المقالات

المهيب نوري المالكي ..خطوات لعسكرة المجتمع

1627 22:01:00 2009-10-23

علي المالكي

التعويل على العسكر لضبط الوضع السياسي مغامرة خاسرة واسلوب بائس ويائس ولن يجدي نفعاً لسبب بسيط هو ان الجيوش والعسكر انشأت لحماية البلاد والعباد من العدوان الخارجي والتآمري الداخلي بينما اريد لها ان تكون معولاً لضرب الشعوب وحماية الحكام وفرض اجندتهم بالقوة والفرض والاكراه.العسكر في كل العالم يقف متفرجاً امام السجال السياسي والتنافس الانتخابي ويحمي الجميع ويدافع عن التجربة الديمقراطية من المخاطر الاجهاضية واذا شعر العسكر بان ثمة خطراً يداهم النظام السياسي ويقوض التجربة الديمقراطية فان تدخله يكون محدوداً في دفع الخطر ولن يتحول الى اداة لقمع الشعوب وضربها.ومن وظائف العسكر الدفاع عن الدستور والنظام السياسي والاطار العام للدولة ضمن صلاحياته وواجباته.ومن هنا فان الدولة المتحضرة والمتطورة لا تعين للوزارات الامنية الا شخصيات مدنية لكي لا تفكر القيادة العسكرية التخطيط للانقلابات العسكرية التي تقودها في الغالب جنرالات متمرسين في العقل التأمري والانقلابي.وفي العراق الجديد غادرنا والى الابد ظاهرة عسكرة المجتمع وتلون المجتمع باللون الزيتوني والـ (الخاكي) المزعج والمقزز.وانتهت الحقبة المؤلمة التي كان الشعب يستيقظ فيها صباحاً على اصوات الدبابات ووقع البساطيل ليستمعوا الى بيان رقم واحد من الاذاعة وانتهى زمن الاناشيد الحماسية التي تؤجج روح العسكرة والحروب والاجتياحات ولن تعود عقارب الساعة الى الوراء.وشعور رئيس الوزراء السيد نوري المالكي بانه القائد العام للقوات المسلحة لابد ان ينطلق من قناعته المطلقة بالدستور فان الدستور هو الذي منحه هذا الحق واذا فكر مواجهة الدستور بقوة ما منحه الدستور نفسه كقائد عام للقوات المسلحة فانه يخطأ ويقع في اوهام قاتلة.الركن الاساسي الذي يمثل القوة الشرعية للمالكي كقائد عام للقوات المسلحة هو الدستور وعندما ينقلب على الدستور بقوة العسكر فانه يصادر اهم قوة اساسية وشرعية في العراق الجديد.هذه الايام نلحظ تحركات تبدو مشبوهة لتجيير العسكر لحسابات حزبية وانتخابية وهذا اكبر خطر يداهم التجربة الديمقراطية في العراق.

اقالة اللواء عبد الكريم خلف دون علم وزير داخليته جواد البولاني لاسباب حزبية ومزاجية وليس لاسباب مهنية وفنية يعكس التوجه الخطير للسيد المالكي بعزل وفصل كل من لم ينسجم مع توجهاته الحزبوية والائتلافية لدولة القانون. وعزل مدير الاستخبارات العسكرية وتعيين نفسه مديراً بالوكالة تعكس التوجه المشبوه لتحجيم وتقزيم دور  القوات المسلحة وافراغها من محتواها الهادف وجعلها اداة لخدمة الحزب والائتلاف الذي يقوده رئيس الوزراء.عندما اصبح نوري المالكي قائدا للقوات المسلحة وفق ما قرره الدستور بان يتبنى رئيس الوزراء قيادة القوات المسلحة فان ذلك فضلاً للدستور وليس لشخص رئيس الوزراء نفسه فان القوات المسلحة ثابتة والحكومة متغيرة وليس من الصحيح اعتبار هذه القوات استحقاقاً حزبياً فان ذلك يعني قيادة البلاد الى الهاوية والسقوط.

سكوت البرلمان والقوى السياسية على السلوك الاستحواذي والهيمنة والسيطرة على القوات المسلحة يعني تقصيراً خطيراً ويتحملون مسؤوليته وليس صحيحاً التوهم بان أي محاولة لتنبيه رئيس الوزراء مسائلته ستصب لصالحه بظهوره مظلوماً امام الشعب فان هذه الاوهام ستشجعه على التمادي والامعان في التغييرات في القوات المسلحة لاسباب حزبية وتضع مجلس النواب امام خيارات صعبة امام شعبنا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عراقي هج من البعثيه وظلام اليوم
2009-10-24
عقل رجل السلطه الشرقي خصوصا ينطلق من منطلق العسكره والقوه والسيطره والاستحواذ على كرسي الحكم ومن بعد عمر طويل يورثه لورثته واهله واعتقد ما تطرق له الاخ العزيز صاحب المقال هو صحيح ويصب في خانة عسكرة المجتمع وانصح المالكي ان يبني على ضفة نهر دجله قصوره الغناء وعلى الضفه الثانيه اهرامات عملاقه لكي يصبح فرعون حقيقي الرجل مستعجل على نفسه هو العراق كله ولاسواه اقول له اتهده ومن شعر الامام علي (ع) ولدتك امك يبن ادم باكيا والناس حولك يضحكون سرورا احرس على عمل تكون اذا بكوا في يوم موتك ضاحكا مسرورا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك