المقالات

قانون الانتخابات بين حاجز كركوك والتوافقات السياسية

743 22:56:00 2009-10-21

داود نادر نوشي

لأكثر من مره يتم تأجيل تشريع التعديلات في مشروع قانون الانتخابات المعدل ، وذلك لاختلاف التوجهات والرؤى بين المكونات السياسية داخل قبة البرلمان العراقي بحيث وصلت إلى حد الانقسام الكبير والواضح في طريقة تعامل القوى السياسية في ما يخص البنود المتعلقة بكركوك وهي المعضلة الكبيرة في طريق تشريع هذه القانون ، على الرغم من إن موضوع القائمة المفتوحة في مشروع القانون أصبحت مطلبا جماهيريا لايمكن التغاضي عنه، وأما الحديث عن العودة إلى القانون الانتخابي القديم ،أو تأجيل الانتخابات فأنها بنظر الشارع السياسي العراقي لا تعدوا كونها قفز على الاستحقاق الدستوري للمواطن العراقي كما إن التأجيل يضع العملية السياسية على المحك من خلال أن فترة التـأجيل تكون فراغا دستوريا نحن في غنى عنه وسط هذه التراكمات والجدل السياسي وتربص الأعداء من الداخل والخارج .

وبما أن العملية السياسية بنيت على أساس التوافقات فأن الأمل بتشريع القانون، وفي ظل عدم تقديم التنازلات من هذا الطرف وذاك قد يصبح مستحيلا ، وهذا الأمر معيب جدا ولا يتلاءم مع مبدأ الديمقراطية والنظام البرلماني الذي يتم فيه حل الخلافات من خلال التصويت وليس بالضرورة أرضاء كل الأطراف ، وألا لما وجد مبدأ التصويت في نظام البرلمانات في كل أنحاء العالم .

وعجز البرلمان العراقي عن تشريع هذا القانون بدأ واضحا من خلال ترحيله إلى المجلس السياسي ، وهذا المجلس يضم الكتل السياسية نفسها الموجودة في البرلمان وبالتالي ستكون الإشكالات والتجاذبات في طرح الموضوع لاتختلف كثيرا عن نقاشات البرلمان ،ولذا فأن الحلقة المفرغة نفسها ستدور وقد تعيدنا إلى المربع الأول في موضوع النقاش والجدل ، وتجعل من المواطن البسيط يفسر هذا التأخير رغبة الكتل السياسية في اعتماد القانون النافذ والقائمة المغلقة التي تتيح لهم تمرير مرشحيهم تحت عباءة هذه القائمة ، وقد يولد هذا التوجس عزوف الناخب عن الذهاب إلى صناديق الاقتراح والذي يؤدي بدوره إلى حجب الثقة عن العملية السياسية الوليدة والتحالف الكردستاني أعلن ذلك صراحة حول رغبته باعتماد القائمة المغلقة حرصا على ضمان موضوع كركوك، وأما الكتل السياسية الأخرى فأن البعض منها لايعدوا كون تأييدها للقائمة المفتوحة ظاهريا وهي تدعم وتتمنى القائمة الأخرى وهذا واضح من خلال التلويح بالتصويت الالكتروني والجلسات السرية .

ولكي نخرج من فوضى التوافق السياسي التي أوصلت الأمور إلى ما وصلت عليه لابد لنا من أتباع الخطوات والأبجديات السياسية والأدوات الديمقراطية التي تضمنها الدستور العراقي ، هي كفيلة بإيصالنا إلى حيث مانريد ، وأما الاستمرار في معادلة التوافقات فهذا يعني الوصول إلى حافة الهاوية لاسامح الله ، والنضج السياسي وللأسف الشديد لم يصل بنا إلى تقديم التنازلات التي

هي دائما ما تكون مفتاح الحل لكل المشاكل والمعوقات ، ومادمنا على هذه الحالة فأن العقبات التي تعترض تشريع قانون الانتخابات لن تزول ولن يرى النور وقد نرى انفسنا بين مطرقة التوافق وسندان الجماهير.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
نعمان
2009-10-22
كل المصائب وتعطيل تقدم العراق هو راس البلاء حزب الاسلامي وكتله التوافق الاثنان لاوفقهم الله .الله ينتقم منهم.لابكاء الايتام يردعهم ولا الارامل ولاضحايا مقابر الجماعيه تردعهم قست قلوبهم وهي كالحجاره بل اقسى من الحجر ولكن ليلتفت الشعب ان هؤلاء اعداء لهم .عطلوا كل القرارات ودائما يدافعون في النواب عن المجرمين وعدائهم كان ظاهرا للعمليه السياسيه والان تعطيل الانتخابات لاجل مآربهم ارسل صاحبهم القانون الى الجهه السياسيه وهذا اكبر دليل انهم عاجزون فقط للخباثه.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك