المقالات

الصحافة والاعلام والابواق المأجورة

852 15:01:00 2009-10-25

فراس الغضبان الحمداني

لا يبالغ من يعتقد بان الديمقراطية ليس وصفة جاهزة تصدر من مرسوم جمهوري وتتحقق بعصا سحرية ، بل هي مواد في الدستور تستمد من قيم إنسانية وقيمة هذه النصوص في التطبيق وفي حجم الوعي والثقافة التي تكرس هذه الحقوق في زمان ومكان معينين .

ولهذا فان التوصيف الدقيق للتجربة العراقية هي أنها في مرحلة الانتقال إلى الديمقراطية ، أي إننا مازلنا في مرحلة تشكيلها وصياغتها وتجربتها على كل المستويات نصا وفعلا ، والذي يعنينا منها حرية التعبير عبر وسائل الإعلام في مختلف أشكالها وفي مقدمتها الصحافة المكتوبة ، وهنا يحق لنا إن نتساءل مع كل أزمة وفي كل مناسبة هل إننا نمتلك إعلاما حرا وإعلاميين أحرار أم إننا ما زلنا في مرحلة انتقالية أو انتقائية .

نقول ذلك ونحن نتأمل الضجة الإعلامية التي رافقت جريمة الزوية ، والغريب إن البعض نجح بتحويل القضية من جريمة قتل وسطو مسلح إلى قضية جانبية وفتح ملف جديد حيث تم تضخيم الأمر بطريقة مسيسة وغير بريئة حتى بما في ذلك خطبة الشيخ جلال الدين الصغير والتي تم استغلالها بطريقة تحريضية تؤكد بان هناك دوافع سياسية لا علاقة لها بحرية التعبير لأننا على يقين بان هذه الحملة التي يسميها البعض تضامنية وتبدوا من حيث الشكل صحيحة ولكن من يدقق بالدوافع سيجدها سياسية وبان هنالك من يؤجج المواقف ويدفع لأسباب انتخابية .

إن الحقيقة الساطعة في هذا الأمر تعد جريمة وتوظيفا سياسيا للإعلام والإعلاميين لتحقيق أهداف سياسية مدفوعة الثمن وخيانة للشعب ، والإعلامي الذي يقدم هكذا خدمة قد يستثمر من حيث يدري أو لا يدري موقفه بالتجارة السياسية التي تشهد يوما بعد آخر ومع اقتراب موعد الانتخابات ، ولعل من الممارسات الغريبة في سوق حرية التعبير ترى شخصا واحدا له أربع مواقف متناقضة في أربع مقالات وان من يدعوا استقلال الإعلام عن السلطة نراه ينبري ويدعو السلطة والمرجعيات الأخرى لاحتضانه وحمايته .

بل إن بعض الذين ادعوا الدفاع عن ثروات البلاد والثار عن ضحايا مصرف الزوية تراجعوا عن اتهاماتهم بل العكس غيروا الاتجاه وأصبحوا مداحين وطبالين والذي يهمنا بالأمر من هذه القضية إن نتساءل ونقول لماذا ضاعت الحقيقة في هذه الضبابية وأين وصلت نتائج التحقيق الجنائي في الجريمة .

ربما يغيب العقل وتختفي الحكمة في ذروة الأزمات وتتغلب العاطفة والانفعالات وتحجب الرؤيا عن حقائق الأمور وربما يقود التهويل إلى قلب الحقائق أو اقل تقدير تضخيم المشهد آلاف المرات متجاوزين بذلك حتى مثلنا الشعبي الذي يوصف المبالغة بتحويل ( الحباية الى كباية ) ولكننا نرى الآن في بعض القضايا بتحويل الحباية والكباية إلى ما يشبه جبال الهملايا .

ونحن نتابع هذا المشهد الإعلامي الغريب عن حرية الإعلام التي تتقاطع فيه المشاهد والمواقع وتتداخل فيه الأوراق لايسعنا إلا إن نردد وعلى لسان بطل المشهد المفترض وهو الصحفي الشريف الذي يظهر في اللقطة الأخيرة من الفلم ساخرا مما يجري إمامه وهو يردد .... وكم من الجرائم ترتكب باسم حرية التعبير ..؟ .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك