المقالات

استبيان واستطلاع رأي الشارع العراقي ... ظاهرة حضارية

714 11:40:00 2009-10-19

د. كاظم الجنابي

تتمتع الديمقراطيات الناضجة في مختلف دول العالم المتقدمة بتوفر آليات ومؤسسات تساعدها كثيرا في تطوير عملها وانضاج تجربتها، ومن ابرز تلك الاليات هو نتائج الدراسات والاستبيانات التي تقوم بها العديد من المؤسسات المرموقة سواء المستقلة منها او تلك العائدة الى الجامعات والمؤسسات البحثية ومراكز الدراسات المختلفة. ومن الجدير بالذكر ان الاحزاب والحركات والتيارات السياسية غالبا ما تاخذ نتائج تلك الدراسات والاستبيانات التي تبين راي الشارع المعني في الاحداث التي يواجهها وتعمل على تطوير عملها وبما يتلائم مع راي الشارع. ومن اشهر تلك الاستبيانات هو مايخص وزن وثقل الاحزاب السياسية والشخصيات الفاعلة وراي الشارع كذلك في البرامج السياسية لتلك الاحزاب والتيارات. ومن الجدير بالذكر ايضا ان تلك الاستبيانات تجرى بطريقة مهنية وتتمتع بمصداقية عالية وقد لاحظنا قرب نتائجها من ارض الواقع في مناسبات عديدة.

التجربة السياسية العراقية حديثة العهد، فالتحول من نظام الحزب الواحد الى ديمقراطية التعددية والحرية السياسية يحتاج الى وقت طويل واليات وتشريعات تدعم التحول الديمقراطي وتعمل على انضاج هذه التجربة الطيبة، ومن الامور والاليات التي لازالت تجربتنا الفتية تفتقر اليها هو ضعف الاستبيانات الداعمة للعملية السياسية او بالاحرى عدم وجودها، صحيح ان هناك محاولات خجولة تقوم بها بعض وسائل الاعلام ومراكز الدراسات في استطلاع راي الشارع في الاحداث السياسية وغيرها الا انها لا ترقى الى اعتمادها كبوصلة لتقييم وتقويم توجهات القوى السياسية.

العملية السياسية الفتية في بلدنا باحزابها وتكتلاتها وشخصياتها بحاجة الى اليات استبيان واستطلاع راي الشارع العراقي في الاحداث المهمة في حياة شعبنا ووطننا، وعلى راس تلك الاحداث هي الانتخابات النيابية القادمة والتي من المؤمل ان تعمل على تطوير وانضاج التجربة الديمقراطية في بلدنا وتحدث التغيير والتطور المرجو لغرض اجتياز مرحلة صعبة اخرى من تاريخ العراق الحديث.

ننتظر من مراكز الدراسات والجامعات والمؤسسات التعليمية والبحثية المختلفة وبعض مؤسسات المجتمع المدني المهتمة بهكذا شان وغيرها القيام بدورها في اجراء الاستبيانات واستطلاع راي الشارع العراقي لتتوفر لدى المواطن العراقي صورة عن ثقل ووزن الاطراف السياسية الفاعلة وشخصياتها وتوفر لاطراف العملية السياسية والمهتمين بها وسائل تقييم وتقويم وبوصلة توجه عملها. كما ونأمل استحداث وتطوير مراكز دراسات وبحوث وطنية مرموقة تأخذ على عاتقها هذه المهمة النبيلة اسوة بالعالم المتحضر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك