قاسم العجرش
تعالوا نتفق على أساسية واحدة، هي أن الشعب العراقي كان مظلوما، فقد أبتلي لأربع عقود من القهر والإذلال بحكم دموي لنظام صدام، غير أنه لم يستكين ولم يخنع، ورفض الظلم مقدما تضحيات بحجم شعب بأكمله، ولو قيض له أن يقارع ذلك النظام في الأكوادور لفعلها هناك، ولكن كل الأبواب العربية سدت بوجه المجاهدين العراقيين الذين حملوا السلاح لمقاتلة نظام صدام، ولم تكتف الأنظمة العربية بمنع العراقيين المظلومين من أن ينشطوا من أرضها، بل دعمت صدام ونظامه بكل إمكانياتها، ولم تبق ساحة ينطلق منها العراقيين لقتال صدام غير الساحة الإيرانية، التي آوت ونصرت وأحتضنت ودعمت، وهذا ليس سر خفي، بل أنها قامت بواجبها تجاه شعب جار مظلوم..
غير أن المشكلة هي أن إيران تاريخيا ليست على وفاق مع الأنظمة العربية الطائفية، لأسباب ليست خافية على الحصيف لا تتعلق بأطماع إيرانية في الأراضي العربية، ولا لرغبة إيران بالسيطرة على الخليج، بل لأن تلك العلاقة يحكمها خلاف عقيدي ديني، تصوره العرب وهو خارج التفكير الإيراني، ولذا فإن كل من إتخذ من إيران منطلقا لمقارعة صدام ونظامه، متهم بالعمالة لها، فحزب الدعوة الإسلامية عميل لإيران بقرار صدامي مازال ساري المفعول! والمجلس الأعلى للثورة الأسلامية وهو القائد للعمل الجهادي الثري عميل وقادته صفوين! ومنظمة بدر بتاريخها الجهادي العريض وتضحياتها الجسام عميلة حتى لو جلبت شهادة براءة من القرضاوي! وثوار الإنتفاضة الشعبانية الذين أتخذوا الأراضي الإيرانية منطلقا لعملهم الجهادي عملاء مأجورين، وبيشمركة الأتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني عملاء لإيران لأن لهم قواعد أيام قتالهم صدام في إيران، والحزب الشيوعي العراقي أيضا عميل لإيران لأن بعض كوادره القتالية عملوا من إيران، و ألف ونيف من شهداء حركة حزب الله في العراق ماتوا وهم عملاء لإيران..وعمليا أغلب العراقيين عملاء لها..ووحده صالح المطلك لم يكن عميلا ..
https://telegram.me/buratha