المقالات

السلطة خافضة رافعة

991 17:01:00 2009-10-14

ابو ميثم الثوري

ثمة مقولة خالدة للسيد الشهيد محمد باقر الصدر في احدى محاضراته مع طلبة العلوم الدينية في النجف الاشرف عن حب الدنيا يشير الى خطورة السلطة والحكم والامارة ويتساءل بقوله " لو كانت دنيا هارون بايدينا فهل سنسجن الامام موسى الكاظم(ع) ام نتركه حراً"هذا السؤال جدير بالتذكير والاجابة الوجدانية والعملية وليس الاجابة الشعاراتية والتنظيرية فكلنا كنا نلوم النظام السابق وتصرفاته الخاطئة وسلوكياته الاجرامية بل نستغرب كيف يلجأ الى خيارات معلومة النتائج ومشخصة الكوارث بينما توفر لديه اكثر من خياريجبنه والبلاد كل الويلات والمأساة.كنا نبكي الامام الحسين (ع) منذ اربعة عشر قرناً ونلعن يزيد بن معاوية لانه تجرأ على قتل ابن بنت رسول الله (ص) ولكن لو توفر لنا خيار كخيار عمر بن سعد فهل سنقف مع الحسين حقيقة.وعمر بن سعد عندما تلوح امام ناظريه امارة الري والشام وبهارجها ويقدم على محاربة سبط الرسول الاكرم(ص) وابن فاطمة الزهراء(ع) فهل يختلف عمن يسرق اموال الشعب ويحرق ذاكرته ويخون الامانة من المفسدين المعاصرين.لا نريد نبش التأريخ المعاصر ومواقفه المؤلمة لانه نتن وتغافلنا عنه لاسباب قاهرة ولكن تكرار هذه المشاهد يضعنا امام تساؤلات خطيرة واختبارات عسيرة فان اغلب قتلة الامام الحسين (ع) قد اعربوا عن ندمهم واسفهم وقادوا ثورات فيما بعد من اجل التكفير عن اخطائهم وخطيئتهم واعتبروا انفسهم مضللين او مسلوبي الارادة ، ولكن مازال قتلة الشهيدين الصدرين يكابرون ويتمادون في طغيانهم وطيشهم ولم يبادروا الى الاعتذار ولو تلميحاً.السلطة خافضة رافعة ومن يمسك بتلابيبها قد يغرق في اثامها وزخارفها وينسى او يتناسى تأريخه ومبادئه واصالته وربما تقوده الى الاعتقاد بانه هو الحق المطلق والمصلح الاكبر وبقية خصومه ليسوا وطنيين.السعي الى السلطة في العراق الجديد لا يتحقق بالدبابات والانقلابات العسكرية ولكنه قد يتحقق بطرق مشابهة او اخطر وهي الانقلابات الرمزية التي يقودها من يمتلك القوة والقرار والمال عبر تسقيط وتشويه المنافسين والخصوم السياسيين بطرق بشعة ومؤسفة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك