المقالات

لماذا يصر بعض السياسيين على احتقار الشعب العراقي؟

993 16:29:00 2009-10-15

عامر هادي العيساوي

حين كان صدام حسين قائدا أوحدا في العراق كان يصف الشعب العراق (بالعظيم والعريق والمجاهد والصابر) والى آخر الصفات التي يتفنن في إطلاقها في خطاباته العامة وقد دهب مرة الى ابعد من ذلك حين قال بانه لو خير بين الشعب العراقي وبين أي شعب آخر كالشعب البريطاني او الفرنسي من اجل أن يحكمه لاختار الشعب العراقي.أما في الواقع فقد كان صدام يحتقر العراقيين بشدة ويزدريهم ويستهين بأرواحهم وكراماتهم ويعتبرهم جزءا حقيرا مما يملك وهو حر في زجهم في اية حرب مجانية وفقا لنزواته والويل كل الويل لمن يتململ او يتذمر وهو حر في بيعهم او شرائهم متى شاء وبأي سعر شاء فهم في نظره ليسوا أكثر من عبيد.

ولم يكن صدام ظاهرة فريدة في تاريخ العراق فقد سبقه الكثير من الطغاة والجبابرة مثل ذلك الذي كان يقول (والله لآخذن البريء بالمذنب والمقبل بالمدبر حتى ليقولن بعضكم لبعض انج سعد فقد هلك سعيد) او كالآخر الذي كان يقول( لقد عجم أمير المؤمنين أعواده فإعطاني سيفا وسوطا وقد سقط السوط وبقي السيف ,إني أرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها واني لصاحبها).ولا نذيع سرا اذا قلنا بأننا كنا نأمل بعد سقوط الصنم بان لا نرى بعد ذلك اليوم عراقيا مهما كان وايا كان ينظر الى أبناء جلدته تلك النظرة القبيحة ولكننا مع الأسف الشديد فوجئنا بالعديد من السياسيين الذين يزعمون أنهم ممن قارع النظام المباد يتصرفون وكان الله خلقهم من نار بينما خلق الاخرين من طين فهم (خلق الله المختار قي العراق) ولا يأتيهم الباطل من بين أيديهم او من خلفهم وفي نفس الوقت يعتبرون العراقيين همجا ورعاعا ومتخلفين وجهلة ولا يترددون عن إعلان ذلك في مجالسهم الخاصة .

ولكي يمعن هؤلاء بالاحتقار والاستهانة وعدم الاكتراث بالشعب العراقي حصروا تعاملهم مع هذا الشعب فقط في الفترات التي يشعرون فيها أنهم بحاجة إليه أوالى أصوات أبنائه في الانتخابات فيملؤون حقائبهم بالمال ويشدون الرحال الى هذه المحافظة او تلك فيشترون ما يمكن شراؤه من ذمم وكانهم في سوق للنخاسة ويخدعون من يمكن خداعه بالوعود والكلام المعسول وقد ينصتون الى صراخ او عويل هذا وذاك ولسان حالهم يقول (قل أنت كل ما تريد ولكني سأفعل ما أريد).حتى اذا انتهى ذلك اليوم من حملة صاحبنا الانتخابية وعاد الى بيته في المنطقة الخضراء ذهب فورا الى الحمام لأداء غسل الجنابة من آثار الأيادي التي ربما يكون قد صافحها ثم ينادي زوجته وأبناءه إذا لم يكونوا في لندن او باريس ليقص عليهم مشاهداته وكيف كاد يختنق من روائح الناس الكريهة حينما اقتربوا منه وكيف انهالت حمايته بالضرب المبرح على مواطن حاول الوصول إليه حتى أدموه وكيف ألقى بمئات الطلبات التي وصلته من الناس في احد المبازل في طريق العودة.حتى اذا انفض سوق عكاظ وفاز بدورة جديدة أغلق كافة المنافذ المؤدية إليه بوجه الجميع وراح يتبختر أمام الكاميرات. وبعد كل ما تقدم يبرز السؤال التالي هل يستحق الشعب العراقي كل هذه المصائب التي تقع على رأسه؟وهل هو سيئ كما يزعمون؟

والحقيقة ان جميع شعوب الأرض ليست مسؤولة عن منظومة الأخلاق أو قواعد السلوك السائدة فيها باي شكل من الأشكال وقد قيل قديما ( إن عادات السادة هي سادة العادات)وان الناس على دين ملوكها ولتوضيح ذلك أكثر نقول بان جميع القيم الأخلاقية والمبادئ السائدة في مجتمع ما من كذب او نفاق او صدق او أمانة إنما هي من غرس القوى النافذة في ذلك المجتمع وستبقى قائمة ما دامت في خدمة مصالحهاومن هنا نقول إن جميع العيوب التي تنسب للشعب العراقي إنما هي عيوب القوى المهيمنة سياسيا واجتماعيا واقتصادياوإذا كان رب البيت ممن ينقرون الدفوف فان أبناءه سيكونون من أحسن الراقصين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك