المقالات

اخطاء الحاضر ..وسلبياته..لا تعطي للماضي شهادة حسن السلوك

704 20:02:00 2009-10-17

الدكتور يوسف السعيدي

نسمع من الكثيرين هذه الايام ومنهم ما يدعون انفسهم محللين سياسيين انهم يأسفون على ماض ولى، ويتمنون له العودة بل ان البعض ينافح لعودته، ويذكرون فضائله ويتجنبون، بالطبع، ذكر المساويء... وانهم يستندون في هذه النظرة (الارتدادية) الى بؤس الحاضر ومآسيه، ويقارنون بين حالة الامن والفوضى في هذه الايام مع مثيلتها في ايام مضت، وبين ما تعج به الدولة من عوامل الفساد وما كانت عليه قبل حين، وكيف صار العراقي أما شريداً أو حبيس داره دون ثقة في البقاء حيا وبين حياة آمنة كان يعيش فيها...بل البعض يعترفـ ويفتخر، بان الاعدامات والسجون في العهود السابقة وضحايا الحروب قد بلغت عشرات أو مئات الالوف لكننا اليوم تفقد العشرات يوميا واحيانا المئات بين شهيد أو جريح، أو مختطف، أو معتقل أو مهاجر أو مهجر...ولعمري ان هذه حقائق لا يجادل فيها احد....فالامن مفقود، والدم يراق، والخوف لصيق الانسان، والفساد صار القاعدة، والنزاهة هي الاستثناء، والبلوى عمت وقد كانت محصورة، اما الحرية فهي اليوم مفقودة كما كانت عليه في شتى العهود.ولكن:ان الخطأ بل الخطيئة التي تجري المقارنة على اساسها لا تقوم على منطق سليم...فكون بعض الراهن سيء لا يعطي للماضي شهادة حسن السلوك...وموت الناس بالجملة في هذه الايام لا يجعل موتهم فرادى مبرراً في تلكم الايام...وفساد الاحزاب أو بعضها ومؤسسات الدولة لا يعني ان فساد الحزب الواحد صار مقبولاً...وفقدان الديمقراطية اليوم لا يعني مباركة الاستبداد في الماضي...وخطف المواطن من قبل ميليشيا هذا الحزب أو ذاك لا يعني تمجيد خطفه من قبل الاجهزة الامنية السابقة...ان الانسان هو الانسان، هو القيمة العليا في هذا الكون، وهو الانبل والاكرم والاجمل بين مخلوقات الله.وان اعتبار الفرد الواحد محض نفاية يجعل الوف البشر كومة من النفايات.وان بؤس الحاضر لا يعني غنى الماضي...ولذلك فان المقارنة الصحيحة حسب رأي الفقير لله، كاتب هذه السطور ينبغي ان تجري بين ما هو كائن وما ينبغي ان يكون وليس بينه وبين ما كان.دعونا اذن نحكم على الحاضر بآمال المستقبل وطموحاته...دعونا نحدد على وجه الدقة ماذا نريد في السياسة، وفي الاقتصاد، وفي الثقافة، وفي كل ميدان من ميادين الحياة...دعونا نتفق كيف نحقق ما نريد..دعونا نتفق بان كل عهد مضى له فضائله وله خطاياه...وكفا بنا داء ان يظل الماضي، مهما كان شكله سيفا مسلطاً على الرقاب، او آفة تمتص منا نسغ المستقبل، نسغ الحياة....ولله في خلقه شؤون...وكان الله تعالى في عون العراقيين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زهراء محمد
2009-10-18
٢ام ان سالتني كيف الحال اليوم في (عهد الجديد) اقول لكم اليوم كالبارحة حيث ظلمت مرتين مره في عهد حاكم كافر جائر لايعرف وليس له اي قيم لاانسانيه ولا كونيه؟ واليوم على يد حكام جائرين يدعوا انهم مسلمين!! ولكن هم بعيدين كل البعدديانات السماوية؟فالحالة لي هي ظلم مرتين وهذا يؤلمنا ويحز في قلوبنا.و حتى رجال الدين ليس لهم سلطة او صوت لمساندة المظلومين ؟؟ العراق اليوم هي برك من الدم واهدار الملايين لجييوب المعدوي الضمير! وفساد حتى السما!
زهراء محمد
2009-10-18
د. السعدي انت وضعت يدك على جرح العراقيين؟لان االيوم كالبارحة ؟بالامس كانت الدماء تحت الارض وبصمت؟ واليوم بالعلن من غير خوف وهذا بحد ذاته انهيار للدولة ؟اليوم ادخلت علينا الديمقراطية كلمة لامعنى ؟وهذا ايضا يساعد بتهديم كيان الدولة حيث المواطن لايشعر بالامان وتتعطل ماكنة ادارة البلد واقصد المواطن العادي وليس طاقم الحكومة بحماياته؟؟ ؟!اليوم هناك صفين من العراقيين من يقول الوضع السابق كان احسن اسألهم كيف الم تسفك الدماء(شبابنا واعزتنا قتلوا وعذبوا) فمن يقول ان الوضع السابق كان افضل لانه كان متنعما"
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك