ميثم المبرقع
بغض النظر عن صحة المقولة المنسوبة للسيد الشهيد محمد باقر الصدر "اوصيكم بالدعوة خيراً فانها امل الامة" ولسنا في مقام البحث في السند ومناسبات القول واذا كنا لا نؤكد هذه المقولة فاننا لا ننفيها لان النفي يستدعي اطلاعنا على كل ما قاله السيد الشهيد محمد باقر الصدر وهذا امر مستحيل، ووصيته عن حزب الدعوة وهو مؤسسه وراعيه في ظرف من الظروف لا يطعن في مقولته هذه اساساً.ونحن كشاهدين على تلك المرحلة لدينا رؤية قضائية مطروحة في بحث القضاء وهي باختصار شديد وتبسيط " ان الشاهد لا يحق له ان يقسم على نفي فعل غيره بل يستطيع ان يقسم على اثبات فعل غيره" وذلك لسبب بسيط هو ان الفعل يمكن ان يكون واقعاً ويمكن مشاهدته واداء اليمين عليه بخلاف نفي الفعل فانه يستلزم منك ملازمة المدعى اليه في كل حركاته وسكناته وفي ليله ونهاره حتى تستطيع ان تقسم على نفي فعله.ونحن لم نلازم السيد الشهيد محمد باقر الصدر في كل ظروفه واقامته الجبرية وحصاره السلطة الجائرة عليه ولم نسمع كل ما قاله فاني قد سمعته يوماً في زيارة محفوفة بالمخاطر في محلة العمارة امام وفود البيعة من ابناء الخالص وهو يخاطبهم بقوله الحنين " اهلا بابناء الخالص يا اصحاب النوايا الخالصة" بينما الكثير من ابناء الخالص لم يسمع بهذه المقولة بالتأكيد، ونقل لي ولم اكن حاضراً مخاطبته لابناء مدينتي العزيزة الصدر حالياً والثورة سابقاً بقوله " ستنطلق الثورة من مدينة الثورة".السيد الشهيد الصدر باخلاقه العالية وقيادته الفذة نتوقع ان يبادر بخطاباته التعبوية بهذه الوصايا وهي غير مستبعدة من قائد ومرجع لا نظير له في الدنيا.واما خفايا ما حصل بين السيد الشهيد الصدر وقيادات حزب الدعوة فهذا بقى غامضاً وغير معروف وربما اختلفوا على طبيعة المواجهة وظروف التصدي ومواجهة التصعيد مع السلطة الغاشمة الحاكمة.وللتأريخ اقولها فان الذي اخرج الناس للمظاهرات في مدينة الصدر التي اعقبت اعتقال السيد الشهيد محمد باقر الصدر كان الاخوة الدعاة واذكر منهم للتأريخ سيد عيسى ومحمد جواد النعماني ومحسن نعمة والشيخ ابو محمد البغدادي (قاسم فاضل) فقد انطلقت اقوى مظاهرة نظمها الدعاة من جامع الامام محمد الباقر (جامع سيد قاسم المبرقع) وكانت مشاركة النسوة من اسرة المبرقع واضحة وبارزة.وتأسيساً على هذا فان الوصية الصدرية بحق حزب الدعوة غير مستبعدة ولا يمكن نفيها بسهولة وليس مستبعداً بل متوقعاً من اخلاق ورؤية السيد الشهيد الصدر مخاطبته الدعوة بهذه الكلمات.واخطاء الدعاة واخفاقاتهم لا تعني بالضرورة خطأ المقولة والوصية، وجنوح بعض الدعاة الى اطماع الدنيا وبهارجها لا يغمط هذا الحزب دوره في التصدي والمواجهة.واستعلاء بعض الدعاة وانزلاقهم بالانشغال بالمواقع والمناصب وتنكرهم للدعاة المجاهدين من الاحياء الذين توزعوا بين السجن والمنفى والاختفاء في الداخل لا يقدح بدور حزب الدعوة في المواجهة العنيدة مع ابشع نظام في المنطقة والعالم.ولدينا مواقف تأريخية في بداية الدعوة الاسلامية وصدر الرسالة والعهد الاموي والعباسي فقد صدرت وصايا من الرسول الاكرم واهل بيته لكنها لم تطبق من قبل المسلمين اما لتعصب او عناد او جهل وهذا لا يقدح بالموصى اليه.ومن هنا فان السؤال الجدير بالتذكير هو ماذا بقي من الدعوة التي اوصى بها السيد الشهيد محمد باقر الصدر وهل صدق الدعاة مع قائدهم ودعوتهم ام اشغلتهم الدنيا ببهارجها والسلطة بمطامعها.هل تذكروا الدعاة الذين ضحوا من اجل الاسلام والوطن هل قدم المواساة لعوائل الدعاة الشهداء وهل كفكفوا دموع اطفالهم وذويهم؟هل تنصل وتخلى الدعاة عن اخلاقهم ومبادئهم التي لا تتعارض اساساً مع مستلزمات الدولة ومتطلبات الحكومة بل تكون الدولة عاملاً مساعداً للاهتمام بالدعاة الذين ضحوا بشبابهم ومستقبلهم طيلة المواجهة العنيدة مع النظام البائد.وللمقال صلة سنتحدث في مقال اخر عن التدين السلوكي لدى الدعاة والذي كان مائزاً لهم عن الاخرين وشهد بذلك الاعداء قبل الاصدقاء.
https://telegram.me/buratha