المقالات

"الاربعاء الدامي".. مرة اخرى

696 18:26:00 2009-10-25

احمد عبد الرحمن

اطلقت التفجيرات الارهابية المروعة التي حدثت صباح يوم امس الاحد، الخامس والعشرين من الشهر الجاري في قلب العاصمة بغداد، وتحديدا قرب مجلس محافظة بغداد ووزارة العدل، رسالة تشتمل على اشارات عديدة ينبغي التوقف عندها طويلا.فحجم الجريمة التي حصلت قد تعجز الكلمات عن وصفها، ومئات الشهداء والجرحى الذين سالت دمائهم وتبعثرت اجسادهم يكفي للتدليل على طبيعة وحجم ما حصل. ان تفجيرات يوم الاحد لاتقل من حيث عدد ضحاياها والدمار والتخريب الذي خلفته عما خلفته تفجيرات الاربعاء الدامي من خسائر بشرية ومادية هائلة، ولم تتعد الفاصلة الزمنية بين التفجيرات الاولى والتفجيرات الثانية الا ستة وستين يوما، واكثر من ذلك انهما وقعا في نفس المنطقة تقريبا، وكلاهما استهدفا مؤسسات حكومية مهمة مثل وزارة الخارجية ووزارة العدل ومجلس محافظة بغداد، وبنفس الطريقة.ولاشك ان تلك العمليات الاجرامية الارهابية تأتي في سياق المخطط التدميري التخريبي ضد العراق، ذلك المخطط الذي تديره وتوجهه وتغذيه اطرافا مختلفة لاتريد الخير للعراق والعراقيين، ومعروف ان التحالف التكفيري الصدامي هو محور ذلك المخطط، فعلى امتداد ستة اعوام ونصف خسر العراق الكثير من ابنائه جراء موجات الارهاب التكفيري والصدامي، وخسر كذلك الكثير من موارده وثرواته.وكما اشار المجلس الاعلى الاسلامي العراقي في بيانه بشأن عمليات الاحد الارهابية "ان اعداء الشعب العراقي بأفعالهم الاجرامية تلك انما يسعون جاهدين الى بث الرعب والفزع في نفوس الشعب العراقي واعادة الامور الى المربع الاول، وتبديد المكاسب والمنجزات المتحققة على الاصعدة الامنية والسياسية والاقتصادية، وعرقلة مسيرة العملية السياسية، وخصوصا في ظل اجواء الاستعداد والتهيئو للاستحقاق الانتخابي المقبل، المتمثل بالانتخابات البرلمانية العامة مطلع العام المقبل، وبالتالي افشال المشروع الوطني العراقي الذي قطع اشواطا طويلة بفضل تضحيات ابناء هذا الشعب وتكاتفهم وتازرهم ووقوفهم صفا واحدا بوجه اعدائهم".ولم تعد اهداف ذلك المخطط التدميري التخريبي خافية على أي شخص في العراق، في ذات الوقت لم يعد هناك في العراق من يجهل ما هو المطلوب وما هي الاليات والسياقات الصحيحة والمناسبة لوضع حد لتلك الاختراقات والتجاوزات الامنية الخطيرة للغاية.فأحباط المؤامرات والمخططات الموجهة ضد الشعب العراقي، لايمكن له ان يتحقق بالكامل دون تكريس كل الجهود والطاقات والامكانيات، ودون اضطلاع الحكومة وكل مؤسسات ومفاصل الدولة الامنية والعسكرية والسياسية بواجباتها ومهامهما بكل صدق واخلاص وانطلاقا من المعايير والاعتبارات الوطنية، بعيدا عن الاطر والعناوين الفئوية والحزبية الضيقة، والمصالح والاجندات الخاصة. ولايمكن له ان يتحقق من دون المزيد من التلاحم والوحدة بين كل العراقيين لتفويت الفرصة على الاعداء ورد كيدهم الى نحورهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
موالية
2009-10-25
اولا الجمعة الدامية ثم الاربعاء الدامي واليوم الاحد الدامي كم بقي من ايام الاسبوع لتكون كلها دامية
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك