المقالات

الانتخابات المقبلة بين القائمة المغلقة والمفتوحة

821 01:49:00 2009-10-15

خضير حسين السعداوي

لم تكن التجربة الديمقراطية حديثة العهد في العراق فقد مارس العراقيون النظام الديمقراطي منذ تاسيس الدولة العراقية العام 1921 واعتقد ان الظروف التي حصلت بالعراق في تلك الفترة هي اقرب الى الظروف التي حصلت بالعراق بعدالتغيير عام 2003 فانهيار دولة ونشوء دولة جديدة كما ان الدولة التي احتلت العراق وانهت السيطرة العثمانية هي بريطانيا وكجزء من سياستها في نشر الديمقراطية في البلدان التي تسيطر عليها اوجدت النظام الملكي الدستوري في العراق وفق مفاهيم ديمقراطية جديدة على المجتمع العراقي الذي كان مجرد ثلاث ولايات تابعة للاستانه ورغم ذلك ترسخت تجربة العمل البرلماني والنيابي رغم ان العملية السياسية في العراق في تلك الفترة سيطرعليها ساسة معروفون امتهنوا السياسة

ولذلك اصبحت الديمقراطية مجرد اليات شكليه تخدم بصورة واخرى السياسة البريطانية ولكن التغيير الثوري الذي حدث في العراق في اعقاب ثورة 14 تموز العام 1958 والذي كان بصراحة هزة عنيفة في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي الا ان المخيب للامال هو بقاء سيطرة العسكر على السلطة والتناحر الدامي بين القوى السياسية انذاك هذا الصراع الذي رسخ لدى العراقيين مفهوم التسلط الدكتاتوري للاحزاب والقوى السياسية للثار من بعضها البعض من خلال الوصول الى السلطة وباي طريقة فكان العراق ميدانا للمؤامرات والانقلابات العسكرية سواء من فشل منها او نجح وانتهى التفكير بالديمقراطية بعد ظهور الاحزاب الشمولية كذلك كان للتدخل الاقليمي ودول الجوار كل هذا كان عامل مهم ان ظهرت الدكتاتورية في العراق وبابشع صورها وبعد عجز قوى المعارضة المسلحة والسياسية في اقتلاع الدكتاتورية من العراق كان الكي اخر الدواء فكان الاستعانة بقوى دولية اقتلعت النظام الاستبدادي العام 2003

وجاءت بمشروع الديمقراطية للمرة الثانية وكان على العراقيين ان يتعاملوا مع مفاهيم بدت غريبة عليهم بعد عقود من الحكم الشمولي ان التجربة الانتخابية الاولى التي حدثت في العراق عقب التغيير عام 2003 املتها ظروف ما بعد التغيير وهاجس الخوف والرعب الذي انتاب المحيط الاقليمي وتشتت القوى السياسية ووقوف قسم منها ضد هذه التجربة افرز ظرفا يتحتم فيه ان تكون القائمة المغلقة كوسيلة اقرب الى الواقعية في التمثيل للاطياف المختلفة للشعب العراقي والتي اهتزت ثقتها ببعضها فانا اعتقد ان مرحلة القائمة المغلقة كانت قاعدة لظرف استثنائي مر به العراق ولكن الان وبعد ان ترسخت مفاهيم الديمقراطية نوع ما ودخول كثير من القوى الرافضة للعملية السياسية الى المعترك السياسي وظهور سلبيات القائمة المغلقة اعتقد ان على الشعب ان يعي جيدا ان مرحلة القائمة المغلقة يجب ان تنتهي على الرغم من ان بعض القوى السياسية والتي بدات قاعدتها الجماهيرية تتصدع تفضل القائمة المغلقة وقد تنبهت المرجعية الى ذلك وقطعت الطريق على من يحاول ان يجعل الانتخابات تسير وفق القائمة المغلقة ،

ان ما اعتقده وبشكل قاطع ان القائمة المفتوحة هي التي تخدم المرحلة الديمقراطية الفتية في العراق بفسحها المجال امام اصحاب الكفاات وممن يتصف بالامانه والقدرة على تمثيل الجماهير التي اودعته ثقتها ويكون مسؤولا امام هذه الجماهير عكس القائمة المغلقة والتي يضيع فيها من هو جيد او سيء ويضيع صوت الناخب عندما يعطى الى شخص غير مرغوب فيه اعتقد ان القائمة المفتوحة ستفرز قوى وطنية جديدة لا تعتمد العمق الطائفي كاساس لصعودها الى دفة السلطة وانما يكون المعيار هو ثقة الناخب بالمرشح ومدى قدرته على تمثيل من جازف واعطى صوته لهذا المرشح كما ان القائمة المفتوحه ستبدد مخاوف من اكتوى بنار القائمة المغلقة واصيب بخيبة امل

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك