المقالات

المواطن...وحقوق الانسان...في هذا الزمان

948 17:52:00 2009-10-25

الدكتور يوسف السعيدي

يحتفل العالم هذه الايام بما يطلق عليه (حقوق الانسان).. ومما لا شك فيه ان لكل انسان في هذه الدنيا (حقوق) لكن معضمها في بلدان العالم مهدورة كما اننا لا نجد لها اثراً في معظم بلدان اسيا وفي افريقيا وفي امريكا اللاتينية.. بل ان مجرد الحديث عن (حقوق الانسان) يعتبر في بعض البلدان من الجرائم الكبرى...بالمقابل فان الحركات والاحزاب السياسية تتحدث كثيراً عن هذه الحقوق وتطالب بها عندما تكون في المعارضة اما عندما تصل الحكم فان حقوق الانسان تتحول الى حق مطلق للحزب في تصريف سياسة الدولة ورسم منهجها والتصرف بحياة الناس وممتلكاتهم وحتى في سلوكهم الفردي والجمعي....ويقتصر هم الكثيرون من دعاة حقوق الانسان على المسائل الكبرى كحق الانتخاب وحق تشكيل الاحزاب وحقوق المرأة الى آخره، وبما ان هذه الجزئيات ليس لها سند من حقوق اخرى فانها تبقى شبه نظرية، فالانتخابات شكلية يتصرف بها الحاكم ليبقى في السلطة ثم يرثها لابنه أو صهره والاحزاب تجمعات هزيلة لا تنتظر ان غابت ولا تستشار ان حضرت. وهي تشكل بقرار من وزير الداخلية وتحل بقرار، ويسمح لها باتخاذ احد المباني او الغرف كمقر ويداهم المقر وفق مزاج المسؤول الامني....ثم هناك حقوق المرأة التي لا يعرف أحد كنهها بما في ذلك الداعيات لها، وحق اصدار الصحف التي تتحول الى وريقات سود لا يستعملها الناس الا (للف) بعض الحاجيات....ان القاعدة الاساسية لحقوق الانسان هي ان هذه الحقوق يجب ان تكون كلاً لا يتجزأ وهي لن تتحقق الا بمجموعها المركب....فلا ديمقراطية مع انتشار الامية.ولا حق للمارسة العمل المنتج مع تفشي الداء.ولا حرية مع البطالة...ولا حياة حزبية سليمة مع وجود مراكز النفوذ....ولا صحافة حرة دون حرية الرأي...اذن فان من حقوق الانسان ان يتعلم مجانا في كل مراحل الدراسة....وان من حق الانسان ان يحظى بالرعاية الصحية....وان من حق الانسان ان توفر له فرصة العمل التي تتناسب مع مؤهلاته.وان من حق الانسان ان يقول كلمته في كل شأن من شؤون الحياة...وان من حق الانسان ان يقاضي الحاكم اذا اخطا الحاكم بحقه...وان من حق الانسان الحصول على الضمانات الاجتماعية...وان من حق الانسان ان يمارس السلوك الذي ينسجم مع ما هو سائد في العصر...اما حق الانتخاب، وحق التعددية الحزبية، وحرية الصحافة فهي تبقى اسماء دون مضامين حقيقية دون وجود الانسان المقتدر على ممارستها وليس الانسان المسلوب العقل بالخرافة، والمنهك من الجوع، والمحاط بسور من الجهل والامية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
نور العراق
2009-10-25
كما ان الارهابي الذي يفتخر بمشاركته في عمليات التفخيخ والتفجير له حقوق ولا يجوز الاساءة اليه بقول او فعل..اما اهالي الضحايا فعليهم النظر اليه بهدوء والاستماع الى اعترافاته بهدوء ثم انتظار تسهيل امر خروجه من البلاد بهدوء..لماذا؟ لأننا دولة يحكمها القانون. ألا لعنة الله عليكم وعلى قانونكم وعلى من لا ينشر التعليق
حيايب عماد
2009-10-25
الغريب ان اكثر المسؤولين اليوم كانوا بالامس في اوربا وراوا كيف ان الناس هناك عندما يراجعون الدوائر يجلسون في صالات مريخة بعد ان يستلموا رقما حسب التسلسل فاذا ظهر رقمه غلى شاشة الكترونية صغيرة مثبتة في اعلى الجدار ذهب بكل احترام الى الموظف لاكمال معاملته وهذا من ابسط حقوق الانسان فلماذا لم ينقلوا هده التكنلوجيا البسيطة الى دوائرهم!
Ayad
2009-10-25
اين حقوق الانسان في الاطفال والايتام والنساء والارامل والمعوقين والمتضررين من حقبة صدام وبعده من الارهابين اين حقوقاالعجزة(كبار السن) اين حقوق الفقراء واين قوانين حماية المستضعفين الذين هم اولوية بمجتمعات اخرى اين قلع جذور الضلم والضالمين اين ثورة التغيير ابتداء من العاءلة الى المجتمع الى المسؤلين تغيير كل ماهوا ضلم واضطهاد وحرام الى عدالة مساواة تطبيق الاسلام كاملا ليس جزءيا لتسود العدالة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك