجودهم السياسي وفرضه بالقوة والاكراه هو مخالفة صارخة للديمقراطية والمسار الانتخابي.وهذا الوعي الجديد لم يكن ضمن ادبيات حزب الدعوة لانهم يرون انفسهم هم النخبة الصالحة والشعب همج رعاع كما كان يقول علي الاديب.اما البعثيون الصداميون فهم اعداء صناديق الانتخابات ووصلوا الى السلطة عن طريق الانقلابات العسكرية ثم خدعوا البسطاء والمغفلين عبر مغالطات وتصورات مشوشة ولكن في نهاية المطاف لا يصح الا الصحيح وان المحصلة النهائية ستكون لصالح الصلحاء والصالحين مهما بذلتم من اساليب المكر والدهاء الاعلامي والسياسي فان شعبنا لن يخدع مرة اخرى.ا

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك