بقلم الكوفــــي
تعلموا السحر ولا تعملوا به ، فكم من ساحر تعلم السحر لكنه نسي ان عليه ان لا يعمل به ، كذلك من حفر بئرا لاخيه وقع فيه ، فكم من اخ اراد ان يغدر باخيه فتراه هو من يقع في ذلك البئر قبل ان يقع اخاه في ذلك ، لاشك ان هذه لعبر يستفيد منها الانسان العاقل قبل الجاهل ، لم تكن مثل هذه الحكم مجرد حبرا على ورق بل لها واقع في حياتنا اليومية والحكيم من يستفيد منها قدر الامكان حتى لايقع في المحذور ولاينفع بعد ذلك الندم ، ماقام به ( حزب الدعوة ) مؤخرا بعد تسنمه رئاسة الوزراء بفضل الائتلاف العراقي الموحد ودعمه المتواصل له في السراء والضراء يكاد يكون كالذي تعلم السحر وعمل به ، اي انه تعلم فنون السياسة وادارة البلاد بكل ما تعنيه هذه الكلمات خلال الثلاث سنوات التي مضت ، نقصد بفنون السياسة منها المصارحة والشفافية والصدق والاخلاص والالتزام بالعهد ، كذلك من فنون السياسة الخبث والكذب والتدليس ونقض المواثيق والغدر والخيانة ... الخ ،
لكن بعد ان تعلم السحر ( حزب الدعوة ) بماذا عمل فهناك ايضا كما يقال سحر لعمل الخير وسحر لعمل الشر فهل ياترى اي الخيارين اختار ؟؟؟؟ ، بصفتي مواطنا عاديا ومتابع وعاشق للوضع السياسي الجديد في العراق رغم علاته ارى ان ( حزب الدعوة ) وللاسف الشديد ذهب بعيدا وتبحر وغاص في اعماق فنون السحر وتعلمه لكنه لم يتجنب العمل به بل استخدمه في غير محله وبالتالي انقلب عليه ، عندما اعلن الائتلاف العراقي الموحد عن تشكيلته تنفس العراقيون الصعداء وبالخصوص منهم المظلومين وعوائل الشهداء والسجناء وتوجهوا مسرعين نحو مراكز الاقتراع غير ابهين بالارهاب ومتحدين الوضع الامني المتردي في اجمل صورة عرفها العراق على مر التاريخ الحديث والقديم ، كان الشعب العراقي يأمل ان يتعزز هذا الائتلاف ويكبر وبالتالي يقود البلاد بعيدا عن المحاصصة والتي فرضت في ظرف استثنائي يعرفه الجميع ، هذه الامال وهذه التطلعات كادت ان تتلاشى عندما رمى الساحر بسحره وذهب بعيدا ظنا منه انه سيكسب الجولة من خلال استغلاله لمنصبه ، اراد حزب الدعوة ان ينفرد بالسلطة ويقول انا ربكم الاعلى عندما اتهم الائتلاف الوطني العراقي بالطائفية وهو القائل قبل الاعلان عنه بايام انه سفينة النجاة وعلى لسان كبيرهم الذي علمهم السحر ، توقع حزب الدعوة ان سحره هذا قد تمكن من الاخوة وان الحفرة التي حفرها لهم سيقعون فيها لامحال ،
اليوم وبعد ان اكتمل المشهد السياسي واعلنت الائتلافات عن نفسها ( انقلب السحر على الساحر ) اذ ان اغلب الكتل التي اعلن عنها ونقصد منها الكبيرة تحديدا هي اكبر من كتلته التي توهم الساحر انها ستكون الاكبر والاوسع ، نعم كان يراهن الساحر بعد ان ضرب اخوته ونعتهم بالطائفيين ان تلك القوى والكتل ستلتحق به وعندها سيرمي بعصاه لتبتلع كتلة اخوته والى الابد ، نسي حزب الدعوة ان هناك سحرة ماهرون وماكرون تعلموا السحر من قبله بسنين واتقنوه وهم من خدعوه ودفعوه ليلقي بسحره هذا على اخوته ليلقوا هم بعد ذلك بسحرهم فيبتلعوه مع اخوته ، ختاما ننصح بتعلم السحر وتجنب العمل به لانه سينقلب السحر على الساحر اولا واخيرا ولو بعد حين .
https://telegram.me/buratha