المقالات

مجلس القضاء الأعلى يستبيح الأراضي والحدائق ويقيم جدران فصل ارستقراطية

818 14:37:00 2009-10-15

وكالة الصحافة العراقية / محمد حمدي نكتب للمرة الألف ونستغيث للمرة المليون قد يعود لنا صدى الاستغاثة خائباً مشلولاً وقد تضحك لنا الأقدار، ولو لمرة واحدة بعد أن عبست بوجوهنا مرات ومرات، قد يصل النداء إلى من يؤثر ويفعل الحدث وقد تعود علينا النداءات بأسوأ الأثر، ولكن لا أسوأ من ذلك فلا نخشى الفرق ونحن في قلب الطوفان، إنما حكاية واضحة كالشمس في هذه الأيام القائظة وليست أحجية، هي صورة من أبشع صور الجشع والاستغلال والمصادرة في العلن وتحكي لنا المثل القائل مازلت مالكاً فعليك أن تملك.. ومازلت معدماً فعليك أن تسكت.. إنها حكاية مصادرة أراضي مشتل الحرية الشاسعة وتمليكها قصوراً لمن اتخموا بالقصور وبالبيوت الفارهة. بداية يعود مشتل الحرية إلى بقعة تاريخية معاصرة وتحديد إلى العهد الملكي حيث بنى فيه الملك غازي رحمه الله داراً أنيقة للضيافة مع حدائق غناء لأصناف الأشجار النادرة وجاء دور الزعيم عبد الكريم قاسم رحمه الله ليضيف إليه لمسات جمالية أخرى بساتين وبحيرات غاية في الروعة ويصبح بذلك واحداً من اكبر المتنفسات في العاصمة بغداد وتتفنن أمانة بغداد بإضافة ألواح النباتات الطبيعية والمزارع الزجاجية والملاعب الرياضية والحدائق التي تستقطب الآلاف من أهالي الكرخ. تعرض المشتل لضربة موجعة في عام 1991 أبان حرب الخليج الثانية واستهدف الناس عدداً من الأشجار لتعويض نقص الطاقة والمحروقات ولكن جهود الطيبين إعادت الحياة له بفترة وجيزة جداً وظل المشتل صامداً كريماً يستوعب برحابة صدره تلك الأعداد الكبيرة من الفقراء ويعلم انه ملاذهم الوحيد في زمن تقطعت به أسباب المتعة والرفاهية بوجه الفقراء وظلت الألعاب الرياضية مقصداً مهماً في هذه الأرض ساهم في تخريج نخبة من أبطال الرياضة العراقية في العاب الملاكمة والمصارعة والساحة والميدان وكرة القدم كما إن شوارعه الرابطة بين شارع الربيع وأحياء السلام والحرية وحي العدل والإسكان هي الطريق الوحيد المختصر بين هذه الأحياء إذا ما علمنا إن السيطرات وعزل المناطق بالكتل الكونكريتية جعلت من المستحيل بلوغ الطرق والغايات بأوقات مناسبة، المهم إن مشتل الحرية المتنفس الوحيد وثاني اكبر متنزه في بغداد يتعرض اليوم إلى أبشع عملية هدم واستغلال تنفذ باسم مجلس القضاء الأعلى الذي استباح هذا المكان الحيوي بالكامل وأجهز على جميع موجوداته وقطع الأوصال إلى بيوت فارهة بالحجم وخالية من أي لمسة جمالية فالمهم أن يجعلها السيد القاضي دارا ثالثة أو رابعة له وللسادة حماياته الاشارس واليكم هذه التفاصيل. جدران كونكريتية جدران فصل كونكريتية سورت مساحة المنتزه بالكامل وعزلته بصورة تامة وبسرعة البرق بادرت الشركات الجاهزة للبناء دوماً ببناء دور سكنية لا أول لها ولا آخر شاحنات عملاقة تحمل الطابوق والاسمنت ومواد البناء تواصل الليل، ولو إنها بادرت بأعمار ما خربه الاحتلال والإرهاب في مباني وسط بغداد الحكومية لتم إصلاحها بيوم وليلة ولم تبق على حالها منذ عام 2003 وحتى اليوم.

سؤال توجهنا به إلى عضو محافظة بغداد من مدينة الحرية عبد الكريم ذرب وطلبنا منه أن يوضح لنا وللأهالي تفاصيل هذه العملية فأجاب بالقول: إن مصادرة الأراضي الزراعية وأراضي المتنزهات ماضية قدماً تحت حماية مسميات عديدة ومنها مجلس القضاء الأعلى حيث لم تتمكن أمانة بغداد من وقف العمل ولا محافظة بغداد فالاستيلاء تم بناء على موافقة دولة رئيس الوزراء الذي منح الأرض لمجلس القضاء الأعلى كمكافأة ولكن هناك جهة مالكة للأرض وهناك مشروع مستشفى في المنطقة التي لا وجود لمستشفى فيها مع كبر مساحتها يضاف لذلك كله اختناق كبير جداً بحدود مدينة الكاظمية المزدحمة والتي يروم الحكومة توسيع المناطق المفتوحة حولها.

اعتقد إن الخطأ واضح واكبر من أن نشرحه بكلمات بسيطة فهذا الحي الكبير الذي يجري بناؤه وعزله بالكتل الكونكريتية سيساهم في زيادة الاختناقات المرورية وقطع الطرق لان معظم القضاة وحماياتهم وكبار الضباط لديهم سرايا حمايات خاصة وهؤلاء دائبون الدخول والخروج وسيقطعون الطرق ذهاباً وإياباً ناهيك عن الخدمات المعطلة والتي يعلمها الجميع. ويكمل الحديث المهندس نجم عبود مدير بلدية الشعلة التي يقع منتزه الحرية ضمن حدودها الجغرافية ويبدأ بالقول: إن حجم المشاكل التي تعاني منها المناطق المحيطة بالمشتل كثيرة جداً حجم المشاكل التي تعاني منها المناطق المحيطة بالمشتل كثيرة جداً مثل محاربة المياه الثقيلة وشبكات مياه الشرب المتآكلة كذلك الطرق المليئة بالمطبات والحفر مع قلة المساحات المتروكة التي تصلح إن تكون منتزهات ومناطق ترفيهية، وقد شهد الموسم الماضي غرق أحياء كثيرة من مناطق الحرية بالمياه الثقيلة وواجهنا صعوبة بالغة في سحبها بطرق بديلة حيث أعاقتها الكتل الكونكريتية التي تحاصر المنطقة ولم يكن من منفذ لعملنا سوى طريق المتنزه، والآن بعد أن تمت مصادرته وعزله فاعتقد إن المشكلة ستزداد تعقيداً لدرجة كبيرة ونحن كبلدية وأمانة بغداد لم نحط علمنا بحجم الأعمال ونوعها لان العمل نفذ عن طريق مجلس القضاء والشركات المتعاقد معها وهي شركات أهلية ولم تأخذ استشارة فنية لمواجهة العراقيل المستقبلية لا اسمع لا أرى المجلس الأعلى لمدينة الحرية ممثلاً بالسيد عدنان القريشي رئيس المجلس طرق جميع الأبواب المسؤولين والإعلام وكل من له صلة دون فائدة تذكر فمجلس القضاء لا يعرف السمع والبصر ولا الحواس الأخرى حاله حال القانون ولكنه قانون الفائدة واستغلال المنصب أسوأ استغلال لمصادرة الأراضي وتشويه المدن ويضيف الحاج عدنان قائلاً: إننا نفكر بالمشكلة من أبعاد كثيرة بدء من الخدمات والطرق وانتهاء بالرياضة التي يقضي عليها بالكامل لان المشتل يضم أربعة ملاعب مختلفة للصغار والكبار وهؤلاء الشباب إن لم يجدوا ما يقضون به أوقات الفراغ في مزاولة الهوايات واللعب والرياضة فبالتأكيد سيتجهون إلى طرق أخرى لا نريدها لهم وتصوروا إن هذه الملاعب تستوعب يومياً أكثر من ألف شاب وناشئ ما مصيرهم يوم لم يجدوا ما يشبع هواياتهم؟

ولكن الم يكن لكم صوت كمجلس مع مجالس شيوخ العشائر وتجمعات الأحزاب بإيصال اعتراض الأهالي على هذا الخرق؟ قلت والإعلام شاهد القول إننا وصلنا إلى جميع من له شأن في الحكومة دون فائدة تذكر لان الأمر عائد لرئيس الوزراء شخصياً فهو من منح الأرض الإذن بالبناء ولو وصل الحال كما هو عليه بجميع الملابسات له لوقف العمل فوراً فهناك ارث حضاري يمثل دار الاستراحة الملكي قد هدم بالكامل يضاف له الكثير من الموجودات. نداء استغاثة

اخيراً يحدثنا السيد عباس عليوي رئيس اللجنة الرياضة والشباب في مجلس محافظة بغداد بالقول: ان مشكلة مصادرة الاراضي في بغداد هي مشكلة حقيقية حيث يصادر بعض المتنفذين بأسم الحكومة أي مساحة متروكة بدون أي مسوغ قانوني او حضاري ويبني لان التجاوز بعشوائية من دون ان تقدر حجم الاضرار من جراء ذلك، اما بخصوص مشتل الحرية وان تم مصادرة ثلثية تقريباً فأننا نتمنى ان يترك الجزء الباقي لعمل ملعب منتزه صغير لاهالي المنطقة، ونحن على استعداد لتولي ذلك وتنفيذه في مجلس محافظة بغداد.

ويضم السيد عباس صوته لاصوات عشرات المواطنين من اهالي الاحياء المحيطة بالمنتزه ممن تقدموا بمناشدة لدولة رئيس الوزراء بانقاذ ما يمكن انقاذه من كتل الكونكريت التي تخفي وراءها بيوت وقصور دور استراحة تذكرنا بحقبة سابقة تمنينا ان لا تعود الى الابد وتذكر الفقراء من الناس بسطوة الارستقراطيين باسم القانون على مقدراتهم ومتنفساتهم، وهذه المناشدة رفعت باسماء مجلس شيوخ عشائر الحرية والمجلس البلدي ومجلس الاحزاب الوطنية ومجلس الرياضة والشباب في الحرية وتجمع المثقفين الذي يضم نخبة من الصحفيين والشعراء والكتاب والفنانين وتجمع المرأة العاملة ومنظمات المجتمع المدني ولنا بالغ الامل ان يستجيب السيد رئيس الوزراء لنداء الاستغاثة هذا يبقي لنا جزءأً من هذا المنتزه الكبير يضم الملاعب والحديقة الجانبية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك