المقالات

الجديد في الوضع اليمني الحرب اليمنية.. إستنزاف وتدخلات، ومشاكل في الشمال والجنوب تنتظر الحل

893 15:31:00 2009-10-16

محمود الربيعي

السياسة التي تتبعها السلطة في اليمن ليست حكيمة تماما فهي غير مستقرة وقلقة مهدت لخلق فوضى داخل اليمن وفي المنطقة العربية حيث أدخلتها في مسارات طائفية وإقليمية ودولية.. ولقد سبق لنا أن نبهنا السلطة اليمنية الى ضرورة حل المشاكل الداخلية دون تدخل خارجي إلاّ أن هذه النداءات لم تجدي، حيث سمحت الحكومة اليمنية بتدخل سعودي وخلق إثارات جديدة حول طبيعة الحوثيين من وقوف إيران والشيعة الى جانبهم وهي طريقة لكسب الدعم والود والتأييد السعودي لتحريك جند تنظيم القاعدة السلفي الجاهز مع أن حقيقة مايجري في داخل اليمن غير ذلك وهو مايشير الى الحسابات والمعالجات الخاطئة للسلطة التي سببت الكثير من المضاعفات الأمنية والسياسية.والعقيدة الزيدية والأثني عشرية لاتشكل في هذا الزمن خطراً أو تهديدا لانها ذات ابعاد عقائدية محضة وليس لأحد الحَجْرَ على العقائد لأن ذلك من فساد الرأي وقلةالنضوج السياسي فحرية االخيار العقائدي لايحول دون بقاء الحاكم في السلطة بل يدعمه خصوصا فيما إذا أحسن التصرف، ولوتصرفت السلطة بالاتجاه العكسي وزجت اليمنيين من أصحاب العقائد الشيعية في السجون والمعتقلات فإنها تسارع في إعلان فشلها السياسي.إن إستخدام القوة وإشراك تنظيم القاعدة في القيام بأعمال عنف ضد الشيعة في العراق والسعودية ومصرودول أخرى جاء بنتائج عكسية وولد سخطاً في نفوس العوائل اليمنية التي لحق الضرر بأبناءها وسيدفع تلك العوائل إلى إستحقاقات معارَضة للسلطة كما حدث من قبل في كل من إيران والعراق. لقد لوحظ في الآونة الأخيرة داخل مجلس النواب اليمني ممارسات تحريضية ضد الشيعة وإيران مما يدلل على ضعف الحسابات السياسية وألأداء البرلماني ويعبر ويولد عبئا جديداً غير مبرر في العلاقات الدولية مع الدول الصديقة كما يخلق الكراهية والعداء مع المجتمعات الشيعية العالم والشعوب ذات الطابع الشيعي كالهند والباكسان وأفغانستان التي يتواجد فيها كثرة شيعية، وإن مانراه من إضطهاد للشيعة في السعودية ومصر واليمن قد أتى بنتائج عكسية لما خطط له، وخلق المزيد من المشاكل والتعقيدات، ولقد تأكد ذلك في اليمن بما حصل من معارك في مدن صعدة وعمران وهو مَثَلٌ حاضرعلى إستمرار المعارك.وتؤكد مصادر الأخبار عن وجود تعاون أمني وعسكري سعودي يمني رغم أن كل من الإعلام اليمني والسعودي ينفيان ذلك أحيانا ويريدان إفتعال ضجة غير حقيقية على أن هناك تدخلا إيرانياً وهو دعوة مبطنة الى تحريك عناصر القاعدة من جديد ضد الشيعة داخل اليمن بعد تدخلها في العراق.إن تبني المنهج التكفيري لعلماء السعودية سيخلق فوضى أمنية في المنطقة ولن ينهي الحركة الحوثية أوالزيدية في البلاد وسيتحول فيما بعد إلى شريط ممتد ساخط ضد الحكام في تلك البلدان.وفي نظرنا فإن تنظيم القاعدة هو التنظيم الأبعد من أن يقف في وجه النظام اليمني المتحالف مع السعودية ودعم الحوثيين.. فالمعروف عن هذا التنظيم أنه الأكثر كرها للحوثيين بسبب تشيعهم.وأما بالنسبة للجنوبيين فانهم كانوا ولايزالون يعانون من هيمنة الحكم اليمني في الشمال، وعلى هذا الأساس فإن إنتفاضتهم الاخيرة في كل من الضالع وأبين تعد بمثابة دعم للحوثيين نحو تحقيق المطالب الشعبية المشتركة لإقامة حكم ديمقراطي منصف، وإن الحصار على صعدة رغم أنه ترك آثاراً سيئة على المواطنين إلا أنه سوف لن ينتهي كما تدّعي الحكومة اليمنية بل نقول إن ماتتناقلته الأخبار يشير إلى زيادة تلاحم مدن الجنوب في كل الضالع وأبين مع مدن الشمال في كل من صعدة وعمران والجوف بالاضافة الى التاييد الشعبي الذي حدث في ضواحي العاصمة صنعاء. وبإعتقادنا وحسب التقارير السياسية المنشورة في الصحافة والانترنيت وتصريحات الحوثيين على الفضائيات أن خطوط الفقر والبطالة داخل المجتمع اليمني هي التي دفعت بالشعب اليمني الى المطالبة بالحقوق المدنية المشروعة الذي بدلاً عن انفتاح السلطة عليه لاجراء حوار جاد راحت تقصف مدنهم وقراهم الآمنة بمبررات واهية وتُهم غريبة خلافا للمنطق حيث تصف الحركة الزيدية بالأثني عشرية تتهم الحركة الزيدية بالتحالف مع السلفية وتلكما الحالتين ليس لهما صحة أو دليل بالإضافة إلى تناقضهما الصريح.إن الحركة الزيدية متمثلة بالحوزات العلمية لاتشكل أي خطر على الدولة بل هي تمثل حركة تراث الأمة اليمنية في ماضيها وحاضرها ومستقبلها، وأما وجودها فهو مقوي للوحدة بين اليمنيين بإعتبارها رمزاً للحكمة والعقلانية داخل المجتمع اليمني ولها ثقافتها ومنهجها العلمي والثقافي المتميز.وبخصوص إتهامات الحوثيين بالحصول على تمويل عسكري من الخارج فهو غير وارد لإسباب تتعلق اولاً بالحصار المحيط بالمدينة صعدة من قبل الحكومتين اليمنية والسعودية، ثم إن أهل اليمن كما هو معروف لغير محتاجين الى السلاح وبين ايديهم أكثر من خمسة ملايين قطعة وتجارة الممنوعات ذات طابع علني، وفي هذه الحالة تكون الدولة هي المسؤول ولاداعي لإلقاء التهم على إيران وغير إيران.إن على الحكومة اليمنية أن تكون أكثر واقعية عند النظر الى واقع التظاهرات الجماهيرية لآلآف من المعارضين في محافظات لحج وأبين والضالع والحبيلين المطالبين لحقوقهم السياسية والإجتماعية ويشعرون بالتعرض الى التمييز من قبل الشمال ولايتسلمون المساعدات التنموية الكافية.وأخيرا فإن على السلطات اليمنية أن تبدي إهتمامها وحرصها على حياة المواطنين وأن تبعد عن شعبها أية كارثة إنسانية تتسبب بنزوح ألآلآف نتيجة العمليات الحربية والاقتتال الداخلي التي تقوم بها القوات النظامية كما أن من الافضل لها أن تنظر بجدية الى طبيعة الخسائر المادية والبشرية التي يتكبدها لطرفين وعليها أن تسعى لإحلال السلام وأختيار طريق الحوار والحل الديمقراطي لإنه أيسر الطرق وأسهلها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك