المقالات

التنافس بين العرض والتعريض

876 12:50:00 2009-10-16

ابو ميثم الثوري

قد يكون من الصحيح الادعاء باننا عشنا عقوداً بل قروناً من التخلف الثقافي والعصبية القبلية والبداوة وعشنا في ظروف انظمة مستبدة لا تفقه الا منطق السوط والهرواة بل حتى مدارسنا التعليمية كانت تمارس الضرب والتأديب وسجوننا تتفنن القسوة والتعذيب والخدمة الاجبارية العسكرية تمارس الاذلال والتأنيب لكي يكون الجندي منفذاً لا مناقشاً.ففي البيت والعشيرة والمدرسة والعسكرية يغيب منطق الرأي والرأي الاخر والحوار ويسود اسلوب الفرض والاملاء والاجبار.وبعد سقوط الطاغية النموذج الاوضح لكل الصفات القهرية والقمعية يكون العراق قد انتقل الى تجربة كبيرة منفتحة على ابواب الحوار والديمقراطية والتنافس.التنافس يشكل خطوة متقدمة في المفاضلة وتقديم الافضل ويؤدي الى التطور المستمر وينهي ظاهرة الركود والجمود وقد وضع القران الكريم اسس هذا التنافس ويؤكده العقلاء في سلوكهم وهو الكفيل في ايجاد النماذج المتألقة في حركة الحياة والمجتمع وهو الذي يستشكف الطاقات المكتنزة في اعماق البشر.وبسبب قصر التجربة الديمقراطية في العراق وحداثتها مازال الكثير منا يتعاطى مع مفهوم التنافس بطريقة ماضوية بعيداً عن التحضر والتطور الحاصل في الواقع العراقي.التنافس الحقيقي ان اكون افضل من الاخر واسعى من اجل ذلك بتنمية طاقاتي ومواهبي وليس بان يكون الاخر اضعف مني، او احاول ان اكون بمستوى الاخر الافضل ولا احاول اضعافه لكي يكون مثلي.ومن ممارسات التنافس الخاطئة سعي بعض المتنافسين الى اضعاف الاخر وتشويهه والتعريض به ومحاولة التصيد بعيوبه والترصد باخطائه دون ان يعرض انجازاته ومواقفه ومشاريعه.من حقك ان تبرز انجازاتك ومواقفك في سياقات التنافس ولكن لا يحق لك ان تهاجم انجازات الاخرين وتحط من قدرها فان هذا ليس من التنافس بشىء.نحتاج الى ثقافة واخلاقية التنافس قبل ممارسته وان نتعلم من الاخرين كيف تننافس وكيف نفوز وكيف نتقبل الخسارة ونهنىء الفائزين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك