المقالات

من الرمادي الى كربلاء

782 15:28:00 2009-10-18

حسن السراي

بعد فترة هدوء واستقرار دامت حوالي عامين اخذت الاوضاع الامنية تتراجع في مدينة الرمادي وبعض المناطق التابعة اليها، حيث ان التفجيرات الاخيرة التي ادت الى استشهاد واصابة عشرات المواطنين الابرياء مثلت اشارة كبيرة وواضحة على التراجع الامني في تلك المدينة التي كانت قبل اعوام تعتبر المعقل الرئيسي لتنظيم القاعدة الارهابي.واذا كان تنظيم القاعدة قد انتهى وجوده في الرمادي ولم يعد له اثر الا في نطاق قليل جدا، فأن وجود اطراف لها مصالح ومشاريع واجندات متقاطعة هو امر واقع وقائم ولا مفر منه، وهذه الحقيقة لها مصاديق كثيرة ليس في الرمادي لوحدها.ولكن ما ينبغي قوله هنا والتأكيد عليه هو ان الحكومة بأعتبارها تمثل المفصل الرئيسي والاساس للسلطة التنفيذية تتحمل مسؤولية كبرى حيال أي تدهور او تراجع امني، مثلما هي مسؤولة عن توفير الخدمات وتأمين فرص وافاق الحياة الجيدة والمناسبة للمواطنين.انها كارثة حقيقية فعلا اذا صحت بعض الاقوال المتداولة من ان الحكومة لها مصلحة في التدهور والتراجع الامني في الرمادي، لاسيما خلال مرحلة ما قبل الانتخابات البرلمانية القامة التي لم يبق على موعد اجرائها الا ثلاثة اشهر اذا لم يصار الى تأجيلها لبعض الوقت.والكارثة تكمن في ان الحكومة لها اجندات وحسابات حزبية وفئوية ضيقة تريد تمريرها بأي شكل من الاشكال، وحتى وفقا للمبدأ الميكافيلي المعروف (الغاية تبرر الوسيلة)، وفي اوقات سابقة ربما تصرفت الحكومة التي يهيمن على مفاصلها التنفيذية المحورية لون حزبي واحد تقريبا بهذه الصورة، اما للوصول الى اهداف معينة، او لتصفية حسابات سياسية مع طرف ما.ومن الرمادي انتقلت صورة التدهور والتراجع الامني الى كربلاء المقدسة على شكل تفجيرات قرب المراقد المقدسة ازهقت ارواح واسالت دماء ومزقت اشلاء، وفي كل الاحوال فأن ماحصل في كربلاء غير منفصل عما حصل في الرمادي او في اماكن اخرى.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك