ابو ميثم الثوري
لا نريد الاساءة للعلمانية والعلمانيين ولا يمكن ان نشكك بوطنية العلمانيين لمجرد اعتقادهم بالعلمانية كمنهج للحكم والدولة فهم احرار فيما يعتقدون ويؤمنون وليس لاحد عليهم وصاية او قيمومة فان زمن الاملاءات وثقافة الفرض قد انتهت في العراق الجديد.ولسنا في سياق محاسبة العلمانيين فهم يؤمنون بالله والدين وغاية ما يعتقدون به ابعادهم الدين عن الحاكمية والسياسة تنزيهاً للدين وقدسيته عن التعاطي السياسي كما يزعمون.ولا نريد كذلك اخراجهم من الدين وحشرهم في زوايا الكفر ونحن نؤمن بادخال الناس في الدين وليس اخراجهم كما يفعل غيرنا من التكفيريين.وما يهمنا في هذا البحث هو الاشارة العابرة الى متبنيات حزب الدعوة الاسلامي والانقلاب على المبادىء والثوابت التي ضحى من اجلها الدعاة والانسلاخ الاخير من الاسلامية كفرصة للتأقلم والتلون مع الواقع الجديد المفروض والضغط الاعلامي المعادي ضد الاسلاميين.واذا اعتقد الاخوة الدعاة انهم نادمون على انتمائهم الاسلامية ومحاولة التقرب للعلمانية لكسب الاصوات ومجاراة ومداراة المتأثرين بالهجمة الحاقدة على الاسلاميين فهم واهمون وغارقون في مستنقع الوهم.حزب الدعوة وقياداته لم يتخلوا عن اسلاميته وهم على اعواد المشانق والسجون وواصلوا تفانيهم للاسلام والعقيدة ولم تغريهم الدنيا ببهارجها وزينتها ولن تخدعهم بحطامها وفضلوا المواجهة العنيدة والتمسك بالعقيدة على الاستسلام والخلاص من الاعدام المحتوم.لم ينسلخوا عن اسلاميتهم وهم في الزنزانات وغرف الاعدامات وصمدوا واعطوا دروساً لازلام الامن والمخابرات وقد سمعت المجرم الامني فلاح عاكولة يوما وهو يصف الدعاة ممن لم يتطوع الى الجبهات في السجون قال "هؤلا يستحقون الحياة لانهم رجال اوفياء لمبادئهم" وحاول ازلام النظام الحاق الاذى النفسي بالسجون وخلطهم مع سجناء الثقيلة لكي يتأثروا في ظروف واوضاع سجون الثقيلة ولما نقلوهم قسراً وكراهية الى سجن الثقيلة سنة 1984 وكانوا قد اشاعوا بان سجن الاحكام الخاصة قد ضاق بالسجناء واضطروا لنقلهم الى سجن الثقيلة ولكنهم فوجئوا ان سجن الثقيلة قد تحول الى ساحات للصلاة والوعظ والارشاد وتأثر بعض سجناء الثقيلة من المحكومين بتهم جنائية (قتل وسرقة وغيرهما) وعندما زار مدير الامن النقيب غالب الدوري سجن الثقيلة اصيب بصدمة كبرى ورأى ان قرار نقل الاسلاميين الى سجن الثقيلة اعطى نتائج سلبية وخطيرة ولم يتحقق ما اراده ازلام النظام.واذا تمسك الدعاة باسلاميتهم وهم في غرف الاعدامات وامام اعواد المشانق وهم يهتفون " نموت نموت ويحيا الاسلام" فلماذا يتراجع دعاة السلطة عن اسلاميتهم وثوابتهم بسبب اوهام السلطة والاصوات الانتخابية.هل اعتقد الدعاة ان الدعوة الاسلامية تحولت الى دعوة الى السلطة والمناصب الهزيلة لكي يتخلوا عن اسلاميتهم وما ذنب الشهداء والسجناء الذين اقتنعوا بشعارات الحزب وتحدوا الطاغية بكل بسالة واستماتة وتحملوا صنوف التعذيب من اجل ثوابتهم واسلامهم ومبادئهم واليوم يفاجئنا الدعاة الميامين المولعين بالسلطة بابتعادهم عن الاسلام ومنعهم من استغلال المساجد والمراقد للتوعية الانتخابية.على الاخوة الدعاة الجدد امثال الاديب والعبادي والبياتي ان يكشفوا للناس الحقائق ويعتذروا لعوائل الشهداء والابرياء والسجناء لتنازلهم عن المبادىء التي ضحى من اجلها كل الشرفاء في العراق.
https://telegram.me/buratha