منى البغدادي
التخطيط الى الوصول للسلطة عبر القنوات الدستورية حق مشروع للجميع والسعي اليها ضمن سياقات التنافس النزيه والمخاض الانتخابي دون اتباع اساليب التسقيط والتشويه للمنافس الاخر قضية حضارية وديمقراطية ولا غبار عليها.وتحرك السيد نوري المالكي الامين العام لحزب الدعوة باتجاه تجديد الدورة الثانية لرئاسة الحكومة يأتي ضمن الحراك السياسي والدستوري في العراق الجديد ولا يمكن الوقوف ضده او اعاقة مساره او اثارة الغبار عليه.من حق السياسيين التحرك باتجاه السلطة كما يفعل المالكي ومن حقهم عرض منجزاتهم الحاضرة ومشاريعهم المستقبلية فهذا تنافس مشروع اقتضته طبيعة العملية الديمقراطية في العراق.من يحاول اعاقة المالكي او التشويش عليه انما سينفعه اكثر مما يضره بل لا يضره مطلقاً فقد يخلق منه مظلوماً امام الناس التي تتعاطف عادة مع المظلومين.عرض المنجزات والموقف والقناعات امر مقبول والتعريض بالاخرين امر مرفوض ولا يصب في مصلحة التجربة الديمقراطية في العراق فبدلاً من تشويه الاخر علينا تحسين صورتنا وبدلاً من الطعن بالاخرين وتضخيم عيوبهم علينا ابراز محاسننا.ولا يحق لاحد مهما كان ان يمنع او يقمع أي انسان في سعيه للسلطة عبر المسارات الديمقراطية والشعور بان رئاسة الوزراء القادمة لا يستحقها المالكي شعور خاطىء وخطير اذا حقق من المقاعد ما يحقق له الترشيح دستورياً وان كان مستبعداً في الظروف الراهنة.ومثلما نطالب الاخرين بان لا يقفوا امام طريق المالكي ويعيقوا حركته باتجاه السلطة نطالبه ايضاً بان يراعي السياقات الدستورية والاخلاقية والسياسية في وصوله الى السلطة وهي حق مشروع للجميع.لا يحق للمالكي ولا لحزبه ان يتوهموا بان رئاسة الوزراء هي (طابو) وملك صرف لهم لا يحق لاحد ان ينافسهم او يزيحهم ضمن الحراك الديمقراطي.هذه من الاوهام القاتلة التي وقع بها المالكي وحزبه وتصورهم بانه الاحق والاصلح لرئاسة الوزراء فهذه العقدة المستحكمة في نفوسهم من الاستعلاء والكبرياء الفارغ ستضعهم في مواقع يندمون عليها الى الابد.هذه العقد التي تكرست في مرتكزات وعي الاخوة في حزب الدعوة وعقلية المالكي وتوهمهم بانهم الاولى والاجدى برئاسة الحكومة للمرحلة القادمة هي واحدة من الاوهام والخيال.والشعور الاخطر هو تصورهم هم الافضل من غيرهم وهم القادرون على ادارة دفة البلاد والعباد بمفردهم دون اشراك الاخرين او تصورهم بانهم هم لا يحتاجون لاحد بل الجميع يحتاج اليهم اوهام مركبة في عقول هؤلاء العاشقين للسلطة والذين اعطوا نموذجاً سلبياً وانطباعاً خاطئاً عن سمعة الاسلاميين وعشقهم للسلطة والتنازل عن كل الثوابت والمتبنيات الاسلامية من اجل الوصول الى السلطة.والاخطر من ذلك كله هو سعي المالكي وحزبه الى توسيع ائتلافه دون شرائط وضوابط ومبادىء تتعلق بثوابتنا ودستورنا فان اشراك البعثيين في ائتلافهم خيانة للشهداء وخرق للدستور وتجاوز على كل القيم والثوابت والاخلاقيات.صرح عضو ائتلاف دولة القانون عبد مطلك الجبوري بانه سيعيد كل ضباط صدام السابقين الهاربين الى مصر والاردن وسوريا الى الاجهزة الامنية في حال فوز المالكي في دورة ثانية بالحكومة.هل استقطاب واجتذاب واستيعاب البعثيين الصداميين قتلة الدعاة والشهيد الصدرين هو لعبة ديمقراطية ذكية يلعبها المالكي ام هي لعب على الحبال ستكشف عورة اللاعبين على الحبال والضاحكين على ذقون الناس.
https://telegram.me/buratha