اسد الاسدي
ثمة اسئلة او تساؤلات يطرحها الاخرون دون ان تجد لاجوبتها ثمرة عملية على مستوى الوعي النظري او الوعي العملي وقد تصبح مثل هذه الاسئلة محاولة لمضيعة الوقت او الترف الذهني او اللغو والعبث احياناً.وقد يشتد السجال والجدال احيانا ويحتدم النقاش حول قضية ليست محل جدل او فائدة وقد يطول البحث في قضايا فكرية ثم يتبين فيما بعد بانها لا يترتب عليها اثراً عملياً او معنوياً، كمن يبحث الدجاجة من البيضة او البيضة من الدجاجة او النقاش العقيم حول الملائكة من الذكور ام من الاناث وربما يفيدنا هذا السؤال لثمرة نحوية بسيطة لكي يتعامل مع ضمير المؤنث او المذكر من خلال معرفة جنس الملائكة وهي قضية ليست عقائدية.
وقد يعتاد البشر على طرح اسئلة عديمة الجدوى والفائدة ولا اثر لها ولكنم يصرون على ايجاد الجواب عليها وبعضها اسئلة بريئة كما يسأل الطفل ابويه اسئلة تبدو عفوية او فوضوية في الغالب وقد يحار الابوان عن ايجاد الاجوبة المقنعة التي تنسجم مع وعي واستيعاب الطفل فيحاولون ايجاد اجوبة عبثية لا تمت للسؤال بادني صلة الامر الذي يعمق هذا التهرب من صراحة الاسئلة او صعوبة الاجابة عليها الاوهام والخرافات في وعي الاطفال وتؤثر على تشكيلة الوعي لديهم في تقدم اعمارهم ومستقبلهم.
وقد يثار سؤال حول وصية الشهيد الصدر بحق الدعوة ومقولته التناقلة على افواه الدعاة "أوصيكم بالدعوة خيراً فانها امل الامة" وهذه الوصية لا يمكن لنا نفيها او اثباتها بشكل يقيني لاسباب كثيرة اولها انها لم تنقل بصوت الشهيد الصدر نفسه او موثقة بتوقيعه ولكنها وردت شفاهة على السنة الدعاة وهذا متوقع في ظروف العراق السابقة ورصد كل ما ينطق به او يفعله السيد الشهيد محمد باقر الصدر من قبل المخابرات العراقية السابقة.واننا نتوقف عند نفي هذه الوصية او اثباتها ولكن على فرض صحتها وان السيد الشهيد الصدر معروف بمواقفه النبيلة ووصاياه القيمة فهل هذه الوصية تبرر اخطاء الدعاة من عناصر حزب الدعوة وهل تنزه اطماعهم وتهذب طبائعهم. على فرض صحة هذه المقولة التي اطلقها السيد الشهيد الصدر بحق حزب الدعوة فهل هذه وثيقة تصحح حاضر ومستقبل حزب الدعوة ام انها كانت في ظروفها ووقتها وقبل امعان الاخوة في حزب الدعوة في مفاصل السلطة وبهارجها.
هل اوصى السيد الشهيد الصدر بحزب الدعوة او بالدعاة وهل تمتد وصيته الى ما بعد شهادته واستمرار العمل الحركي في العراق وانتقاله من المعارضة الى السلطة. هل كان حزب الدعوة ورجالاته بمستوى هذه الوصية التي اطلقها الصدر ام انهم خذلوه فهل من المعقول ان يوصي الشهيد الصدر بالدكتور عبد الفلاح السوادني ام يوصي بسامي العسكري او على الاديب او حسن السنيد الذي يمثل عقدة من الحقد والكراهية تمشى على الارض.نعم قد اوضى الشهيد الصدر بالدعاة الاوائل الذين تحدوا اعواد المشانق وهم يهتفون نموت ويحيا الوطن والاسلام اولئك الذين كانت تتلوى على ظهورهم سياط الجلادين من السجناء الاحرار وليس اولئك الذين تتلوى على صدروهم الحسناوات من السارقين والناهبين والمزايدين.
الشهيد الصدر كان يطمح بالتغيير الشامل للمجتمع اخلاقاً وسلوكاً فكيف الان وان الامين العام لحزب الدعوة السيد نوري المالكي يشجع على فتح البارات ومحلات الخمور ويمنح قرضاً كبيراً لمن يفكر بفتح محلاً لبيع الخمور.هل المترفين والمنتفخين من رجالات حزب الدعوة قد حققوا امنية ووصية السيد الشهيد الصدر ام انهم خذلوه وسحقوا امنياته ومتبنياته وان الشهيد الصدر برىء مما يفعلون ويمكرون وان الذين تنصلوا عن اهدافهم واسلاميتهم من اجل المنصب السلطوي البائس سيدفعون الثمن مرتين فيخسرون المنصب الذي ضحوا بمبادئهم من اجل ويخسرون مبادئهم التي ضحوا بالمنصب من اجلها.
https://telegram.me/buratha