المقالات

كفاءاتنا.. بين الاغتراب والاهمال

1046 15:08:00 2009-10-19

علي الخياط

تعد ظاهرة هجرة العقول المفكرة من الظواهر العريقة في القدم وخاصة في المجتمعات الشرق اوسطية والمتخلفة ،وتعود بداياتها إلي المراحل الأولى لتطور العلم والانفتاح الواسع بين الامم، فلا يخلو زمان من هجرة العلماء على شكل فردي بسبب ملاحقة التطور الحاصل في المجتمعات التي هاجر اليها ،او بشكل جماعي كما حدث في البلاد التي عانت من الظلم والجور والحروب. وكان طبيعيا أن يهاجر العلماء لجهة متطورة اكثر وأفضل لينهلوا من ينابيع العلم والمعرفة والاستقرار،تعتبر (هجرة العقول والكفاءات) من بين المشكلات التي تواجه العراق منذ عقود عديدة من الزمن بسبب الحروب والحصار ومغامرات واستهتار الحكومات السابقة وخاصة نظام البعث المقبور. ان هجرة البلاد لأكثر المثقفين والمتعلمين من العراق بسبب السياسات الديكتاتورية والغطرسة والكبرياء البعثي الذي حاول اذلال الطبقة المثقفة والمتعلمة واجبارها في العمل بما يتنافى مع الشهادات التي حصلوا عليها وتعيينهم على اختصاصات لاتتلائم مع خبراتهم ومؤهلاتهم العلمية والثقافية، حدثني أحد الأخوة أن هناك استاذعراقي حصل على الجنسية الأمريكية بعد أن عمل بالولايات المتحدة وهو من ذوي الكفاءات التي حرصت أمريكا على منحه الجنسية الأمريكية و العقول التي حصلت على شهادات جامعية عالية وعملت ضمن مؤسسات اكاديمية كالجامعات والمؤسسات العلمية او المصانع والشركات وغيرها بحيث باتت تتمتع بامتلاكها الخبرة العلمية والعملية والتقنية في مجاله هذا الاستاذ يحاول العودة الى ارض الوطن منذ سنوات الا ان هناك جملة من المعوقات التي تمنعه من العودة واهمها هو شرط العمر في التعيين في المؤسسات والجامعات العراقية ،والاهمال الذي يجابه لهفة العودة وخاصة من بعض المسؤولين الذين يراسلهم والذين ربما يعتبروه خطرا في حال عودته الى البلاد على مناصبهم الهشة وخصوصا الغير مؤهلين منهم. كثير من هؤلاء الكفاءات حلموا بالعودة الى الوطن، وعادت فئات منهم وبالذهن القيام بالدور المأمول في نقل أفكارهم وما عاشوه إلى أوطانهم، والإسهام في التأسيس لمرحلة النهوض، ولعب دور هام في قيادتها الحقيقية ونقلها الى العالم المتطور الحديث فمنهم من وجد له مكان واخرون مازالوا في دوامة الروتين، مازالت اغلب الكفاءات المهاجرة تحلم بالعودة الى الوطن الام ،ذلك الوطن الذي يوفر الأمان، والطمأنينة، والكرامة، والحرية، والعدل والمساواة بين المواطنين ،الوطن الذي يحقق الذات، ويوفر الحياة الكريمة، ويحمي حقوق الأفراد الطبيعية بالعودة الى ارض الوطن والمشاركة في اصلاحه وتطويره والاستفادة من خبرات ابنائه في الابحاث العلمية وبراءات الاختراع والمؤتمرات العلمية وبرامج التطوير العلمي مما يعزز من مكانة البلاد العالمية والمحلية..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
صباح طالب
2009-10-19
نطالب بحلول جذرية كل التقدير وألأحترام لهؤلاء الكفاءات وواقع الحال يفرض ارتباط المهاجرين بكل الوانهم بالسلطة التنفيذية مباشرة اي برئيس الوزراء دون اي وزارة او دائرة وسيطة لأن وزارة الهجرة التي يفترض ان ترعى شؤون هؤلاء المهاجرين هي غير كفؤءة وغير فعالة بكل كوادرها وموظفيها ابتداء من الوزير الى اصغر موظف و هؤلاء لايمكنهم فهم من اغترب عشرات السنين عن بلده حتى يمكنهم احتواء وتقديم كل ما هو مطلوب للمهاجر وتذليل العقبات امامه لكي يتم اعادة انخراطه بالمجتمع العراقي ليساهموا في بناء عراق جديد متحضر
أ.د. وليد سعيد البياتي
2009-10-19
الاستاذ علي الخياط اشكر لكم اثارة الموضوع الذي تحدثنا عنه طويلا عبر عدد من من مقالاتنا ومحاضراتنا هنا في لندن وفي عدد من العواصم وقد لاحظنا انه ثمة تعمد من قبل الجامعات ووزارة التعليم العالي في رفض استقبال او التعاون مع الكفاءات العلمية في الخارج اما خوفا من المنافسة على المراكز العلمية او لان معظم الكفاءات في الخارج تمتلك قدرات معرفية كبيرة لم تتوفر لاكاديميين بقوا داخل العراق، فنحن لم ندعى لاي مؤتمر علمي مع إن عدد منا يحمل اكثر من درجة علمية ثلاثة او اربعة دكتوراه في اكثر من تخصص فما هو الحل؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك