هشام حيدر
عشنا لسنوات نختزل الوطن باسم السيد الرئيس القائد !!لاوطن الا القائد نفسه !!بل لاحياة ولاكرامة للفرد ... الا بالقائد !لاحياة من دون شمس!ولاكرامة من دون صدام حسين !!الراتب منة من السيد الرئيس!وقطعة الارض مكرمة ! وسلفة البناء مكرمة اخرى ! عفوا !! ماذا اقول انا واي هذيان اهذي ..؟؟!! لقد نسيت نفسي !! اذ ان القائد هو من تفضل علينا وجعلنا ننتعل (شحاطات وجزمات) وقد كنا قبله حفاة عراة !! وحيث ان الامور وصلت حد النعل فعن اي ارض وسلفة بناء اتحدث.؟؟!مكرمة من السيد الرئيس ان منع الغذاء من الاسواق وبتنا نقف بالدور حاملين كوبونات الحصة لاستلام (مواد التموينية)!مكرمة منه يوم كانت حصة الطحين 9كيلوات للفرد ! ومكرمة اكبر يوم (زادها) الى..... ستة !! وعجزت السنتنا يومها عن شكره والثناء عليه وعلى مكارمه السخية !وكم كان ضريفا الرفيق (مسؤول التنظيم).. حيث اعمل.. اذ قال وهو مبتسم بهدوء.. (علينا ان نحمد الله ! فان السعودية قد غرقت في الديون بسبب الحرب وقلصت حصة المواطن السعودي الى 3كيلوات فقط !!اما يوم اغدق علينا السيد الرئيس القائد كرمه في شهر الله وقرر منح كل عائلة عراقية عظيمة في العراق العظيم ..... دجاجة كاملة !! فذاك يوم تاريخي سيذكره سكان بلاد مابين النهرين الى ابد الابدين !
تقدمت بطلب لمقابلة وزير التعليم العالي اواخر التسعينات وكانت الامور يومها متازمة (كما يقال) حيث انسحبت فرق التفتيش وقرر السيد الرئيس عدم السماح لها بدخول العراق ثانية رغم انها دخلت حتى غرف نومه !كان بيل كلينتون كلما (يتضايق) وكلما وجدوا قطعة من (ملابس مونيكا الداخلية في واحدة من زوايا مكتبه) يضرب العراق بعدد بسيط من الصواريخ طراز توما هوك بسب جبن الامريكان عن المواجهة مع الاشاوس من ابطال الحرس الجمهوري !وكانت الامور وكانها تذهب بهذا الاتجاه هذه المرة ايضا!
ليومين وانا في الفندق ويتم تاجيلي (رغم استدعائي اصلا) وفي اليوم الثالث قالوا سيبت السيد الوكيل في (شغلتك)!ذهبت الى مكتبه فوجدته وكانه قهوة عزاوي (ناس داخلة وناس خارجة) وشمعون متي يصرخ كل دقيقتين (نلفت عناية المشاهدين الى اننا سنذيع عليكم بيانا هاما صادر من القيادة...)!كان (السيد الوكيل) يرتدي قاطه (الزيتوني) ويتحلق حوله عدد من السادة (الزيتونيين ) تارة ينظرون اليه واخرى الى شمعون متي الذي يجبر الجميع على التزام الصمت متى ماظهر على الشاشة !بعد ان يصمت شمعون ويعلو صوت (الاناشيد الوطنية)التي تتغنى بحب (السيد الرئيس القائد) يصرخ السيد الوكيل ..لقد مل العراق!لقد نفد صبرنا!ستقرر القيادة مواجهة الغطرسة الامبريالية الامريكية مهما كانت النتائج!وسيقف كل الشعب والامة العربية من المحيط الى الخليج وقفة رجل واحد الى جانبها !لقد غادر جواسيس فرق التفتيش الى غير رجعة ولن تطا اقدامهم القذرة ارض الحضارات ثانية!ســ وســــ وســـــ ...حتى طل شمعون من جديد..... اليكم ايها العراقيون البيان الهام الصادر ...بعد مقدمة قصيرة جدا استغرقت (فد عشر دقايق)...(وادراكا من اخوتكم في القيادة لطبيعة المخطط الامبريالي! واستجابة لنداء بعض الاخوة من القادة الاشقاء واستجابة لمساعي وزير الخارجية الروسي.... قررت القيادة السماح لفرق التفتيش بالعودة لمزاولة مهامها من دون قيد او شرط ...................... )!!
عظييييييييييم !!صرخ السيد الوكيل !لم تخيب القيادة ظننا بها !هذه هي القيادة وهذه هي مواقفها الحكيمة التي عودتنا عليها !كما توقعت بالضبط..... !!لقد سحبت البساط من تحت اقدام الادارة الامريكية وجعلتها الان تتخبط !!باي حجة سيهاجمون العراق الان ..؟؟؟
دارت عيني تتفحص وجوه الحاضرين فما وجدت اثرا للدهشة او الاستغراب الذي كان يتملكني بل كان الكل بين مصفق ومبتهج ومؤيد من خلال بعض العبارات السمجة المملة !
كانت قرارات (القيادة) او بالاحرى (القائد الرمز والضرورة) حكما وفلتات ترقى لمصاف الوحي السماوي لاياتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه !وان كانت متناقضة !
(كل ماتفعله صحيح وان كان خطأ سيدي مع انك لاتخطأ) !!هكذا لخص ابو الثلج العلاقة بين (القائد الرمز) وجوقة المطبلين الذين يطلق عليهم (قيادة)...قومية او قطرية !!
تتكررعلينا اليوم بوادر فصول تلك الماساة واصبح البعض ممن ادمنوا المسح على الاكتاف.... والاقدام ان يقولوا عظيييم لكل فعل وان نقض الثاني الاول !!
يوم اصر (القائد) على البقاء في (الكرسي) قالوا نعم فهو (القوي الامين)!ويوم خرج وحل قائد اخر محله قالوا هذا هو الرمز ..... وقالوا ان ذاك كان (يتفلسف) !!
ويوم دخل (السيد الرئيس) في الائتلاف قال افراد(الحزب القائد) انه ائتلاف وطني !لان القائد قال ذلك !وقال ان المرجعية تدعمه ورعت تشكيله !وخرجوا ينظرون لاهمية ذلك وفلسفته !
ويوم قال القائد ان هذا الائتلاف (طائفي) خرجوا علينا يثبتون (طائفيته) ايضا !!قال القائد ان ذكر المرجعية تستر بها واستغلال سخرت الاقلام وانشغلت الفضائيات باللقاءات مع الفلاسفة من عناصر الحزب الحاكم وهم يعيبون (استغلال ) اسم المرجعية و(الرموز الدينية)!!
ويوم قال القائد نحن (دولة القانون) قالوا ...نعم فالقانون فوق الجميع !ويوم طالبنا بتطبيق القانون على الجميع تبين ان (القانون) ماقاله القائد لاغير !
والنتيجة ان قانوننا اصبح (قانون الغابة) حيث البقاء للاقوى !وحيث اذا سرق الشريف تركوه واذا سرق الضعيف اقاموا عليه الحد !!!
الخلاصة هي ان (استادي ) كما يبدو ..... (شوية ضعيف بالنقط)....
لانه يوم عبر عن مشروعه بدولة (القانون ) فانه انما كان يقصد ...... (دولة الـــغانون )!
عاش السيد الرئيس القائد حفظه الله ورعاه ذخرا للامة العربية المجيدة !وعاش الحزب القائد !والى الامام لتحقيق اهداف امتنا المجيدة ...... ودمتم للنضال !
هشام حيدرالناصرية
https://telegram.me/buratha