كتب المحرر السياسي لوكالة العراق المركزية للأنباء
المتابع للمشهد السياسي في المرحلة الراهنة ، وخلافا للأفتراض القائل بأن موضوعة الأنتخابات وما يتبعها من تزاحم القوى السياسية على نيل تأييد الناخب، يمكن أن يؤدي الى أضطراب المشهد وما يتبع ذلك من أستحقاقات على الصعيد كافة، ألا أن الملاحظ ان هناك على الطريق إنفراجا للعديد من المسائل الخلافية التي كانت تسود العلاقات بين الفعاليات والمكونات العراقية مما سيضفي جوا من الهدوء في مجمل المشهد السياسي، ويؤدي ذلك بالتالي الى استقرار في الشارع العراقي بصورة عامة.هذا الانفراج الذي يتم التوصل اليه تحت أستحقاق الزمن ، وتفرضه طبيعة سعي الجميع للأنصراف الى حملتهم الأنتخابية، وإن لم يكن على شاكله الوصول الى نتائج توافقية تامة على المسائل الخلافية، الا أن هناك تلميحات بالوصول الى حلول لمستويات الحد الأدنى المقبولة من عدد كبير من الأطراف، فقد حسم أغلب السياسيين خيارهم بأتجاه القائمة المفتوحة، وهو أمر لا مناص أمامهم إلا قبوله بعد أن وجدوا أن رغبة الشعب العراقي في تسير في هذا الأتجاه، ووجدوا أن أبحارهم عكس تيار رغبة العراقيين سيلقيهم خارج ميناء الوصول .غير أن هناك بالمقابل مازالت تسمع العديد من التصريحات من هنا وهناك، وهي تحمل في طياتها نوعا من الخطاب التحريضي أو المتشائم أو المتسم بالنفس الذاتي الضيق الأفق وهو ماليس له موطيء قبول عند العراقيين التواقين للخروج من ضائقة التخندقات والأبحار بأتجاه ضفة تجمع الجميع على المصلحة الوطنية العليا، التي كما يبدو هي النقطة المشتركة بين أغلب القوى السياسية الوطنية، ومع أن الكل يحاول إيصال صوته الى الرأي العام من خلال رؤيته للاحداث التي تجري والتبريرات والحجج التي يستند عليها، إلا أن خطاب الجميع يتوجه نحو الثوابت الوطنية، ليس لأنهم يؤمنون بها فقط ، لكنن أيضا لأنهم يعلمون أنهم إن لم يسيروا بهذا الأتدجاه سيخسرون فرصة الجلوس على مقعد التمثيل الوطني لمدة ثلاث سنوات وربما الى الأبد .إن المرحلة والتي تحمل أهميتها معها تتسم بحساسية مفرطة فيما يخص مسيرة العملية السياسية التي قدم العراقيون الكثير من اجل ترسيخها والتي مازالت بحاجة الى فاعلية اكثر لدفعها الى الامام وتحقيق إنجازات اخرى بما يخدم المصلحة الوطنية.ومما لاشك فيه ان الحراك الأيجابي في هذه المرحلة، سيسهم في إيجاد ارضية خصبة للانتخابات البرلمانية المقبلة،وأن يتم اجرائها في اجواء ايجابية، وهذا يتحقق فقط بالاندفاع نحو الامام والعمل على إزالة الترسبات الماضية وليس بالعودة الى الخلف وتلك الصورة المأساوية التي مازالت اثارها عالقة في اذهان العراقيين.الفشل والنجاح سيتحمله الجميع لانهم شركاء في هذه المرحلة ولايمكن تنسيب النجاحات لجهة واحدة وتحميل جهة اخرى الفشل.
https://telegram.me/buratha