المقالات

سيوف الباطل وأقلام الحق

936 20:41:00 2009-10-18

قاسم العجرش

وصلتني رسالة شفوية من مسؤول (جبير)عبر صديق صحفي ينتمي الى الحزب ذلك (الجبير)، تقول الرسالة أن (الجبير) عاتب علي شخصيا! لأنه كان يتوقع ان أكتب مطريا النجاحات التي حققها، لا أن أفاجأه وأكتب في براثا نقدا موجها لوزارته! كما أنه راغب بمقابلتي متى أشاء لوضعي في الصورة! وشممت من هذه العبارة التي قالها الصديق انها محاولة مهذبة للرشوة وشراء قلمي ، حينها عجبت للأمر، فأنا لست على علاقة بأي شكل بذلك المسؤول حتى (يعاتبني) ، نعم ألتقيته عدة مرات قبل أن يصبح (جبير) ، ولا أظنه يتذكرها، بل أعتقد أنه ليس في وارد تذكرها، ثم أنه وسواه كثير من المسؤولين الذين صاروا في هذا الزمن الرديء كبارا، يؤمنون بعقيدة ثابتة أن الكاتب والاعلامي يجب أن يكون دائما في خدمتهم، وحدود معرفتهم به تنتهي عند حد الخدمة، وبعدها يقفلون هواتفهم، وعلى وصف أحد صحفيينا اللامعين لتصور شكل العلاقة التي يريدها مسؤولي هذا الزمان هو وصفها بالعلاقة الأحتذائية، اي أجلكم الله المسؤول يريد الكاتب والأعلامي حذاءا ينتعله يرميه أو ينتعله متى يشاء،خسأوا، هنا من منبر الأحرار براثا التي يبدو أنها صارت أرقا لأمثاله، أبعث برسالة مكتوبة حتى تكون حجة لي أو له لا يهم، وليست شفهية مترعة بخسة محاولة الرشا،علها تكون درسا له يستفيد منه في قابل الأيام فاقول:

كنا في زمن ولى قبل نيسان 2003، لا نكاد نقرأ نقدا لأداء مؤسسة أو مسؤول حكومي، وإذا حصل وأن تناولت الصحافة شأناً يستحق الانتقاد فإنها تفعل ذلك باستعطاف ورجاء خشية غضب السلطان، أو أن يفسر ما تناولته على أنه إهانة للحزب والثورة والقائد الضرورة.... في زمن أتى بعد نيسان 2003 تغيرت الصورة، فقد زخت السماء مئات الصحف ووسائل الأعلام مسموعة ومكتوبة ومرأية وديجيتال وانفتحت أبوابها على مئات المواقع الالكترونية، وكل يقول ما يرغب، غير أن صورة الإدارة الحكومية وهي تتعامل مع الصحافة والإعلام الحر لم تغادر زمن ما قبل نيسان 2003 إلا قليلا، فالمسؤول الحكومي ما زال متمترسا خلف آهاب المسؤولية، لا يكاد يقرأ إنتقاداً في صحيفة (وكحة) حتى تنتفخ أوداجه، ويزبد ويرعد، ثم يستدعي بائسه المسكين مدير إعلامه ممليا عليه ردا يبدأه بموعظة بالأخلاق ودرسا بالإعلام والوطنية والمسؤولية، ولا ينس أن يختمه بحق الدائرة وحقه الشخصي بمقاضاة الصحيفة...

إن الدفاع عن الحق لا يحتاج إلى أن يأخذ مشروعية من أحد، وهو مدعم بتضحيات جسام قدمها من ننتسب لهم في خط شهيد المحراب دفاعا عن الحق، ولأنه كذلك فهو منهج الأقوياء المتدرعين بالحقيقة دوما كمسار وكقضية، وفي هذا ليس من بين ما يهتم به المؤمنون بقضية شعبنا إرضاء مسؤول أو محاباته، وليس من المهم عندهم صداقة المسؤول، صديقهم الأوحد هو الشعب، ووسيلتهم قلم مُشرع للحق وبالحق، وليشهر المسؤولين الفاشلين سيوف الباطل وللباطل، وستكسر أقلامنا سيوفهم قطعا..وعلى المسؤولين والمقصرين منهم بالتحديد أن يعوا هذه القضية، وأن يعترفوا بتقصيرهم ، ..فالمسؤول (أي مسؤول) في عقيدتنا مقصر حتى يثبت العكس، وما دام قد أختار موقع المسؤولية فعليه أن يعطي المسؤولية حقها، وإذا لم يستطع عليه الرحيل غير مأسوف عليه...

وزمنهم قد ولى وجاء زمن الكلمة الحرة الصادقة الشجاعة، والكلمة الحرة ماضية بلا كلل أو خوف في كشف مثالبهم وأخطائهم و(ملاعيبهم)، ومواقعهم التي هم فيها وجدت لخدمة شعبنا، وأصحاب الكلمة الحرة صوت الناطق بالحق، وتمترس المسؤول بمتراس الوظيفة العامة الزائل، يقابله تمترس دائم هو متراس الكلمة الحرة، بمتراس شعب عاف الذل والاستخذاء للحاكمين، وعليهم التعامل مع الكاتب الحر بأقصى درجات الانضباط، وإياهم وإعطاء الدروس، فألسنتنا حداد ليس لهم قبل بها..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك