ابو ميثم الثوري
لا نبالغ لو قلنا بان البدريين ظلموا مرتين مرة عندما تحملوا اعباء المواجهة المسلحة مع نظام لم يفقه سوى لغة السلاح والابادة ودفعوا ضريبة هذه المواجهة العنيدة مع ابشع نظام اجرامي في المنطقة والعالم، وخاضوا اصعب العمليات النوعية مع النظام الصدامي في الاهوار ومناطق العراق في وقت لجأ اقرانهم واصدقاؤهم الى عواصم اوربا بحثاً عن اللجوء والملاذ الامن بعد ان اغلق الاشقاء والاصدقاء ابواب حدودهم معهم.ومرة ظلموا في العراق الجديد بعد ان تنكر الاخرون لجهادهم وتضحياتهم واعتبرهم مسيسين بل وغير مهنيين واحترافيين وهم قد امتلكوا تجربة وخبرة في الجهاد والعمل المسلح ما يجعلهم في موقف متقدم لا يمكن ان يضاهييهم احد او يقارن بهم.مظلومية البدريين المركبة في العهدين وشعورهم بالغربة في وضع صعب لا يكاد يفهمهم جيداً وبسبب الحملة الاعلامية المغرضة والمعادية والتي كثفت تشويهها للبدريين باعتبارهم من القوى التي حاربت نظام صدام مبكراً.فكان البدريون عرضة للاتهامات والافتراءات وتحميلهم جرائم لم يرتكبوها بل هم من ضحاياها فقد اخفى الكثيرون انتماءهم لبدر لاسباب امنية وسياسية في العراق الجديد وبعد سقوط الديكتاتورية بل مازال الكثير يتنكر لهم ويحاول التهرب منهم او التقرب لاعدائهم.وهناك ظلم مركب طال البدريين الاول الاتهامات الظالمة التي يثيرها اعداء العراق ضدهم واعتبارهم عصابات اغتيال للضباط والطيارين والاطباء والظلم الثاني الذي طال البدريين هو تصديق هذه الاشاعات والاتهامات ضدهم او التردد في تكذيبها وهو ظلم لا يختلف عن اتهامهم والافتراء عليهم.ويبدو ثمة اشكالية وقع بها البدريون انفسهم وهي عدم قدرتهم بالدفاع عن انفسهم امام هذه الهجمة الحاقدة وهو ما جعل الاتهامات ملامسة او قابلة للتصديق او انهم فعلاً كما يصورهم المفترون والمرجفون لعدم وجود مؤسسات اعلامية كفوءة تدافع عنهم او تدفع الشبهات عنهم.والمفارقة ان البدريين صاروا اهدافاً متحركة لقوى الارهاب والصداميين وتم استهداف الكثيرين منهم في بغداد وديالى والبصرة وبقية المحافظات بينما هم لم يستهدفوا احداً لانهم لم يحملوا السلاح الا لمواجهة نظام صدام ولما غادر صدام السلطة الى الجحيم فاصبح وجود السلاح منتفياً او سالباً بانتفاء الموضوع - كما يقول المناطقة-.والمؤسف حقاً ان يعامل قادة في وزارة الداخلية المضحين من اصحاب التأريخ الجهادي معاملة سيئة بينما يقربون بعض رجالات الجيش السابق في عراق قد غادر الاستبداد والديكتاتورية الى الابدبل يتنكر لهم من كان معهم ووصل الى الموقع المتقدم بسببهم.وعندما يشعر البدريون المضحون انهم يدفعون ثمن انتماءهم الجهادي في العهدين البائد والجديد وقد تعامل رفاق المحنة والجهاد معهم من بقية الاسلاميين بطريقة ازدواجية قريبة للنفاق والتنكر والتعامل معهم بحذر وخوف وتقريب غيرهم من رجالات النظام السابق فانهم بذلك لم يصيبهم الاحباط واليأس لانهم يشعرون بان جهادهم ضد نظام صدام لم يكن من اجل مواقع او مناصب سلطوية او من اجل حطام الدنيا وا تنافس على سلطان بل من اجل ابراء ذمتهم ومسؤوليتهم الدينية والاخلاقية والوطنية وهم بذلك سيحققون الامرين الموقف الشرعي والديني والوطني والموقف الاخر ارضاء الضمير لانهم لم يرضوا او يداهنوا الظالم او يقفوا الى جانبه تحت أي مبرر او ذريعة.وهذا الازدراء والجفاء لا يقود البدريين الى الاحباط والندم على تأريخهم الجهادي المشرف لانهم يدركون ان الضريبة باهضة والعاقبة حسنة والله معهم ولن يتركهم ابداً.
https://telegram.me/buratha