المقالات

لا تتنكروا لاصحاب التأريخ؟

757 19:03:00 2009-10-17

ميثم المبرقع

كل الامم والشعوب تفتخر بابنائها المضحين الذين يقدمون ارواحهم وراحتهم من اجل انقاذ واسعاد شعوبهم ويسجلون مواقف لا يمكن التغافل عنها او تجاهلها.وقد تصنع الامم التماثيل لرموزهم التي تضحي من اجلها وربما جيفارا وهوشي منه وبقية الثوار الذين رسموا بمسيرتهم معالم المستقبل والامل لهذه الشعوب التي تتغنى بامجادهم وبطولاتهم.على ان التغني بالتأريخ دائماً دون الانتباه الى الحاضر ومعطياته ومنجزاته تصبح قضية من التراث والماضي وقد تخفف من بريق التضحيات او تجعلها في مهب الريح والنسيان.لابد ان يقترن الماضي التليد مع الحاضر الجديد ولابد ان يتوازنا فان التركيز على التضحيات وحدها دون الاشارة الى المنجزات والحضور الفعلي يصبح شعوراً صارخاً بالهزيمة والتبرير والانعزال.وربما تقاس بسالة وبطولة الثوار في أي بلد بحسب الانظمة الجائرة البوليسية الحاكمة فكلما تكون الانظمة الحاكمة غاشمة وظالمة كلما تصبح المواجهة معها مشرفة ومتقدمة.ونظام مثل نظام صدام لم ولن يسمح بالوقوف على الحياد فضلاً عن مواجهته ولن يتردد في ارتكاب أي مجزرة او جريمة بحق خصومه او الرافضين الوقوف معه فكيف نتصور حال من يقف ضده.الطاغية صدام المقبور لا يتسامح مطلقاً مع من يريد الاستقلال او الانعزال عن نظامه او من يقف على التل بل يريد من الجميع الانصياع لاوامره فقد انتهى مصطلح الاستقلالية او التفرج والتزام الصمت بل يتعدى الى اكثر من ذلك فان هؤلاء بنظر الطاغية صدام خونة ومتآمرون لانهم لم يقفوا معه وهم في نفس الوقت يعتبرون مجرد عدم الوقوف مع صدام وعدم الانصياع لمزاجه الاجرامي موقفاً بطولياً.بينما هناك نمط مستبسل ومستميت وهو اولئك الابطال الذين تحدوا نظامه ووقفوا ضده في المواجهة العنيدة وانطلقوا في مظاهرات ومسيرات استنكارية بسبب اعتقاله للسيد الشهيد محمد باقر الصدر وتحملوا المطاردة والاعتقال وقد تحمل الكثير منهم سنوات عجاف تتلوى على ظهورهم سياط الجلادين في زنزانات البعث.وتحول بعضهم من المهاجرين لينضموا الى قوات بدر ويسطروا ملاحم البطولة والفداء في مواجهة ابشع نظام في المنطقة والعالم.والمفارقة في هذا السياق اننا نجد ان اغلب هؤلاء مغيبون او غائبين من مواقع متقدمة في الحكومة الحالية بسبب تجاهل او اهمال هؤلاء الشرفاء من السجناء والمضحين والبدريين بل هناك من يتحسس من تأريخ هؤلاء وانتمائهم السياسي المعارض للنظام السابق وقد تم مجاراة البعثيين ومداراة الجبناء بينما تم اغفال وتهميش هؤلاء الشجعان من السجناء والبدريين وربما استكثر عليهم البعض مسالة الدمج في القوات المسلحة او احالتهم للتقاعد اسوة برجالات النظام السابق.عندما يتساوى المضحين من البدريين مع البعثيين الصداميين في العراق الجديد فان هذا السلوك يمثل انزلاقاً عن مبادىء وثوابت الحركة الاسلامية بل والانكى من ذلك لو تم تقديم البعثيين الصداميين على المضحين البدريين واعتبار البدريين منتمين سياسياً بينما البعثيون مستقلون ومهنيون فهذه كارثة الكوارث.من يحاول تهميش واهمال اصحاب التأريخ المشرف وتقريب اصحاب السوابق السيئة لاعتقاده ان اصحاب السوابق قادرون على الخنوع والخضوع فانه غارق بالاوهام والسراب فلا يتساوى المضحين الشرفاء مع الصداميين الجبناء بكل المقاييس الوطنية والاخلاقية والسياسية.ربما من اخطاء السجناء السياسيين القاتلة انهم غير قادرين على التفنن في المسح على الاكتاف والملق والثناء الزائف لذوي المال والقرار لانهم لم يتعلموا في السجون والزنزانات سوى البطولة والتحدي والمكابرة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
army
2009-10-17
وبين هذا وذاك يعود الصداميون بحلة جديدة بعدما نزعوا انطقة النسر وخلعوا البيريه تختموا العقيق ووضع العمة مزهرية وبين كل هذه الاحداث لم نزل اولئك الذين اطلقوا ضد الكذب والنفاق حرباً وحين تاخرنا عن الركب لاخوفاً ولا هرباً صبراً تجرعنا سموم الغدر حتى بان المعاهدين من المتملقين وكنا قد حذرنا من كل ذلك فلا سامع ولا مجيب.
عبد العزيز الكدساوي
2009-10-17
عزيزي ميثم سلمت يداك وعاش لسانك وكانك في قلبي وكتبت ما لا استطيع كتابته .خادمكم من ضحايا النظام السابق والتحقت بقوات بدر عام 1982 وبما ان عمري تجاوز الخمسون عاما وهذا كفر والحاد في قانون دولة القانون تم احالتي على التقاعد برتبة مقدم ومن المؤسف له ان عدنان الاسدي الوكيل الاقدم لوزارة الداخلية قد اعترض على القرار وتم تنزيل الرتبة الى نقيب ومنذ اكثر من ثلاثة سنوات وانا انتظر هوية التقاعد , وهلم تعلم ان راتب النقيب التقاعدي 240 الف دينار , وعضو شعبة راتبه 750000 دينار بل اكثر من ذلك, شكرا حزب العودة
army
2009-10-17
الكل يصطنع له تاريخ والتاريخ يبحث عن حقيقة رغم ان الحقيقة تبقى خالدة.في زمن فقد فيه الصدق وزيفت فيه الكثير من المواقف ليصبح الهاربون و الطبالون ابطال والصامدون خونه بعد ان انيرت ظلمات الجهل بحرائق مفتعلة وجرمت الحقيقة بعدالة الدجلة .احتجبت بعد ذلك الانوار وتبددت الامال واضحت رماد ورمال ليصبح الحق باطل والباطل حق لتعود دورة الحياة الى الوراء تساق لمجاهل معتمة فيصبح الجهل فضيلة بعد ان تنامت دعوات الباطل ضد الاحرار ،
army
2009-10-17
يعني انت ختمت المقال بكلمات لاتحتاج الى تعليق . نحن غير قادرين على التملق
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك