منى البغدادي
سقوط النظام الصدامي يمثل علامة فارقة او مفترق طريق بين الديكتاتورية والديمقراطية وبين الاستبداد والحرية وبين العقلية المؤسساتية والرمزية.نهاية الحقبة الماضية بكل ظلمها وظلامها ينبغي ان يرافقها مرحلة التأسيس للمرحلة الجديدة وتجذير دولة الدستور والمؤسسات ولابد ان يكون البناء وفق اسس سليمة وصحيحة لكي يتطور البناء ويستمر بطريقة سليمة ايضاً لاعتقادنا ان المقدمات اذا كانت صحيحة فالنتائج صحيحة ايضاً والعكس صحيح ايضاً فاذا كانت المقدمات خاطئة فالنتائج خاطئة بالتأكيد.أي خلل في البناء والاساس واي خرق في هيكليته يؤدي الى انهيار شامل وكامل واي ترميم شكلي هزيل سيؤدي الى بناء هش ومربك.ليس من الصحيح تغليب مصالحنا الحزبية والفئوية والمذهبية على مصالحنا الوطنية العلياً واذا فكرنا بالتخطيط لمديات ابعد فاننا سنكسب المستقبل ولا نخسر الحاضر.واذا شعرنا بالتراجع احياناً او خسارة مصالحنا فان ذلك لا يهمنا كثيراً اذا كانت المسيرة تتشكل بالطريقة الصحيحة فان الاهتمام الاساسي والهم الاكبر هو تأسيس وترسيخ التجربة الديمقراطية في العراق وسواء كان لنا الدور الاكبر او الاصغر او ما بينهما فما تحقق يمثل طموحاتنا الحقيقية.اهدافنا الحقيقة هو نجاح المسيرة وضمانة الحاضر لابنائنا والمستقبل لاجيالنا لاننا كنا نضحي بارواحنا من اجل الوطن والدين فلماذا لا نضحي بمصالحنا من اجلهما.وكنا نتحمل السجون والزنانات ونتوقع الاعدامات والاغتيالات فلماذا اصبحنا نخشى الممات ونعشق الحياة فماذا تغير اذن وما نقوله نابع عن قناعاتنا الاساسية وافكارنا الاصيلة ولسنا مثاليين او خياليين كما يتهمنا البعض لما نتحدث عن الايثار والاخلاص والتضحية بالغالي والنفيس من اجل الوطن.واذا اعتقدنا اننا زائلون وراحلون بحسن السنن الكونية " انك ميت وهم ميتون" فلنفكر بجدية بالبدائل القادمة واستنبات الطاقات واكتشاف القدرات المؤثرة بالشارع والواقع العراقي.ومؤسسات الدولة والهيئات المستقلة كالمؤسسة العكسرية المتمثلة بوزارات الداخلية والدفاع والامن الوطني والمؤسسة الاعلامية كشبكة الاعلام العراق وصحيفتها البارزة (الصباح) وفضائيتها (العراقية) وبقية الهيئات كهيئة المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وهيئة النزاهة ومجلس القضاء الاعلى وغيرها هذه المؤسسات تمثل العراق الجديد واهم مفاصل الدولة والتفريط بانتماءاتها او التقرب الى صلاحياتها يعني اساءة واضحة للدستور والعراق الجديد.لا يمكن ان تعمل هذه المؤسسات والهئيات لصالح الحكومة فالحكومة زائلة ومتغيرة ومؤقتة وتتداول وتتناقل سلطاتها كل اربع سنوات فالتضحية بالثوابت من اجل كسب مكاسب دنيوية زائلة او البقاء في السكلة فترة اكثر يعني سوء العاقبة.الخطر الذي يداهم التجربة ويضعها امام اختبار عسير او يقودها باتجاه الهاوية هو محاولات الحكومة لتأميم هذه الهيئات التي اريد لها ان تكون مستقلة نظراُ وممارسة وتنظيراً وتغييراً وفعلا ً وقولاً.تأميم واستحواذ المالكي بقوة الحكومة وضغوط اجهزتها على الاجهزة التي اريد لها ان تكون مستقلة اكبر خطر داخلي يواجه العراق الحديد والعملية السياسية هو دمج السلطات دون فصلها واذا فصلت فسوف تقل كثيراً احتمالية التداخلات والتدخلات للحكومة في شؤون القوى المستقلة.
https://telegram.me/buratha