علي سعيد العراقي
بعملية حسابية بسيطة لاتحتاج الى ان يجريها شخص يمتلك عقلية فيثاغورس او انشتاين او نيوتن او ارخميدس، يتضح ان راتب الوزير او عضو مجلس النواب، او غيرهم من اصحاب الدرجات الخاصة، يتقاضى راتبا شهريا يعادل مجموعة الرواتب الشهرية التي يتقاضاها أي موظف عادي خلال سنة كاملة او اكثر ، هذا ما عدا الامتيازات المالية الاخرى من مخصصات ونثريات وووو ماالى ذلك من العناوين التي ما انزل الله ولا الدستور ولا القانون من سلطان.السيد رئيس الوزراء بأعتباره الشخص الاول في هرم الدولة من الطبيعي انه يتقاضى اكثر مما يتقاضاه الوزير او عضو مجلس النواب، ناهيك عن ان كل شيء بيديه وتحت تصرفه.ويبدو الدولة رئيس الوزراء قدر بعد تفكير طويل ان كبار مسؤولي الدولة يعانون من الحرمان والحيف والظلم اكثر مما يعاني الايتام وذوي الشهداء والسجناء السياسيين والمفصولين من وظائفهم، والذين يحلمون بأية وظيفة، وهؤلاء بالملايين ويشكلون الغالبية، ووحده الله يعلم كيف يسكنون وماذا يأكلون وبماذا يحلمون وماذا يريدون؟.لذلك قرر دولة الرئيس ان يوزع عليهم اراضي بمساحة 400 م و600 م ، ليس في حي الوحدة او المحمودية او التاجي او ابو غريب وانما على ضفاف نهر دجلة في قلب بغداد ، ولم تنتهي القصة عند هذا الحد بل ان دولة الرئيس قرر منح قروض للسادة المسؤولين بمقدار 500 مليون دولار لتعينهم من اجل تشييد بيوت لهم على الاراضي الممنوحة لهم، حتى يتخلصوا من معاناة الحرمان وسطوة الايجارات!!..انها فعلا مزحة سمجة وبائسة. وسيحاول الانتازيون والوصوليون والانانيون واصحاب النفوس الضعيفة من كبار المسؤولين الذين لايهمهم امر ملايين الناس، ان يجعلوا تلك النكتة السيمجة حقيقة، وهم بالطبع لن يكتفوا ب 600 م فقط ولا حتى ب 6000م .. هل تعرفون ان البعض منهم مازال يحتال ويتقاضى رواتب الرعاية الاجتماعية في البلدان الاروبية التي كان لاجئا فيها، ومن يسرق اموال المحرومين في اوربا فليس بعيدا ان يقوم بفعل نفس الشيء مع ابناء جلدته.
https://telegram.me/buratha