المقالات

لا تظلموا البدريين مرتين

1062 19:57:00 2009-10-17

ابو ميثم الثوري

لا نبالغ لو قلنا بان البدريين ظلموا مرتين مرة عندما تحملوا اعباء المواجهة المسلحة مع نظام لم يفقه سوى لغة السلاح والابادة ودفعوا ضريبة هذه المواجهة العنيدة مع ابشع نظام اجرامي في المنطقة والعالم، وخاضوا اصعب العمليات النوعية مع النظام الصدامي في الاهوار ومناطق العراق في وقت لجأ اقرانهم واصدقاؤهم الى عواصم اوربا بحثاً عن اللجوء والملاذ الامن بعد ان اغلق الاشقاء والاصدقاء ابواب حدودهم معهم.ومرة ظلموا في العراق الجديد بعد ان تنكر الاخرون لجهادهم وتضحياتهم واعتبرهم مسيسين بل وغير مهنيين واحترافيين وهم قد امتلكوا تجربة وخبرة في الجهاد والعمل المسلح ما يجعلهم في موقف متقدم لا يمكن ان يضاهييهم احد او يقارن بهم.مظلومية البدريين المركبة في العهدين وشعورهم بالغربة في وضع صعب لا يكاد يفهمهم جيداً وبسبب الحملة الاعلامية المغرضة والمعادية والتي كثفت تشويهها للبدريين باعتبارهم من القوى التي حاربت نظام صدام مبكراً.فكان البدريون عرضة للاتهامات والافتراءات وتحميلهم جرائم لم يرتكبوها بل هم من ضحاياها فقد اخفى الكثيرون انتماءهم لبدر لاسباب امنية وسياسية في العراق الجديد وبعد سقوط الديكتاتورية بل مازال الكثير يتنكر لهم ويحاول التهرب منهم او التقرب لاعدائهم.وهناك ظلم مركب طال البدريين الاول الاتهامات الظالمة التي يثيرها اعداء العراق ضدهم واعتبارهم عصابات اغتيال للضباط والطيارين والاطباء والظلم الثاني الذي طال البدريين هو تصديق هذه الاشاعات والاتهامات ضدهم او التردد في تكذيبها وهو ظلم لا يختلف عن اتهامهم والافتراء عليهم.ويبدو ثمة اشكالية وقع بها البدريون انفسهم وهي عدم قدرتهم بالدفاع عن انفسهم امام هذه الهجمة الحاقدة وهو ما جعل الاتهامات ملامسة او قابلة للتصديق او انهم فعلاً كما يصورهم المفترون والمرجفون لعدم وجود مؤسسات اعلامية كفوءة تدافع عنهم او تدفع الشبهات عنهم.والمفارقة ان البدريين صاروا اهدافاً متحركة لقوى الارهاب والصداميين وتم استهداف الكثيرين منهم في بغداد وديالى والبصرة وبقية المحافظات بينما هم لم يستهدفوا احداً لانهم لم يحملوا السلاح الا لمواجهة نظام صدام ولما غادر صدام السلطة الى الجحيم فاصبح وجود السلاح منتفياً او سالباً بانتفاء الموضوع - كما يقول المناطقة-.والمؤسف حقاً ان يعامل قادة في وزارة الداخلية المضحين من اصحاب التأريخ الجهادي معاملة سيئة بينما يقربون بعض رجالات الجيش السابق في عراق قد غادر الاستبداد والديكتاتورية الى الابدبل يتنكر لهم من كان معهم ووصل الى الموقع المتقدم بسببهم.وعندما يشعر البدريون المضحون انهم يدفعون ثمن انتماءهم الجهادي في العهدين البائد والجديد وقد تعامل رفاق المحنة والجهاد معهم من بقية الاسلاميين بطريقة ازدواجية قريبة للنفاق والتنكر والتعامل معهم بحذر وخوف وتقريب غيرهم من رجالات النظام السابق فانهم بذلك لم يصيبهم الاحباط واليأس لانهم يشعرون بان جهادهم ضد نظام صدام لم يكن من اجل مواقع او مناصب سلطوية او من اجل حطام الدنيا وا تنافس على سلطان بل من اجل ابراء ذمتهم ومسؤوليتهم الدينية والاخلاقية والوطنية وهم بذلك سيحققون الامرين الموقف الشرعي والديني والوطني والموقف الاخر ارضاء الضمير لانهم لم يرضوا او يداهنوا الظالم او يقفوا الى جانبه تحت أي مبرر او ذريعة.وهذا الازدراء والجفاء لا يقود البدريين الى الاحباط والندم على تأريخهم الجهادي المشرف لانهم يدركون ان الضريبة باهضة والعاقبة حسنة والله معهم ولن يتركهم ابداً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك