قاسم الخفاجي
واذا كانت هناك من كذبة تتداول على الالسن ويمكن ان تسمى بانها ام الاكاذيب فهي ادعاء دول الجوار العربية بان امنها من امن العراق. دول الجوار العربية بل حتى تلك غير المجاورة للعراق لاتتمنى للعراق سوى الخراب والفناء .اما هذه الادعاءات والتصريحات فهي للتغطية والتعتيم وهذا امر معروف في السياسات الدولية الراهنة. وسوف نذكر الاسباب التي تدعوا دول الجوار العربية ان تتمنى للعراق الخراب والفوضى كما تتمنى نفس الشئ لبعضها البعض1. اولا الدول العربية لاتتمنى فقط للعراق الخراب والفوضى وانما تتمنى ذلك ايضا لبعضها البعض فسوريا تريد ان ترى بقية الدول وخصوصا المجاورة لها كالاردن والسعودية ولبنان والعراق ضعيفة منهكة متهالكة ويصدق نفس الامر على الاردن والسعودية والكويت .فالسعودية تريد ان ترى دول جوارها ضعيفة ومنهكة ومنهارة وترى في ذلك قمة السعادة والاطمئنان وانها بذلك تحقق خطتها في القوة وهذا هو منطق البدوي الذي لايستطيع ان يبني قوة لذاته الا بانهاك المجاور له حتى وان لم يكن عدوا له وهذه من اكثر الخصال دناءة لدى بني البشر في هذه المنطقة2. والسبب الاساسي يعود للمنظومة الحاكمة وطبيعة انظمة الحكم السياسية في هذه الدول كلها فليس بينها مصالح مشتركة لا اقتصادية ولا امنية ولا سياسية فكل دول تقول نحن نعالج مشاكلنا بانفسنا وليحترق الاخرون3. مثال ذلك ان دول اوربا الغربية الديمقراطية وعلى رغم اختلاف اللغات والثقافات الا انها متضامنة وتدعم بعضها البعض وكانها جسد واحد والسبب لان بينها مصالح مشتركة حقيقية تريد المحافظة عليها وادامتها وكذلك ينطبق نفس الشئ على منظومة الكوميكون الاشتراكية السابقة .بينما الدول العربية لايوجد بينها اية مصالح توجب التعاون والتنسيق4. انعدام الثقة بين هذه الدول فكل دولة تنظر لغيرها من الدول المجاورة بعين الريبة والشك والتامر والحسد5. الطبيعة الاستبدادية لدول جوار العراق وعدم الرجوع لصوت الشعب فيها جعلها متنافرة التوجه والمصالح والرؤى كما ان انعدام المؤسسات الشعبية والمدنية ساهم في عزل شعوب هذه الدول عن بعضها البعض وسمح للحاكم المستبد ان يقرر ما يراه مناسبا لمزاجه
6.بقيت مسالة وهي لماذا يردد الكثير من سياسي العراق داخل وخارج الحكومة نفس العبارات مثل (امن دول المنطقه من امن العراق) رغم انها كاذبة ويشمئز منها المواطن العراقي فهم صنفان البعض منهم جهلا والصنف الاخر مجاملة وغزلا عسى ان ترعوي الدول المجاورة وتعطف علينا والحق ان العراق بلد لايستجدي عطفا من احد بل هناك من الاساليب ما يجعل تالك الدول تحتسب وتفكر قبل ان ترسل شخصا ارهابيا او مالا او تحريضا اوتدريبا .
https://telegram.me/buratha