المقالات

لماذا يتحامل البعض على إيران؟

1088 16:33:00 2009-10-21

عامر هادي العيساوي

هناك في الشرق الأوسط كما يسمى في المحافل الدولية ثلاث قوى رئيسية هي إسرائيل والعرب وايران وتركيا,وإذا استثنينا (إسرائيل) باعتبارها معروفة للجميع في طبيعتها ونشاتها والقوى العالمية التي تقف خلفها فان أي مراقب مستقل لا يكاد يجد تناقضا رئيسيا واضحا بين مصالح شعوب القوى الثلاث بل على العكس تماما حيث يرى تطابقا واضحا بين تلك المصالح فجميعها تتمتع بقوى بشرية هائلة ومواقع استراتيجيه وثروات عظيمة, بل وأكثر من ذلك سيجد تطابقا في مصالح حتى الأنظمة القائمة فيها وبغض النظر عن شكلها من خلال ارتباط امن بعضها ببعض مما يجبرهم على التنسيق في اغلب الأحيان.ولو تابعنا تاريخ هذه المنطقة منذ بداية تشكيل ونشأة الدول الحديثة في أواخر القرن قبل الماضي لوجدنا أن هناك قوة بعينها تحاول افتعال وتفجير صراع عقائدي قاس ودموي تحت لافتة حماية الإسلام من التحريف أو التدمير وقد اشتد هذا الجهد بعد نجاح تلك الجهة بالاستيلاء على مقاليد الجزيرة العربية وبعد اكتشاف النفط وازدياد أسعاره.ومنذ ذلك التاريخ تحاول الوهابية ممثلة (بال سعود) إقناع المسلمين عموما والعرب خصوصا بان هناك خطرا اكبر من خطر إسرائيل يهدد الإسلام والمسلمين يزحف من الشرق أو من ايران بالتحديد وان على الجميع الوقوف بوجهه.إن وراء هذا السلوك المشين للوهابية دافعين رئيسيين احدهما تمزيق المنطقة وإضعافها إرضاء لأولياء نعمتها وأما الثاني فهو توفير الأرضية المناسبة لديمومة ال سعود واستمرارهم في عروشهم.لقد غلف آل سعود دعاويهم هذه بالحرص على الإسلام وحمايته من الروافض او عبدة القبور او أبناء المتعة والى آخر قائمة الأسماء التي يطلقها هؤلاء على الشيعة وكان الرسالة الإسلامية لم تكتمل من قبل وقد كلفهم الله أخيرا بإتمامها.والسؤال الذي ينطرح الآن إمامنا هو هل تشكل ايران خطرا حقيقيا على العرب والمسلمين من الناحية العقائدية او السياسية ا والعسكرية ؟ وللإجابة على هذا السؤال نتناول التهم الرئيسية التي يطلقها المخدوعون من العرب والمسلمين بالة آل سعود الإعلامية المدعومة بدولارات نفط الجزيرة.1-يزعم التكفيريون ان ايران تجيش الشيعة العرب وغيرهم من شيعة البلدان الأخرى وتحولهم الى عملاء لها ويعملون بالضد من مصالح أوطانهم وأنا هنا لست معنيا بغير شيعة العراق وباسمهم أقول بأنه لا يحق لأي احد مهما كان أن يزايد على وطنية الشيعة في العراق عبر التاريخ ,وبالعودة الى الماضي القريب فان صدام حسين حين نجح أول الأمر في إقناع الشيعة بان حربه مع ايران حرب دفاعية عن الأرض والعرض قاتلوا بشراسة ولكن حماسهم بدا يتضاءل عندما اكتشفوا ان تلك الحرب لم تكن إلا حربا طائفية في احد جوانبها وحربا بالنيابة في جوانبها الأخرى.2-ويزعمون أيضا بان الفرس يكرهون العرب بشدة فأقول لهم بان العرب يكرهون الفرس أيضا وبشدة وهذا أمر طبيعي لدى اغلب الشعوب المتجاورة ولا علاقة له بالعلاقات الدولية التي تقوم على أسس أخرى مختلفة . ان الألمان يكرهون الفرنسيين والفرنسيون يكرهون الألمان ومع ذلك فان الدولتين متحالفتان استراتيجيا.3-ويزعمون أيضا بان لإيران مطامع كبيرة في أراضي وثروات الدول المجاورة وهذا الادعاء لا يصمد كثيرا أمام التحليل العلمي فليس من مصلحة ايران وفيها من السياسيين من يعرفون ذلك قبل غيرهم أن تبدو طامعة بأرض هذه الدولة الصغيرة او تلك ولو فعلت ذلك لأصبحت بمرور الزمن عرضة للتفكك والانهيار والتمزق وليعلم هؤلاء بأنه ليس كل ما تستطيع الدول فعله ستفعله. ان أمريكا تستطيع ان تمسح كوبا من الوجود وتستطيع أن تحتلها اذا شاءت ولكنها لم تفعل ذلك ولن تفعله لأنه ليس من مصلحتها,وتستطيع ايران أن تحتل الكويت مثلا ولكنها لم ولن تفعل ذلك لنفس السبب.ان ايران تجاورها دول صغيرة من غير العرب فلماذا لا تعبر هذه الدول عن قلقها من الأطماع الايرانية المزعومة؟4-ويزعمون أيضا بان ايران تريد إعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية الكسروية بعد امتلاكها للقنبلة الذرية ومرة أخرى يقع هؤلاء الموتورون في مستنقع الحقد الأسود لان امتلاك ايران للقنبلة النووية لا يشكل أي خطر على العرب او المنطقة.إن ايران في حال امتلاكها للسلاح النووي لا تستطيع استخدامه ضد جيرانها أو حتى ضد إسرائيل لان المنطقة لا تتحمل مثل هذا السلاح وسيكون الدمار شاملا للجميع وبالإضافة إلى ذلك فان ايران دولة إسلامية وفي حال قيامها بالاعتداء النووي على اية دولة إسلامية فان ذلك سيؤدي أولا إلى انهيار ايران وتمزقها وهذا ما لا يرضاه أهلها لها.ومما تقدم نستنتج بان امتلاك ايران للسلاح النووي لا يضر العرب إذا لم يكن من مصلحتهم لأنه سيكون سلاحا رادعا للقوى البعيدة التي قد تفكر بتدمير المنطقة لا سمح الله.واستنادا على ما تقدم نقول بان مصلحة العرب تقتضي إنشاء أفضل العلاقات مع ايران بغض النظر عن النظام القائم فيها وحل كافة المشكلات المتعلقة بهذا الملف بالطرق السلمية وينطبق هذا أيضا على العلاقات العربية التركية ولنتذكر دائما ا ن آل سعود لا يريدون للمنطقة خيرا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد الربيعي
2009-10-22
طرح رائع ويعبر عن حقيقه الامر ..واضيف ان الامر برمته ناتج من الحقد الوهابي على الشيعه ليس الا سواء ايران او غيرها..فمثلا بمساله التدخل التركي بشمال العراق يخفي الطائفيون المعروفون سواء اكانوا عراقيين ام عرب يخفون رؤوسهم بالرمال مثل النعامه..بينما عندما تقصف ايران منظمه كرديه ارهابيه بغض النظر عن موافقتنا او رفضنا لهذا الامر نلاحظ انطلاق الالسن الطائفيه العراقيه والعربيه بلهجتها الحاقده الكريهه فهل في حاله ايران اعتداء وفي حاله تركيا حب وود للعراق/علما ان ايران تضحي لاجل فلسطين اكثر من كل العرب
عراقي يكره البعثيه
2009-10-22
سبحان الله واني قاعد اقراء بهذا المقال الان خبر على قناة العراقيه الفضائيه يقول ( لقاء سري بين ايران واسرائيل لمناقشة الملف النووي في الشرق الاوسط. ) شفتوا حزب الدعوه شلون وصل بيه الامر؟
بنت العراق
2009-10-22
الكلام لايقال كالببغاء انما حمير اليهود هم الذين يعلقون اعلام اليهود فوق رؤسهم.ويدعون الاسلام وينحازون لدوله اليهود المهدات من قبل حمير اليهود .يدبرون امؤامرات ويدربون ابنائهم الحمير ويرسلوها لقتل الابرياء ,وللاطفال الابرياء وآبائهم.وهؤلاء القتله. هم حمير اليهود
جانيت
2009-10-22
انا اقول لك انه الحسدالمميت.ابليس عدائه لادم كان الحسد الشجره الخبيثه حقدت الشجره الطيبه شجره رسول الله ابو سفيان حسد النبي بني اميه حسدوا الائمه آل محمد. العباسيين حسدو هم ع هؤلاء الحاسدين يشعرون بصغر النفس وجهله لايستطيعون ان يتحملوا بان يوجد جماعه افضل منهم افضل علما وفهما وادبا ونسبا وهذا نراه اليوم .لايستطيعون ان يتحملو ن ايران باسلامها الحقيقي وتقدمها وانها اصبحت تناطح الدول العظمى وهم قابعون على ذكرىثقافه اجدادهم الذي اكل عليهم الدهر وشرب. والابناء اصبحوا اذلاء كرامتهم تداس .
زيد مغير
2009-10-22
النباح كثيرضد إيران مذ نجاح الثورة الأسلاميةبقيادة الأمام الخميني قدس الله نفسه , وهيهات أن تستطيع هذ الكلاب النابحة من النيل من جمهورية إيرن الأسلامية , فأنبحو كما يحلو لكم يا كلاب بني أمية
زيد مغير
2009-10-22
النباح كثيرضد إيران مذ نجاح الثورة الأسلاميةبقيادة الأمام الخميني قدس الله نفسه , وهيهات أن تستطيع هذ الكلاب النابحة من النيل من جمهورية إيرن الأسلامية , فأنبحو كما يحلو لكم يا كلاب بني أمية
نور العراق
2009-10-21
أخي عامر.. لو كان في مقالك خطأ بسيط لتناقلته الألسن ولرأيت قائمة التعليقات الهجومية لحلفاء آل سعود ولكن الكلام منطقي جدا" وحقيقي جدا" . المشكلة ياأخي هي ليست مشكلة عرب و فرس وانما سنة وشيعة فلماذا لا نسمي الأمور بمسمياتها. ومن باب العلم بالشيء هناك اسم آخر يضاف الى قائمة الاسماء التي تطلق على الشيعة (( حمير اليهود )). بارك الله فيك يا أخي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك