سعيد البدري
نقل عن الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله اغتنموا الفرص فأنها تمر مر السحاب ... ولعلنا ندرك زمنا نادرا كل ما يحصل فيه يثير الاستغراب والعجب فمن يصدق اننا نعيش زمن الديمقراطية في عراق حكمته معادلة الدم والنار والحديد طوال عقود معادلة لم تكن تسمح لاحد ان يقول ان له الولاية على نفسه وبيته وماله فكان كل ما للانسان للحاكم انطلاقا من الشعار القائل (اذا قال صدام قال العراق ) وليس صدام غير فرد من مجموعة أبالسة حكموا العراق وكلهم يحمل من الغطرسة والكذب والنفاق ما لا نتصور وندرك اذن نحن نعيش ونعايش هذا الزمن الذي حلم ان يراه الكثيرون ولم يدركوه للاسف وقريبا جدا من الواقع لابد لنا ان نشكر الله على هذه النعمة وللشكر طرق واساليب تتعدى اللفظ واحاديث اللسان لان الشكر دوام للنعم وللاسف فأن القليل ممن يوصف بالشكور وهذا مدعاة لزوال النعمة وللحديث صلة بالوضع العراقي والشيعي منه بشكل خاص بعد ان بانت وجوه القوم واتضحت صورة الكثيرين منهم ممن وصفنا بالطائفيين وحاول جاهدا ان يزايد علينا ولعل بعضا من اخواننا ركب الموجة واستسهل استخدام هذه المصطلحات بسسب رواجها في سوق الاعلام وما ارخص ما يطرح في الكثيرمن وسائل الاعلام اليوم لدرجة ان بعضهم صدق الكذبة وتصور ان قدراته وحيله تنطلي على الشارع العراقي الذي خبر كل المحيطين به وميزالصالح من الطالح لذا فنحن مع الرأي القائل ان على الشارع العراقي اختيارطريقه وصنع مصيره بكل شفافية ومصداقية من خلال انتخابات اولية لا تستثني كل من تنطبق عليه شروط المفوضية العليا المستقلة للانتخابات هذا من جهة المجلس الاعلى الذي اختار الطريق الاصعب لاثبات وطنية شعاراته وعدم طائفيته التي يحاول البعض ان يلصق كلمة طائفية به وللامانة الجميع يعرف ما هو المجلس الاعلى ومن هي قيادته وكيف تفكر بالمواطن العراقي ومصالحه العليا ولا يحتاج من هو في حجم وتأثير ومواقف المجلس الاعلى ان يثبت ما هو ثابت اصلا فوطنيته التي ميزته خلال سنوات جهاده المرير اعطته الرياده في الدفاع عن حقوق ابناء شعبه لكن للضرورة احكام ولئلا يترك للجهال عذر في الاصرار على مهاجمة المجلس واتهامه بالطائفية التي هي دأب الاخرين ممن يتهمون ويطلقون هذا الكلام الرخيص... من جهة ثانية مع نشوء ائتلافات جديدة كانت جزءا من الائتلاف العراقي حاول البعض استغلال هذه الحالة من اجل ايجاد فجوة وجفوة بين شركاء الامس واخراج الحالة من اطار التنافس الانتخابي وادخال الفريقين في صراع لايجاد مواجهة على الارض اقل ما يقال عنها انها ستستهلك خطابهما وتشغلهما عن ممارسة دورهما في التقارب وتقليل حجم الخلاف على مستوى القواعد على الاقل ولست ارى سببا وجيها يدفع البعض للمغامرة والتخلف عن الصف وشق وحدته مع قناعتنا ان من السذاجة القول والتفكير بالطريقة ذاتها في كل مرة واعطاء البعض كل ما يستحق وما لا يستحق ولكي يفهم الكلام جيدا ويتعدى مرحلة الاشارات اقول كانت المراحل السابقة بكل ما فيها من اشكاليات وتقاطعات ناجحة بكل المقاييس وما تحقق فيها يعتبر انجازا للقوى السياسية المشاركة في رسم ملامح العراق الجديد بالاخص الائتلاف العراقي الموحد لكن ما لا يقبل وهذا في مرحلة سابقة طبعا ان ينزعج احد ما اوحزب ما من متطلبات المشروع والبرنامج المتفق عليه ضمن الاطار العام للائتلاف ويتحول مشروع الائتلاف الى حالة تخدم جزءا واحدا اومكونا واحدا منه ويقصى الشركاء لمجرد ارضاء شخص يريد الاستئثار بكل شيء في مقابل وضع اسمه على اللائحة الانتخابية ظنا منه انه الافضل وليس هوكذلك من وجهة نظر الكثيرين... اذن كيف تعالج هذه الاشكاليات وماهو المطلوب من الجميع من اجل تحقيق ارادة الجماهير من ندعي تمثيلهم على الاقل وللاجابة اننا نعيش مرحلة من اعقد المراحل التي تمر بالعراق لسبب او لاخر ومن اهم مميزات المرحلة هو اتساع دائرة المنافسة وهذا سيؤدي الى اضعاف الجميع ويجعل النتائج متقاربة الى حد ما لذا ينبغي تقليل عدد الكيانات من خلال زيادةعدد التحالفات وصولا الى تكوين جبهة عريضة تتعدى كل ما ذكرنا مع احتفاظ الجميع بخصوصياته الحزبية والحركية في اطاره الخاص اما على مستوى العمل السياسي المتصدي العام فكل كيان سواء كان ممثلوه مجموعات اواشخاص فتسري عليهم شروط ونظم وتعاليم المؤسسة التي ينطلقون من خلالها كأن تكون هذه المؤسسة هي الائتلاف الوطني العراقي والذي يكون مرجعية للجميع وتنسق بينهم وترسم مواقفهم لتكون منسجمة بهذا فقط يمكن للامور ان تستقيم وتسير في نسق منظم ومفهوم لايستطيع احد تعديه والسير به منفردا بعيدا عن الاخرين...
اننا نعيش في العراق الجديد ولاننا نعيش فيه ينبغي ان نشكر الله ولا نتمادى كثيرا في تصوراتنا وتخيلاتنا ونبتعد عن الطرح الخاص والمصالح الذاتية الضيقة في تسيير شوؤن الناس ومصالحهم العامة وفي هذا الاطاروانطلاقا من رغبة حقيقية لخدمة شعبنا العراقي جاءت مبادرة سماحة السيد عمار الحكيم منسجمة مع هذا الطرح ووضعت كل القادرين على خدمة الوطن والمواطن في الواجهة ليتمكنوا من الخدمة عبر بوابة المجلس الاعلى الاسلامي وفي اطار اوسع قريبا من هذا نجد مطلب حكومة الخدمة الوطنية هو الحل الامثل والافضل ولكي يفهم الجميع لابد ان نغتنم الفرصة ولانترك المجال مفتوحا امام من يحاول حرمان شعبنا من فرصته التأريخية في تحقيق اماله وغاياته اواولها ان يكون خدامه خدام حقيقيون مخلصون يعملون من اجله ولا يزعجهم ان يقال لهم انكم خدام لهذا الشعب واعتقد جازما ان من يريد ان يستمر فعليه ان يفكر هكذا ويستغل الفرص لاننا نعيش زمن الفرص الذهبية الذي سيسجل فيه اسماء الخدام بحروف من ذهب ...
https://telegram.me/buratha