المقالات

المسؤولية بين حذاء غاندي وأراضي الوزراء في منطقة المسبح

1321 22:38:00 2009-10-23

شلال الشمري

من طريف ما يُروَى عن عظيم الهند "المهاتما غاندي " أنه كان يستقل قطاراً يوماً ما داخل الهند ، وفي إحدى عربات القطار المكشوفة وقف إلى جوارسور العربة يتطلع إلى القرى والمزارع التي كان يمر بقربها القطار ، فسقطت إحدى فردتي حذائه ، فسارع إلى رمي الفردة الثانية ، وبقي حافي القدمين ، فسأله من كان برفقته عن سبب رميه الفردة الثانية ، فقال : لعل أحد الرعاة يعثر عليها فيستفيد من كليهما أما إذا احتفظت بالثانية فسأحرمه من هذه الاستفادة ، ولا ينفعني الاحتفاظ بها بعد أن سقطت الأخرى .

سرعة البديهة وحسن التصرف هذه نستشف منها أن هذا الرجل العظيم يعيش إنسانية مطلقة في كل جوارحه ، انعدمت فيها الأنا وتسري في عروقه المحبة والإيثار لشعبه ، ويعيش في وجدانه راعي الغنم قبل "المهراجا " ويستشعر المسؤولية تجاه أبسط إنسان ، علماً أن في الهند عشرات القوميات والأديان واللغات ليس له حكم مسبق ( الجميع بعثيون حتى يثبتوا العكس ) وانهم سفهاء نتفضل عليهم بمن يسوقهم سوق القطيع بما نختاره لهم من رعاة في القوائم المغلقة العمياء . ( إن موعدنا الانتخابات أليس شهر يناير بقريب )

هذه القصة تذكرنا حينما خرج علينا مجلس الوزراء قطع أراضٍ في منطقة المسبح وبمساحة ستمائة متر مربع ، وعندما استعلمت من أحد دلالي العقارات في منطقة الكرادة عن سعر المتر في هذه المنطقة ، أجابني مشكوراً 1500$ ألف وخمسمائة دولار للمتر المربع الواحد ، أي أن سعر القطعة 600متر مربع هو 900000$ تسعمائة ألف دولار ، أي بسعر صرف الدينار العراقي بمصرف الرافدين والذي هو 1170 دينار للدولار الواحد يساوي 1053000000وللذي لا يعرف قراءة الرقم يغيره كتابة ً "مليار وثلاثة وخمسين مليون دينار عراقي" .

ولكي يطلع المواطن العراقي على سخاء مجلس الوزراء ونضعه في الصورة اتصلت بدلال عقار آخر ، ولكن هذه المرة في منطــقة ( سبع البور ) واستعلمت منه عن أسعار قطع الأراضي في هذه المنطقة فأجابني بعد وابل من ( الغزالات ) ان أقصاها لا يتعدى 18000000 ثمانية عشر مليون دينار عراقي للقطعة 200متر مربع وحسب الموقع . وبمقاربة بين حظ الوزير وحظ المواطن من عباد الله اتضح بعد القسمة أن ثمن قطعة أرض الوزير تعادل قيمتها 5. 58 ثمانية وخمسين ونصف المرة ضعف قيمة قطعة أرض عباد الله ، فيا أولي الأمر نذكركم بما ألزمتم به أنفسكم ( بجمرة ) عقيل بن أبي طالب ، ولكي لا يُفسَّر الكلام المذكور آنفاً ، أو يُوظَّف كدعاية انتخابية سوداء ، أو للتشهير بطرف ومناصرة آخر ، وهذا ما تقوم به الأطراف المتنافسة في إعلامها ، حيث نصبوا المآتم تباكياً ونشيجاً ونحيباً ولطماً وشقوا الجيوب وقرعوا الطبول ونقروا الدفوف على الشعب الذي يفترش الأرض ويلتحف السماء ، فإنهم قد استحوذوا على القصور والفلل والضياع والمزارع التي تساوي أضعاف قطع أراضي السادة الوزراء عدداً وثمناً في داخل المنطقة الخضراء وخارجها ، ولكن الفارق هو سوء التوقيت الذي وقعت فيه الحكومة ألف "عفواً" مليار مبروك لسادتنا أصحاب المعالي الوزراء

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو علي
2009-10-24
لا تقلق سيخرجون منها يوما ما كما خرج منا وزراء البعث من قبلهم والعاقبة للمتقين
عراقي هج من البعثيه وظلام اليوم
2009-10-24
انا عراقي هجيت من بلدي وتركت روحي عند حيدرة وديعه خرجت بسبب مضايقتي من السلطه البعثيه وكادو يصفوني لولا ماكنت اعاني من مرض وهو اصابتي بالفشل الكلوي وبعت داري وخرجت متخفيا عن انظار البعثيه وياليتني اعود بكنف محراب علي (ع) ولكن لابيت لي ولاراتب تقاعدي لكوني كنت موظف وحسب خبرتي في مجال عملي في وزارة الصحه سابقا لم ولن اجد من رعايه صحيه حقيقيه هذا ليس حالي فقط بل حال اغلب العراقيين والجماعه الدعاة يلعبون بيه لعب واحنه لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم شكينه والشكوه لغير الله تذلنه وشكرا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك