ابو ميثم الثوري
قد يشعر السجناء السياسيون اكثر من غيرهم بمحاولات الاقصاء او الالغاء او التهميش وربما يتحسسون اكثر من اللازم لانهم يتوقعون ان يكون احترام واهتمام القوى السياسية بهم اكثر من اللازم.ولست متفاعلاً تماماً عما يقال بان السجناء لديهم طموح يشبه الجموح ويتوقعون اكثر مما هو واقع وربما يتطاول اخرون بالقول بان السجناء يمنون علينا معاناتهم وتضحياتهم ويتفضلون علينا بقضية لسنا السبب في اعتقالهم او معاناتهم بل كلنا نعاني مثلهم وان كنا خارج القضبان وبعيدون عن السجان.هذه التصورات هي ظلم اخر يطال السجناء فبعد تهميشهم امعن البعض وتمادى في تهشيمهم وتحطيم نفسيتهم.هناك بعض السياسيين ممن يتاجرون بقضية السحناء ويتاجرون بها في رصيد احزابهم التضحوي اخذوا يحاربون السجناء في المهجر وبعد سقوط النظام وشعر السجناء السياسون بان هناك من يحاول الاساءة لهم بدلاً من تضميد جراحاتهم واستعادة الثقة وجبر خواطرهم بعد سنوات الظلم والتعذيب في زنزانات البعث المنحل.ولابد من التذكير بقية غاية في الاهمية وهي ان السجناء السياسيين لم يخطر على بالهم يوماً بانهم ضحوا من اجل مكاسب سلطوية او مناصب حكومية لان الذي يفكر بالموقع السلطوي والمنصب الحكومي لم ولن يفكر بمعارضة النظام لان ذلك يؤدي الى اعدام مؤكد او مؤبد.السجناء السياسيون لم يضعوا في بالهم وخيالهم يوماً بانهم سيكونون على مقربة من السلطة بل وضعوا في حسابهم تماماً بان الاعدام بانتظارهم.والملفت المؤلم بان بعض الاحزاب الاسلامية التي كان السجناء اهم ضحاياها بسبب الاعترافات العشوائية الناجمة عن الاعتقالات العشوائية اخذت تعيب على اغلب السجناء ممن لم يحصلوا على فرصة تحصيل الشهادات العليا بسبب الاعتقال وتعبرهم اناساً فاشلين.والتعامل مع مؤسسة السجناء بهذه الطريقة المزرية تكشف عن كراهية هذا الحزب للسجناء والا كيف يترأس هذه المؤسسة وزير بالوكالة وهم لم ينزف انفه يوماً في سجون العراق بل لم يعتقل لحظة واحدة غاية ما كان يفعله في العهد البائد مطعم فلافل في تلعفر وان كان ذلك العمل ليس عيباً بل شرفاً لان الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله ولكن ان يكون في الموقع المتقدم في المؤسسة فهذه اهانة واساءة متعمدة لكل السجناء.والسؤال الجدير بالتذكير هو لماذا يخشى الاخرون السجناء السياسيين ولماذا يتحسسون منهم؟ والاجابة الواضحة والصريحة هي ان اسباب خشية وكراهية هذا الحزب ورجاله من السجناء هي:1- شعور هذا الحزب ورجاله بان هؤلاء السجناء هو مصاديق حية وواقعية للجهاد والتحدي وهم النموذج الابرز للمواجهة العنيدة مع النظام في وقت فشل الاخرون في مواجهة النظام ولو بعدم تحقيق رغباته واغراضه.2- الامر الاخطر هو ان ثمة قناعة تكرست عند رجالات هذا الحزب بان السجناء السياسيين واجهوا ابشع سلطة في المنطقة والعالم ولم يترددوا في محاربتها والوقوف بوجهها وهذا الامر يجعلهم قادرين على مواجهة هذا الحزب دون خوف او تردد.3- وهناك خشية داخل اعماق قيادة هذا الحزب الذي ورطهم في مواجهة غير متكافئة بانه غير قادر على الوفاء لهم او الصدق معهم وهم لديهم رصيد من المعلومات الخطيرة التي لو استغلت ضد هذا الحزب ورجاله لما استطاعوا الاجابة وربما موضوعة المساعي الحميدة التي يعرفها السجناء هي القضية الاخطر التي تحتاج الى مسائلة ومحاكمة قيادة هذا الحزب وزجه بالالاف في مواجهة غير مدروسة وغير محسوبة العواقب لانهم هربوا الى الخارج مع عوائلهم وتركوا السجناء بمفردهم يواجهون هذه السلطة الغاشمة الظالمة.
https://telegram.me/buratha