عمار العامري
منذ تأسيسه كان المجلس الأعلى الإسلامي العراقي التيار الجماهيري الذي ساهمة معاناة الشعب العراقي في تشكيله إذ لم يكن حزبا تقليدي اجتمع على تأسيسه جماعة هدفها محدود ولا حركة سياسية أفرزتها الظروف الطارئ، فقد كانت هناك ضرورة ملحة على إيجاد تشكيل سياسي يحمل هموم الأمة وتجتمع فيه كل التشكيلات السياسية الإسلامية المعارضة والتي تتفق على هدف واحد وبرامج معينة وهي إسقاط النظام الديكتاتوري في بغداد - حيث فرضت الظروف السياسية على العراق وجود النظام الشمولي الذي يحاول تأسيس إمبراطورية تمتد إلى طول الأزمنة يحكم فيها الابن بعد أبيه والأخ بعد أخيه وينعدم فيها رأي الشعب العام خاصة إذا كان هذا الشعب هو الشعب العراقي الذي تتنوع فيها الأطياف وتتجانس فيها الأعراق - فكان المجلس الأعلى الإسلامي العراقي هو التشكيل السياسي الذي انطلق عام 1982 من أجماع عدد من الأحزاب والحركات والشخصيات السياسية الإسلامية التي اتفقت على الإطاحة بنظام صدام حسين.
ومنذ 27 عاما على تأسيسه والمجلس الأعلى يطالب أن يكون العراق دولة المؤسسات وان يكون المواطن العراقي في بلده هو الحاكم وما النظام السياسي القائم ألا نظاما يأتي لخدمة المواطن واحترام مواطنته - التي تعني احترام هوية الشخص الوطنية أي انتمائه للوطن الذي هو الأرض التي ولد فيها وكانت موطن أسرته سلفا - وقد سعى المجلس الأعلى من اجل ذلك فكان هدفه بناء دولة المؤسسات التي تنظم أمور الأمة وتنهض بأعبائها وتقدم الخدمة الكافية لها من منطلق جماعي تكاملي في المجتمع بدون أن تحكم من قبل الإفراد وتخضع للشمولية والفردية المقيتة والتي لا تتقيد بالضوابط واليات الواضحة وقد انعكست هذه الحالة على ثقافة الشعب العراقي من خلال محاولات الأنظمة التي حكمت العراق لترسيخها والتي دائما ما يكون فيها الحكم بيد أفراد معتمدين من قبل الأحزاب والجهات السياسية التي ينتمون لها.
وبعد الإطاحة بالنظام السابق في العراق بدأت المجلس الأعلى بحملات التثقيف والتوعية على إن العراق يجب أن يتجاوز مرحلة الحكم الفردي وان يكون دولة المؤسسات الرسمية وشبه الرسمية وان تأخذ الجهات الحكومية دورها الحقيقي وان لا تستغل كل المجالات لصالح أفرادها وان تعطى المنظمات المجتمع المدني دورها وان تغطي كل شرائح المجتمع وتنظم بقانون يحكمه الدستور الدائم والذي ينظم شؤون البلاد وفق المصالح العامة على أن تصب جهود كل المؤسسات في خدمة المواطن الذي يعتبر الغاية التي تسعى لها كل هذه الجهات الحكومية والمجتمعية لذلك نجد أن الجهات الحكومية الوزارات والمحافظات والدوائر غير مرتبطة بالوزارات - التي إدارتها شخصيات المجلس الأعلى كانت من أفضل الجهات التي تقدم الخدمة للمواطن العراقي واقلها أخطاء في جوانب المالية والإدارية بشهادة المواطنين أنفسهم إذ نهضت هذا الجهات التي اشرف على إدارتها وحكوماتها المجلس الأعلى وقد تحسنت في خدمتها وبدأت ملامح الأعمار واضحة فيها.
وعند انعقاد الدورة العاشرة للهيئة العامة للمجلس الأعلى والتي وسمت " دورة عزيز العراق " والتي كانت تحت شعار "معاً لبناء ِدولةِ المؤسسات ِالدستورية ِوخدمةِ المواطن " نجد أن المجلس الأعلى يؤكد تواصله في بيانه الختامي على حقيق الأهداف التي رسمت له منذ تأسيسه على يد سماحة السيد شهيد المحراب واستكمل المسيرة سماحة السيد عزيز العراق الراحل وان الدورة العاشرة والتي عقدت بحضور سماحة السيد عمار الحكيم الرئيس الحالي للمجلس الأعلى وأعضاء الشورى المركزية والهيئة العامة في الداخل والخارج تؤكد السير على نفس النهج وهو الإصرار على بناء دولة المؤسسات وتقديم أفضل الخدمات للمواطن العراقي والذي من اجله قدم تيار شهيد المحراب كل التضحيات من خلال المواقف والبطولات وكانت دماء شهيد المحراب سماحة السيد محمد باقر الحكيم مثال أفضل لتعزيز الموقف الحقيقي للأهداف والتي من اجلها تشكل المجلس الأعلى.
https://telegram.me/buratha