المقالات

الإعلام العربي والحرب اليمنية السادسة مع الحوثيين.. نقد للإعلام الحكومي المسَيّسْ

1167 17:51:00 2009-10-23

محمود الربيعي

حكام الدول العربية والإعلام الرسمي لهم جرت عادتهم على إنتهاج سياسات طائفية وسمحوا لأنفسهم أن يتدخلوا في الشؤون الداخلية للدول العربية من خلال القنوات الفضائية بإعتبارها واجهات للأنظمة الطائفية والمستبدة التي تقف ورائها منظومات تكفيرية وأحزاب دكتاتورية وجدت لها أماكن تفخيخ إعلامية هنا وهناك ناهيك عن تدخلهم عبر التنظيمات الإرهابية للقاعدة وبقية التنظيمات الإرهابية المُمَوَلة من جهات لها مصالح في إحداث القلق الأمني في دول تحتاج الى الإستقرار.وفي حالة الحرب اليمنية السادسة الدائرة بين الحوثيين والحكومة اليمنية راحت الحملة الإعلامية المكثفة التي تقوم بها بعض الفضائيات ومنها الفضائية اليمنية الرسمية بتشويه حركة الحوثيين داخل اليمن والدفع بالتهمة المزدوجة بالاتجاه الذي يشكك بتلك الحركة وربطها الدرامي بشيعة إيران والعراق حيث وجهت التهم الى بعض القنوات الإيرانية التي تنقل الأخبار والتي تؤدي مهمتها الإعلامية كما تفعل جميع الفضائيات الأجنبية والعربية الرسمية وغير الرسمية، كما عرضت مقطعا تلفزيونيا قصيرا لسماحة الشيخ العلامة علي الكوراني وهو يثني على السيدين بدر الدين الحوثي وإبنه عبد الملك الحوثي، ومقطع آخر لسماحة السيد مقتدى الصدر وهو يشير الى معاناة الحوثيين في صعدة لتوهِمَ اليمنيين بتلك الدراما دون أن تعرض حديث الشيخ الكوراني الكامل بتفاصيله لنعرف متى وفي أية مناسبة ولماذا، ولاندري ماألضير في حديثي الرجلين فالأول منهما يمثل شخصية فكرية ثقافية مستقلة بحتة لاعلاقة لها بالأحزاب والسلطات، والثانية شخصية سياسية ذات وزن وطني يعبرعن معاناة شريحة شيعية مظلومة من مذهب آخر تلقى القتل والحصار والتشريد في اليمن، وهو الشخص الذي لم ينسى بعد مافعل حزب البعث وقائده الدكتاتور بأبيه السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر، كما لم ينسى طائفته المعذبة في العراق ومعاناتها أبان حكم النظام الدكتاتوري السابق وقد عبر من خلال كلمته عن شعوره الانساني تجاه مايلقى شيعة اليمن من إضطهاد قسري تستخدم فيه جميع الآليات الحربية والحصار بما فيه أستخدام الجيش اليمني لقطعاته الجوية والبرية الثقيلة ضد المواطنين في صعدة.وعلى شاشة إحدى القنوات الفضائية العربية الطائفية وفي هدف لها للتفريق بين الزيدية كمذهب والحوثية كحركة أستضيفت في برامجها ( السياسية - العقائدية) ومن خلال مايدعى بالحوار الديمقراطي! شخصيات متنوعة وبمستويات مختلفة منهم من يفتقد حتى صفة الباحث المتمرس الدقيق تحاول أن تجر الشعوب العربية والاسلامية الواعية الى فتن مظلمة وخلافات واسعة محاولة منها لتعميق تلك الخلافات عن طريق اللقاءات التي تجريها مع مايسمى بالباحثين! وكما فعلت من قبل في الحالة العراقية الشيعية أو الإيرانية.وللأسف فإن بعض مايعرض في هذا المنبر يسئ بوجه العمد الى معتقدات الشيعة الأثني عشرية فيما يطرح في برامجها وحوارياتها مع المشاركين رغم كثرة نقاط الإلتقاء بين المذهبين الزيدي والأثني عشري خصوصا فيما يتعلق بالأصول العقائدية بل ومع كثير من قضايا الفروع الفقهية، فالشيعة يعتقدون بعصمة الأثني عشر، والزيدية يعتقدون بعصمة الخمسة - محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام - أي أن كلاهما يعترف بالعصمة، كا ان كلاهما يعتقد بالتوحيد ويحمل نفس الفلسفة العقائدية فيه، كما يؤمن كل منهما بفلسفة العدل والنبوة والمعاد، والمذهبين لهما كثير من نقاط الالتقاء الفقهية كألاتيان بقول حي على خير العمل في الآذان، والإسبال في الصلاة الى غير ذلك من مظاهر السلوك الفقهي العام.ولقد أطلعت وقرأت بعض الكتب الزيدية المهمة كرسالة الامام الهادي الى الحق يحيى بن الحسين وهو من كبار أئمة الزيدية القدماء من الذين أرسوا معالم الزيدية في اليمن، كما أطلعت على كتاب "شرح الأزهار" أربعة أجزاء في الفقه الزيدي للإمام أحمد المرتضى، واطلعت على فكر الإمام القاسم بن إبراهيم في طروحاته العقائدية خصوصا في مجال العدل، وعلى "مسند ألامام زيد بن علي عليه السلام" وغيرها من الكتب الزيدية، ووجدت الكثير منها يلتقي مع الكثير مما تؤمن به الفرقة الأثني عشرية رغم أن الفقه الزيدي يلتقي أكثر في المجالات الفقهية مع الاتجاه السني العام، ونحن نعلم جيدا أن للمذهب الزيدي خصوصيته في بعض ألأمور العقائدية ألأخرى كحكم مرتكب الكبيرة وغير ذلك من الاحكام.ومما قرأت أيضا من كتب الزيدية كتاب " تصفية القلوب من درن الأوزار والذنوب " للامام يحيى بن حمزة، و" البحر الزخار الجامع لمذاهب علماء الامصار " لاحمد بن يحيى المرتضى، وكتاب " الإعتصام " للامام القاسم بن محمد علما بأن الفرقة الجارودية هي الفرقة الزيدية الأكثر إنتشارا داخل اليمن. وأما بقية الفضائيات العربية فقد أختارت في إعلامها المسيَّس الوقوف الى جانب الحكومة اليمنية كما عهدنا من الاعلام العربي العام، ولم يختلف موقف بعض الفضائيات التي لها مصالح داخل اليمن، والتي تنطلق من دول عربية لها مواقف عدائية من النظام العراقي الجديد لتكون واجهة لإنتصارات الجيش اليمني اكما تعبر عنه وسائل الاعلام أحيانا، والتي يفترض أن يخجل منها الحكام والمجتمع العربي كونها من أعمال العنف السيئة التي تشهدها البلاد في الشمال والجنوب والتي تستنزف الطاقة الشعبية اليمنية بكل أبعادها ومنها الطاقة العسكرية للجيش اليمني وأبناء الجيش اليمني كافة.كما أن الحكومة اليمنية في خطابها السياسي الاعلامي غير دقيقة في عرض الواقع كما هو على الارض فقد سمعنا مرارا عن الحسم دون أن تكون هناك مصداقية له مما يعبرعلى أن السلطات اليمنية تتجاهل مطالب شعبها في نيل حقوقه الوطنية ومطالبه الشعبية ولم يكن لها موقف جاد من الحوار الوطني والدعوة الى المشاركة الحقيقية في الحكم وتلبية المطالب الشعبية في المدن التي تفتقد الى الخدمات وتفتقر الى الأمن والحياة الحرة الكريمة ومنها تحسين الأوضاع الإقتصادية والعمرانية التي تعاني منها صعدة وبقية المحافظات اليمنية.كان على الحكومة اليمنية أن تتوجه الى الفساد الإداري والمالي في أجهزتها الذي عبثت بمقدرات شعبها وجعلت البلاد تعيش تحت خط الفقر وتعاني من البطالة والتخلف والأمراض مما أفقد الكثير من شرائح المجتمع صوابهم وأضطرهم الى أعلان موقفهم تجاه مايجدون من تهميش وإقصاء في شتى أوجه الحياة ومنها السياسية داخل البرلمان والحكومة، ألأمر الذي يتطلب الى إتخاذ الاجراءات المناسبة في عملية الاصلاح والتخلص من الأخطاء والنظر بجدية الى معالجة الأحوال التي يسببها المفسدون.إن حكومة اليمن اليوم تحتاج الى إصلاح شامل للقضاء على الفساد وتحتاج الى المصالحة مع شعبها عن طريق الحوار الديمقراطي والعمل على إجراء اصلاحات سياسية وإقتصادية واسعة تكون سبيلا لإنهاء الصراع العسكري والسياسي مع شعبها في الشمال والجنوب وعليها أن فسح المجال للمشاركة الوطنية الحقيقية في السلطة والحكم، كما نأمل أن يجد أشقائنا في اليمن تفهما لبناء جسور الاخوة من جديد قبل أن ينفرط عقد الوحدة بينهم ويصل بهم الحال الى طريق مسدود.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
بنت العراق
2009-10-23
نرجو من الحكومه اليمنيه التعقل والعداله بالتعامل والتساوي مع شعبها .الشعب اليمني طيب ولكن دخلت على الحكومه ايادي خبيثه .تحمل الحقد ومن دول معروفه لاتستقر الا ان تخبث ولاترتاح الا ان ترى الدول غير مستقره يملاها الحقد واول حقدها على حكومه تلك البلد لتبعد الشعب عنها
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك