اياد الناصري
لا يختلف اثنان على ما للانتخابات التمهيدية من دور في توعية الناخب العراقي وتعريفه بمن سيتصدى لخدمته ويمثله في المرحلة اللاحقة لاسيما ان وجود مثل هذه الفرصة سيجعله اكثر حرية في الاختيار وتعيين هذا الشخص الذي يمكن ان يختاره ويكون مناسبا للتعبير عنه ومع تجربة الاعوام السابقة التي مضت وما افرزت من اشكاليات تكون قد واجهت البعض نعتقد ان ما تحقق من دعوات تصب في اجراء انتخابات تمهيدية يعتبر نضجا ووعيا سياسيا مبكرا لدى الداعين اليه كما انه يبشر ببدء مرحلةجديدة من العمل السياسي تؤكد نجاح المشروع الديمقراطي والتجربة الناشئة في عراق ما بعد 2003 الذي كان شموليا ودكتاتوريا بكل المقاييس وبغض النظر عن النتائج التي ستتمخض عن مثل هذه الانتخابات ترى الكثير من النظم الديمقراطية في العالم ان التجربةالعراقية تسير بالاتجاه الصحيح في ظل مثل هذه الطروحات الموضوعية المستندة الى حاجة الشارع العراقي وطموحاته المبررة لايجاد اليات تمكنه من المشاركة في صنع القرار بشكل اكثر فاعلية واقناعا له وهذا ما التفتت اليه قوى في الائتلاف الوطني العراقي وبعيدا عن المزايدات ولغة التشكيك السائدة هذه الايام والتي نعتقد ان دوافعها سياسية ومرتبطة بالسباق نحو قبة البرلمان من قبل اغلب الاطراف و بمختلف توجهاتها نرى ان هذه التجربة جديرة بالثقة وعلينا كعراقيين احترامها ودعمها بقوة وبذلك نؤسس لمرحلة يمكن اعتبارها مفترق طرق بين ما كان قائما وما سيكون لنا كمواطنين لنستطيع ونتمكن من محاسبة مراكز القرار وفق هذا التصور ولو على المدى المتوسط والبعيد كما هو معمول به في اغلب ديمقراطيات العالم اليوم... ولعل هناك من يسأل ويتسألأ عن جدوى الانتخابات والديمقراطية ومجمل العملية السياسية القائمة في البلد للمواطن العراقي المسكين وما الذي حصل عليه من كل هذا؟؟؟ وهذا بالتأكيد تساؤل مشروع ويحتاج الى وقفة طويلة للاجابة عنه ليس لاقناع هذا المواطن من اجل صنع خياراته فحسب بل من اجل محاسبة المقصرين واجتثاث المفسدين وهذا الوضع متوقع بطبيعة الحال عندما تبنى دولة باكملها على انقاض اخرى عاث فيها المفسدون وتفشى فيها الروتين لسنوات طويلة مع غياب رؤية موحدة لما ينبغي ان يكون عليه الحال في تسيير شوؤن البلد المختلفة مع دعم خارجي يسعى بكل ما لديه من امكانيات لاجهاض وتحجيم هذه التجربة. ان كل المشاريع الموجودة والسناريوهات المعدة خارجيا والتي يراد من خلالها التلاعب بمصير ابناء شعبنا والتي للاسف لم يوضع لها حد لغاية الان بسبب تقاطع المصالح طبعا على حساب هذا المواطن المغلوب على امره ... لقد حاول الكثيرون وصف الائتلاف الوطني العراقي بالطائفي وارادوها ان تتحول طائفية بعد يقينهم برجحان كفته وكفة توجهاته الوطنية ليتمكنوا من ضربه وتصفية المشروع الوطني بأكمله ورصدت من اجل ذلك الاموال وجندت وسائل الاعلام ودوائر صنع الشائعات لكن ذلك لن يثني عزيمة المخلصين عن مواصلة الطريق وصنع المستقبل المزدهر للمحرومين وكلنا على يقين ان المرحلة القادمة ستكون مرحلة حاسمة سيغادر فيها موقع الخدمة من لايكون جديرا بخدمة العراقيين بكافة انتماءتهم وتوجهاتهم ومن اجل ذلك لابد من انجاح التجربة والشد على ايدي القائمين عليها واملنا كبير في نجل عزيز العراق سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي واخوته الكرام ممن نذروا انفسهم لخدمة البلاد والعباد في تحقيق المطلب والدفع بأتجاه انشاء حكومة الخدمة الوطنية وما يترتب عليها من استحقاقات لكن قبل ذلك فالخيار بأيدينا نحن ولن نقبل بغير ان يكون مرشحونا في الا نتخابات التمهيدية خداما حقيقيين حريصين على مكتسباتنا اوفياء لدمائنا ودم شهيد المحراب الغالي وعهد عزيزنا الراحل عزيز العراق الذي اوصانا بالعراق واهله خيرا...
https://telegram.me/buratha