عمر عبد الستار
يتحدث الكثير من الناس هنا في مدينة البصرة الفيحاء وفي مدن اخرى بجنوب البلاد عن عودة البعثيين الصداميين الى مختلف مفاصل ومؤسسات الدولة بطريقة خطيرة ومقلقة جدا.احد كبار السن الذي راجع دائرة حكومية لانجاز معاملته قال لي بالحرف الواحد(عمي طلعوهم من الباب ورجعوهم من الشباج) ، أي (انهم خرجوا من الباب وعادوا من الشباك).وبتعبير اوضح يعني ان قوانين اجتثاث البعث والعدالة والمساءلة اذا كانت قد افلحت في ابعاد بعض البعثيين المجرمين فأن المصالح الحزبية والعلاقات المشبوهة اعادتهم الى مواقع قد لايحلمون بها.الرجل الكبير السن الذي قال (عمي طلعوهم من الباب ورجعوهم من الشباج)، لديه ثلاثة ابناء شهداء اعدمهم نظام صدام بسبب معارضتهم له، وحتى الان فأنه لم يحصل على اية حقوق لهم بينما يرى مجرمي الامس يشغلون مواقع حكومية مهمة هناوهناك ويتمتعون بالامتيازات وليس هناك من يسألهم عن ماضيهم وما اقترفوه من جرائم بحق الناس الابرياء.أي ان المعادلة باتت مقلوبة بالكامل.. من ارتكب الجرائم واقترف الموبقات بالامس يعيش حرا طليقا ومعززا مكرما، بينما من ضحى وطورد وحرم من ابسط مقومات الحياة تراه اليوم اسير الحرمان والمعاناة والتهميش والظلم.من حق هؤلاء الناس المحرومين والمظلومين والمغيبين ان يسألوا الدولة والحكومة عما فعلته بحق القتلة والمجرمين، وعما فعلته لهم بعد سنين من التضحيات؟.ومن حقهم اذا قالوا (شنو عادت حليمة لعادتها القديمة) ؟؟!!.
https://telegram.me/buratha