المقالات

وفاء سلطان أم سجاح التميمية

1818 00:49:00 2009-10-16

محمود الشمري

أعتقد أن مقاربة فكرية وسلوكية بين سجاح التميمية التي أدعت النبوة وبين الدكتورة سورية

الأصل وفاء سلطان ممكنة جدا , حيث ان سجاح بنت الحارث كانت قد أعتمدت في ادعاءها طروحات كلامية أسرت لب قبيلتها من بني تميم لأنها كانت شاعرة أديبة عارفة بالأخبار، رفيعة الشأن في قومها، ظهرت في عهد حروب الردة، تقول الكثير من المصادر العربية القديمة كمؤلفات الطبري وأبو الفرج الأصفهاني، إنها كانت على علم بالكتاب بحكم ثقافتها المسيحية. ولكن لا أحد يمكن أن يجزم هل أعلنت النبوة عن قناعة روحانية مجنونة أم رغبة باستغلال الأوضاع السياسية المتوترة للدولة الإسلامية للحصول على النفوذ والسلطة ؟. فقد سار في أثرها جمع من عشيرتها بينهم بعض كبار تميم: كالزبرقان بن بدر، وعطارد بن حاجب، وشبث بن ربعي الرياحي، وعمرو بن الأهتم. وقد بلغ بها جنونها إلى إقناع أتباعها بالذهاب إلى الحجاز وغزو مكة والاستيلاء على دولة الخلافة. وقد انضم لحركتها أكثـر من أربعين ألفا .

كيف نقرأ اليوم حالة وفاء سلطان ؟

المتتبع يرى أن وفاء تسلك سلوك سجاح ومتأثرة بها أشد التأثر . وربما تكون قد قامت بدراسة شخصيتها دراسة مستفيضة . لذلك فقد قامت بأستغلال الأوضاع المفككة والرخوة لواقعنا لنشر افكارها ومهاجمة الأسلام . ومثلما اندمجت دعوة سجاح بدعوة مسيلمة الكذاب فأن دعوة وفاء قد اندمجت في دعوات تبشيرية والحادية تعمل بالضد من الأسلام بأسماء متعددة مستغلة عناوين رنانة وشعارات لها تأثيرها مثل شعار العلمانية , بينما هي أصلا لاعلاقة لها بالعلمانية بل أن ماتمارسه من تخريب فكري وارهاب عقلي يفوق في تأثيره مايفعله ارهاب بن لادن والظواهري .هل أن ماتفعله وفاء هو مجرد مزاج شخصي ينبئ عن أزمة خفية أم عن رغبة متأصلة للإصلاح؟ هل تملك وفاء المؤهلات الثقافية التي تبرّر ادعاءها؟ أم إن المسألة أكثـر تعقيدا وتصب في عقلية بدأت تتطور وتفرض نفسها بهدوء منذ العشرين سنة الأخيرة بعد أن أستخدم البعض , الدين كوسيلة تغطية لكل الإحباطات والجرائم , وأخذ يستغل ضد أناس هشين للزج بهم وسط دوائر الموت والرعب.ونتيجة لذلك فقد أصبح بإمكان أي شخص جاهل وأمي، أن يشتم عن سبق إصرار وترصد علماء قضوا العمر في البحث والتأمل . كأن يأتيك مثلا شخص عاجز عن تركيب جملة مفيدة ويقول : من يكون النبي أو الأمام أو الشيخ الفلاني؟ ويتهم ويشتم معتقدا أنها ترفع شأنه و تحط شأن النبي أوالشيخ ويأخذ بتسطير الشتائم مع أنه في حقيقة الأمر لم يحط سوى من شأن نفسه ..طبعا ليس غريبا أن تنشأ داخل هذه الظروف ( نبية ) جديدة اسمها وفاء تقود جمع السبابين وتخترع لهم الجديد منها . نعم , أفهم أن تثور سجاح للحصول على سلطة كانت مطمع الكثيرين و نعرف اليوم أن سجاح التميمية لم تكن غبية في مطلبها وإلا لما استطاعت أن تجرّ وراءها قبائل بكاملها .لقد كانت واحدة من أكبر مثقفي زمانها وأكثرهم ذكاءا .لكن حالة وفاء تنبئ عن حالة غياب كلي للعلم والعقل مع ايماننا بأن وفاء تمتلك مؤهلات تعجب أتباعها ، الذين يشكل معظمهم حضور كامل للتدهور الثقافي والسلوك اللاحضاري . ومن يقرا مقالات وفاء يعلم أنها تدور في حلقة ضيقة ومحدودة جدا أساسها أستغلال حالات تفسخ أجتماعي سببه الأبتعاد عن القيم الأسلامية الأصيلة , أما معجبيها فحدّث ولاحرج .ربما لم تكن وفاء الاّ حالة طارئة في زماننا ولكن دلالاتها لا تحصى وربما كانت هذه الدلالات ترسم مستقبلا معتما وتقودنا الى الأعتقاد بأننا مازلنا نعيش مرحلة حرجة جدا تتطلب منّا مراجعة دقيقة وشجاعة لتصليح أوضاعنا

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك