جواد كاظم
بعد ان تشكلت اغلب او اهم الائتلافات العراقية التي ستخوض الانتخابات القادمة حيث لم يبقى الا ائتلاف او ائتلافيين اجندتهما خارجية بعثية فقد تشكلت اغلب الائتلافات او تبينت الخارطة الانتخابية القادمة ائتلافان شيعيان وائتلافان سنيان وائتلاف كردي قومي ومن الملاحظ ان الائتلافات التي تشكلت تختلف عن الائتلافات السابقة حيث تشكل الائتلافان الشيعيان بقارق ان الائتلاف الوطني مثلا تشكل مجموعة من الاحزاب الشيعية والسنية مما يعطيه الصبغة الوطنية اذا ما حكمنا الظاهر من دون النوايا لان النوايا تكشفها تجربة الحكم بالمقابل تشكلت قائمة ائتلاف دولة القانون وهي كما يقال قائمة الحكومة لانها جمعت الوزراء الشيعة في قائمة اضيف اليها بعض الصحوات التي قدمتها امريكا للحكومة بعد ان شكلتها في نهاية 2007 وهذه الصحوات تجمعها مع دولة القانون مصالح براغماتية تبتعد عن فكرة الايدلوجيا او البرنامج لانها لاتحمل برنامج دولة فانبثاقها ناتج عن دوافع المنصب او الحصص مما يجعلها وان حاولت الابتعاد عن الطائفية الا انها وقعت في خطأ اكبر وهو الخطأ الذي وقعت به الائتلافات السابقة والتي كانت الغاية الاولى في تشكيلها كيفية توزيع المناصب لان دولة القانون ائتلفت مع غيره على مبدأ ان يكون منصب رئيس الوزراء للسيد نوري كامل المالكي ثم لم تنظر ابعد من ذلك اما الائتلافان الشيعيان ائتلاف مجددون وائتلاف جبهة التوافق فهما لم يخرجا عن طائفيتهما لاشكلا ولا مضمونا بل من شاهد اعلان ائتلاف الدكتور طارق الهاشمي وائتلاف جبهة التوافق او التوافق العراقي كما اطلق على نفسه يجد ان الشخصيات التي اصطفت ماهي الا شخصيات سنية متعنصرة جدا لسنيتها ولو احصيت اعضاء التوافق لاتجد منهم شيعيا واحدا وهذا يدل على ان القوائم او الائتلافات الشيعية استطاعت اختراق الواقع السني حتى استطاعت ان تستقطب شخصيات سنية لها تاثيرها في الشارع السني كشخصية الشيخ خليل الجربة والشيخ خالد الملا والشيخ حميد الهايس وغيرهم من الشخصيات المعروفة في الوسط السني
اما القوائم السنية لم تستطع ان تنفتح على الاخر وظلت متقوقعة في شرنقتها الطائفية حتى انها لم تستطع ان تقدم نفسها على انها وطنية ولو شكلا كما فعلت دولة القانون مثلا ومكان اعلان الائتلافات كذلك كان يحمل ايحاءات معينة فمثلا دولة القانون اعلنت عن نفسها في فندق الرشيد داخل اسوار المنطقة الخضراء وبحماية امريكية وهو دليل على ان اعضاءها لايثق احدهم بالاخر فالشيخ حاتم السلمان مثلا لايثق بانه سيكون في امان في فندق لاتحميه القوات الامريكية والسيد نوري كامل المالكي لايثق بانه سيكون بأمان في مؤتمر في اي فندق خارج المنطقة الخضراء وهو لايزال يتذكر الانفجار الارهابي الذي طال فندق المنصور اثناء اجتماع جمع شيوخ عشائر الصحوات ففقدان الثقة هذا واضح على نسيج دولة القانون اما جبهة التوافق التي اقامت مؤتمرها في فندق بابل فقد ارادت ان توصل رسالة الى جمهورها بانها تستطيع العبور الى الضفة الثانية وليس الهاشمي وحده وان الرسائل الطائفية المتبادلة بين الهاشمي والتوافق كانت واضحة من خلال الجمهور الذي اصطحبته التوافق والذي كان يحمل شعارات بعثية ويذكر السنة بامجاد سابقة ويبدو ان سياسي السنة يحاولون ان يأسروا السنة العرب بالبعث لان الطائفية والبعثنة تدفع جمهورهم الى الشعور بالخوف الذي يجعل السنة العرب محصورون في بيئتهم لايخرجون عنها وهو ماتريده الاحزاب السنية التي تحاول توجيه الناخب نحو الانغلاق القسري .
https://telegram.me/buratha