بقلم الكوفـــــي
عندما تتخذ حكومة ما موقفا بطوليا وتاريخا سيخلد لها هذا الموقف وستذكره الاجبال وتكتب عنه باحرف من ذهب وليس كل المواقف تعد بطولية وان كانت في ظاهرها كذلك ، العراق بلد البطولات والصولات والجولات وهذا مثبت لحكوماته المتعاقبة ولاسيما حكومة حامي البوابة الشرقية المقبور هدام العرب والعراق ، بالامس كان اعلامه يطبل ليل نهار بالانتصارات تلو الانتصارات حتى اتخم الشعب العراقي من انتصاراته السرابية فلم يبقى بيت ولا عائلة عراقية الا ودخلته شضايا تلك الانتصارت حاصدة بذلك على اقل تقدير فردا او فردين من افرادها ، بعد ان انتهت انتصارات القائد الضرورة وختمها خير ختام كان اخرها تحصنه في حفرة كحفرة الجرذان اتخذها لادارة العمليات مجهزة بكامل العدة والعدد من وسائل الدفاع والهجوم وافضل تلك الاجهزة واكثرها فاعلية هي راديو بانسونيك ياباني الصنع يستمع فيه الى تصريحات القائد الميداني محمد سعيد الصحاف ( ابو العلوج ) وهو يعلن الانتصارات الساحقة التي محقت جيوش العلوج واهازيج ( ياحوم اتبع لو جرينه ...... ) ،
بعد ان انتهت حقبة البوطولات انتبه الشعب العراقي والامة العربية والمنطقة الى حجم الدمار والهزائم التي انهكت العراق واتت على بنيته التحتية بالكامل وحصدت ارواح اكثر من مليون عراقي ، بعد هذه المقدمة التي لابد من الاشارة اليها باعتبار علينا ان نعتبر من الماضي ولانزج بهذا الشعب من جديد في بطولات وصولات وهمية لا تعود بالفائدة الا لمسببيها ، تعاطف اغلب ابناء الشعب العراقي مع الحكومة العراقية ومع رئيس الوزراء في ثورته وصولته ضد الحكومة السورية باعتبار ان الحكومة السورية ان لم نقل ضالعة في الارهاب المصدر الى العراق فهي الداعم له وهذا مالا يختلف عليه اثنان ، هنا لدينا وقفة ويجب ان نقف عندها ومن حقنا ان نسأل لماذا انفرد رئيس الوزراء باتخاذ هكذا قرار ولماذا سكت طوال السنين التي مضت من حكومته ونحن نشاهد الدماء ليل نهار تجري في ربوع الوطن وتتناثر الجثث هنا وهناك دون ان يحرك ساكنا ودون ان يستنجد بمجلس الامن وقبل احداث الاربعاء الدامي بايام كان رئيس الوزراء في ضيافة قتلة الشعب العراقي اليس يعد هذا من المفارقات ، لنسلم بان موقف الحكومة لم يكن لاغراض انتخابية ولا دعائية ولا استغلالية لدماء الشهداء واللعب على عقول الناس ونفتخر بهكذا حكومة ولولا قدرتها وثباتها لما اتخذت مثل هذه الخطوة الجبارة ، هنا اريد ان أسأل حكومتنا الوطنية اين هي من وزير التجارة وهل عجزت الحكومة التي تتخذ مواقف بطولية وتتناطح مع دول لاتستطيع ان تحاسب وزيرا ثبت للجميع انه اشترك في سرقة قوت الشعب وكيف لهذه الحكومة ان تسمح لسارق ان يخرج من العراق ويفلت من الحساب ويصل لندن معززا مكرما وهناك الكثير ممن هرب وبعلم الحكومة دون ان يطاله القانون ، ان منطق العقل يقول لايمكن لحكومة تستطيع ان تزلزل الارض تحت اقدام دولة اخرى من جهة ولا تستطيع ان تضع مفسدا سارقا وراء القضبان من جهة اخرى الا اللهم انها مشتركة في هذا الفساد وهذه السرقة ، ماذكرته في مقالي بعيدا عن الاستهداف السياسي مع الاعتذار الى النائب حيدر العبادي والعاقل يفهم .
https://telegram.me/buratha