ميثم المبرقع
الحركات والقوى السياسية تتعرض باستمرار الى مخاضات عسيرة تضع اداءاتها امام تحديات خطيرة وربما تتعرض الى اخفاقات واخطاء بسبب التدافع السياسي والحراك في تجربة الدولة وسجالاتها.وليس عيباً ان تتعرض هذه القوى الى اخطاء وانتكاسات واخفاقات بل العيب الاكبر هو الاستمرار على الاخطاء والاصرار عليها والمكابرة في المراجعة والتغيير.أي حركة سياسية لا تعيد النظر في مواقفها وتراجع خطابها وتلاحظ اداءها يتحول حاضرها الى كومة اخطاء ومستقبلها الى كارثة.قد يقال بان المراجعة وتشخيص مواطن الخلل ومواضع الاخفاق في اداء احزابنا يعطي مبررات لنشر الغسيل وكشف العيوب ويجعلنا عرضة للتشهير والتسقيط واذا كان ذلك صحيحاً فان ستر العيوب وعدم نشر الغسيل على اضواء الشمس الساطعة يؤدي الى تعفن الغسيل وتآكل الحركة من الداخل ثم يؤدي ذلك الى تساقط افرادها ومصداقيتها.التغيير مفتاح الاصلاح والتصحيح في كل مسيرة والمراجعة المستمرة لاداءات الحركة وافرادها يعمق المسؤولية والالتزام والتمسك بالاهداف والمبادىء التي تمثل اولويات هذه الحركة او تلك.لا يمكن التعكز بالظروف الراهنة والمتغيرات والظرف غير المناسب لمواجهة ركود وجمود الحركة السياسية او التحجج بتربص الاخرين من الاعداء بينما نشعر ان الذي يغضب اعداءنا هو التغيير والمراجعة والتطوير.ان الاستمرار على الاخطاء وعدم الجرأة في التغيير والاصلاح ومحاسبة المقصرين وتقييم المثابرين يؤدي الى ترهل الحركة السياسية واضمحلالها.قد يزعم الكثيرون ان الانشغالات بالهموم والاهتمامات الاخرى حال دون حصول المتابعة والمراجعة ولكن الاهم الاكبر والاهتمام الاكيد هو بتقوية الحركة من الداخل ومراجعة اداءاتها.والاخطر من ذلك كله عندما تتخلى وتتنصل القوى الاسلامية والوطنية عن متبنياتها ومواقفها وثوابتها من اجل اوهام السلطة وسراب مواقعها وبذلك تخسر جماهيرها ومصداقيتها وتخسر المناصب والمواقع ولا تحصد الا الخيبة والخسران.
https://telegram.me/buratha