المقالات

كيف نطهر صفوفنا من البعث فكراً وسلوكاً

775 21:09:00 2009-10-18

ميثم المبرقع

لا شك ان سقوط نظام البعث كان حدثاً كبيراً في العراق والمنطقة والعالم وقد جرى اسقاطه بطريقة تبدو غريبة وغير مألوفة في طبيعة اسقاط الانظمة والحكومات سواء عن طريق الانقلابات العسكرية او تبادل السلطة عن طريق الاداءات الديمقراطية.وسقوط نظام البعث وسقوط رأس النظام صدام المقبور لا يعني بالضرورة نهاية كل موروثات البعث في العراق بكل مفاصله.ان رواسب وشوائب البعث مازالت تمثل تراكمات خطيرة على مستقبل العراق والعملية السياسية وان ثقافة البعث المنظمة طيلة الثلاث عقود الماضية ترتكز في الكثير من مفاصل البلاد ووعي العباد الذين ما زال يتنفس بعضهم برئة النظام بسبب ظروف التعبئة الصدامية القهرية للوعي العراق والتعتيم الكبير ومنع كل وسائل الاعلام الاخرى غير وسائل النظام وحدها.المدرسة والعسكرية ومؤسسات الدولة وحتى البيت العراق بسبب الارهاب والقمع تحولت الى امكنة رعب لا يستطيع المواطن ان يعبر عن رأيه بصراحة الا نفاقاً وملقاً ولم يثقف الاباء الابناء على القيم الكريمة التي تتعارض وفكر البعث خشية ان تتلصص عيون الرقيب على احاديث الاخرين التي تعتبر تهمة جاهزة يحاكم عليها الانسان بالمؤبد او الاعدام شنقاً حتى الموت.واصبح المواطن لا يجاهر بعدائه للنظام لشعوره الاكيد بان ذلك يكلفه ثمناً غالياً وقد حاول النظام غلق الجامعات والمدارس على حزب البعث وحده ومن يشك بانتمائه لحزب اخر مهما كان حجم هذا الحزب فسيكون الاعدام بانتظاره.ونعترف بكل الم ان سلوك البعث المنحل ومنهجه في الحياة لم تسقط بسقوط نظامه ومازالت الكثير من هذه السلوكيات مرتكزة في الواقع العراقي وقد ساعد عليها الكثير من قيادات العراق التي عاشت هستيريا الاستقطاب والحملة الانتخابية والحلم باستلام السلطة.والمفارقة ان الكثير من العراقيين لا يتعاطف مع النظام السابق والاغلبية رحبت بسقوطه وان كان بتلك الطريقة المؤسفة التي جرت على البلاد الاحتلال ولكن رغم ذلك فان سلوكيات الحقبة الظالمة هي التي تهيمن على ثقافة الناس وتقاليدها.قد يكون من الصحيح ان فترة بقاء النظام الساقط لاكثر من ثلاثين عاماً كرست سلوكاً وثقافة في مرتكزات وعي العراقيين دون رغبة منهم ولكن الاصح ايضاً ان الحصانة الفكرية والثقافية والاخلاقية لابناء شعبنا نجحت في تجاوز هذه الثقافات الخطيرة التي حاول حزب البعث تأكيدها في الوعي العراقي كبديل طبيعي عن الثقافة الوطنية والاسلامية.علينا العمل الدؤوب والمخلص لتطهير صفوفنا من ثقافة حزب البعث والكشف الحقيقي عن مخاطرها وفضح من يتساهل معها مجاراة لعمرو او مداراة لزيد.ومن يتجاوز الدستور ويلتحق بالبعثيين فعلينا فضحه وتعريته فالفضية لا تحتاج المزيد من المجاملة او المغامرة والتساهل مع قتلة الشعب العراقي.من رواسب المرحلة الماضية هي استعارة الادوار من منهج البعث بتقريب المتزلفين والخانعين والجبناء وتهميش الشرفاء من اصحاب الرأي والموقف الحر الذي لا يحلو للكثير من القيادات الحالية والتي اخذت تنحو منحى السلطة السابقة في استقطاب المداحين والمسبحين بحمد الساسة واصحاب القرار.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
army
2009-10-19
عندما تكون مسؤول فعليك ان تفكر باشباع اليتامى والمساكين والفقراء . في احد مقابلاتنا مع سماحة المرجع الديني اية الله السيد محمد سعيد الحكيم (دام ظله) كان هنالك احد وزراء المرحلة في زيارة للسيد المرجع وعندما انتهى من الحديث معه ورحل ذلك الوزير ترفغ سماحته للحديث معنا رد على احد اسئلتنا وقال بما معناه : ان الاخ الذي كان جالس معي يسالني ماذا افعل وكيف اعمل وقد تسلمت هذه المسؤولية؟ فقلت له بماذا كنت تفكر وانت خارج المسؤولية ماذا كنت تتمنى ان تفعل لو كنت مسؤول . اذن افعل ما كنت تتمناه بالامس اليوم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك