المقالات

تحمل المسؤولية

1141 12:35:00 2009-10-22

الدكتور صباح حسن كاتب وباحث ( لندن )

الكثير من الناس يقولون (انا ليس ممن يؤمن بالظروف) وبعضهم يلجأ الى لوم الظروف حين لا تسير اموره على ما يرام، والكثير منا يجد من السهل عليه ان يعلق كل ما يواجهه من فشل واحباط على الظروف والاشخاص المحيطين به، بدلا من مواجهة نفسه والبحث عن الاسباب الحقيقية وراء فشله، وقد يبدأ بعض الاشخاص لوم سلسلة من الاشياء التافهة تبريراً لفشلهم كبوم يتشاءمون منه لينتهوا الى الطفولة التعيسة والزواج الفاشل والاصدقاء السيئين، وباعتقادي اننا نعيش في حضارة تميل دائما الى وضع الشخص في موقع المخطئ فتراه يدفاع عن نفسه ويحاول ان يضع اللوم في مكان ما وعلى شخص ما، فحين ما نفشل عاطفيا لاكثر من مرة لا نلوم انفسنا بعد اصطدامنا بشخص غير مناسب او نصطدم بمواقف بعض الاصدقاء فاننا نبدأ بتعليق احباطنا ومتابعتنا على الاخرين ابتداء من افراد العائلة الى الاصدقاء الى الزملاء في العمل بدلاً من ان ننظر الى دراسة دواخلنا لنرى اين يكمن الخلل واين الخطأ الذي وقعنا فيه كي لا يتكرر ومن المؤكد ان لكل شخص طريقته الخاصة في لوم الاخرين واتهامهم باهماله الى حالة البؤس التي هو عليها وقد يعتمد البعض على سلبيات طفولته ليبرر بها الاخطاء التي ارتكبها وهو راشد، ومن خلال تجربتنا الكبيرة وقراءة الكتب خصوصا منها الاجتماعية ومنها السياسية بكثافة نرى ان اكثر مصادر اللوم هي من الوالدان فالكثير من الكبار الذين يمرون بسلسلة من الفشل في حياتهم وخاصة النساء يعزون السبب الى الطفولة وكيف انهم حرموا من الثقة بالنفس التي لابد من ان يمنحها الاباء لاطفالهم لتكون سلاحا في المستقبل، اما النوع الثاني من اللائمين فيعلقون اخطاءهم الى الظروف الخارجية كالجو والازدحام في الشوارع وقد يبدو بعض هذه الاعذار مقبولة منطقيا واجتماعياً ونحن نستخدمها جميعا من وقت لاخر لكننا اذا اصبحنا من مدمني خلق الاعذار سوف لن نتعلم ابدا ان نتحمل مسؤولية انفسنا باخطاءنا وهناك نوع من هؤلاء من الذي يستخدم كلمة (بسببك) وهي كلمة اصبحت مألوفة في مناقشات الازواج خصوصا والابناء ورغم ان هذا النوع من اللوم لا يساعد في مشاكلنا الا اننا مصرون على تبادل الاتهامات فيما بيننا بالخلافات فنحن احيانا نكون بارعين في لوم من نحب عند فشلنا في امرنا الا اننا نفتقر الى تلك البراعة في تطوير انفسنا وتجنبها من الخطأ بل اننا بعض الاحيان نستخدم كلمات جارحة خلال المناقشات دون ان ندري مالها من اثر سيء، لنضرب مثلا على تلك الزوجة عندما تقول لزوجها لو تركتني اشتري ذلك المنزل لاصبحنا الان من الاغنياء، او الام التي تقول لصغارها لولا هؤلاء الاطفال لكنت الان في مركز وظيفي مرموق، وفي الحقيقة الناس كل على شاكلته وكما يقول المثل الشعبي المعروف (كل يغني على ليلاه) ان هذه الحالات عزيزي القارئ الكريم غير مقبولة من بعض الاخرين يلوموا الاخرين عندما يقع عليهم الخطأ، ولماذا لا نحاسب انفسنا عند الخطأ فكلنا مسؤولين كما قال رسول الله محمد (ص) (كلنا راع وكلنا مسؤول عن رعيته) ولا ننسى في موضوعنا هذا السياسيين في العهود السابقة والعهد الحالي البعض يخطأ ويلوم من حوله او الاخرين حتى اذا كانوا بعيدا عنه، هناك الكثير من الرجال السياسيين مخلصين في خدمة شعبهم وهناك من لا يخلص هؤلاء طبع انانيون، وعندما يخطئون يلجاؤون الى لوم الاخرين الذين الذين ليس لهم صلة باخطائهم.ولكني اخيرا اقول: كفانا لوم الاخرين جزافا كي لا يتحملوا عبء اخطائنا ليتحمل كل منا مسؤولياته قدر المستطاع والله المستعان.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
صباالعمر
2009-10-22
الشيء بالشيء يذكر طرحكم جيد بل جيد جدأ هذه هي سجية شعوبنا لكني اود الأيضاح ليس ءالا عندما ترى سقوط نظام بأكمله ومجيء اكبر دولة في العالم محاولة بناء دولة جديدة على حساب المظلومين فلا بد وأن هذه الدولة الجديدة تسير بمعايير جديدة تواكب الظروف العالمية والأقليمية وللأسف بلدنا الحالي وبعد ستة سنوات من السقوط تراه يتراجع خطوات الى الوراء بسبب هؤلاء الذين ذكرتهم متحججين بأعذار وأسباب ما أنزل بها من سلطان يخدمون جيوبهم وتاركين باقي العراقيين الذين يفترض ان جاءو لخدمتهم ووسائل الأعلام كفيلة بذالك .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك