ابو ميثم الثوري
قد يكون من الصحيح الادعاء باننا عشنا عقوداً بل قروناً من التخلف الثقافي والعصبية القبلية والبداوة وعشنا في ظروف انظمة مستبدة لا تفقه الا منطق السوط والهرواة بل حتى مدارسنا التعليمية كانت تمارس الضرب والتأديب وسجوننا تتفنن القسوة والتعذيب والخدمة الاجبارية العسكرية تمارس الاذلال والتأنيب لكي يكون الجندي منفذاً لا مناقشاً.ففي البيت والعشيرة والمدرسة والعسكرية يغيب منطق الرأي والرأي الاخر والحوار ويسود اسلوب الفرض والاملاء والاجبار.وبعد سقوط الطاغية النموذج الاوضح لكل الصفات القهرية والقمعية يكون العراق قد انتقل الى تجربة كبيرة منفتحة على ابواب الحوار والديمقراطية والتنافس.التنافس يشكل خطوة متقدمة في المفاضلة وتقديم الافضل ويؤدي الى التطور المستمر وينهي ظاهرة الركود والجمود وقد وضع القران الكريم اسس هذا التنافس ويؤكده العقلاء في سلوكهم وهو الكفيل في ايجاد النماذج المتألقة في حركة الحياة والمجتمع وهو الذي يستشكف الطاقات المكتنزة في اعماق البشر.وبسبب قصر التجربة الديمقراطية في العراق وحداثتها مازال الكثير منا يتعاطى مع مفهوم التنافس بطريقة ماضوية بعيداً عن التحضر والتطور الحاصل في الواقع العراقي.التنافس الحقيقي ان اكون افضل من الاخر واسعى من اجل ذلك بتنمية طاقاتي ومواهبي وليس بان يكون الاخر اضعف مني، او احاول ان اكون بمستوى الاخر الافضل ولا احاول اضعافه لكي يكون مثلي.ومن ممارسات التنافس الخاطئة سعي بعض المتنافسين الى اضعاف الاخر وتشويهه والتعريض به ومحاولة التصيد بعيوبه والترصد باخطائه دون ان يعرض انجازاته ومواقفه ومشاريعه.من حقك ان تبرز انجازاتك ومواقفك في سياقات التنافس ولكن لا يحق لك ان تهاجم انجازات الاخرين وتحط من قدرها فان هذا ليس من التنافس بشىء.نحتاج الى ثقافة واخلاقية التنافس قبل ممارسته وان نتعلم من الاخرين كيف تننافس وكيف نفوز وكيف نتقبل الخسارة ونهنىء الفائزين.
https://telegram.me/buratha