علي المالكي
نود التأكيد بداية ان هذا الافتراض الذي استبطنه سؤالنا للدعاة لا يعني بالضرورة اننا ناضلنا وقاتلنا النظام السابق من اجل مواقع ومناصب سلطوية وتحملنا ضريبة المواجهة العنيدة سنوات عجافاً تتلوى على ظهورنا سياط الجلادين في زنزانات البعث من اجل استحصال امتيازات دنيوية زائلة كما اننا لم ولن نتوقع سقوط النظام تلك السنوات في بداية الصراع الفعلي بحسب مؤشرات الواقع وقوة السلطة ولم يخطر على بالنا يوماً بان صدام ستقوده حماقاته وغروره الى غزو دولة الكويت وتفرض عليه القرارات الدولية ويحصل مثل الذي حصل في التاسع من نيسان سنة 2003 وبالطريقة التي جرت بل كنا لا نتوقع من وراء المواجهة العنيدة الا اداء تكليفنا الشرعي والوطني والاخلاقي وارضاء ضميرنا الوفاء لشهيدنا السيد محمد باقر الصدر واذا كنا نفكر بمكاسب سلطوية لما واجهنا النظام السابق لاعتقادنا الراسخ بان من يواجه نظام صدام حسين ولو بالكلمة يكون مصيره الاعدام الحتمي او الحكم المؤبد ولن يلقى سوى الاعتقال والاغتيال فكيف يفكر باي مكسب دنيوي من يكون مصيره الاعدام الفوري في المواجهة.ولن نندم يوماً او يصيبنا الاحباط ونحن نشاهد التنكر والتكبر الذي يبديه بعض المحسوبين على حزب الدعوة فاننا لم نضحي او نجاهد من اجل ارضاء قيادة حزب الدعوة بل انتمينا للدعوة دون ان نعرف قادتها او نتصل بها لاعتقاد الحزب بالقيادة السرية خوفاً عليها من التصفية الجسدية او المعنوية واقتنعنا بحزب لا نعرف قياداته بمجرد انه يواجه السلطة ويحمل سمة الاسلامية.بعد التضحيات الكبيرة التي قدمها طلائع الحركة الاسلامية في المواجهة مع النظام وكواكب الشهداء من رجالات هذه الحركة نفاجأ بقيادات برزت قيادات جديدة من غفلة من الزمن لتقود مسار الدعوة وتقوده الى مساحات تبعده عن اسلاميته وثوابته ومبادئه التي ضحينا من اجلها وتحملنا الويلات والمأساة في طريقها.المؤسف ان ينتهي الامر بالدعوة بعد هذا التأريخ الجهادي والتضحوي الى هذه النهاية المؤسفة وتقع الدعوة بيد قيادات متهتكة تتنكر لتأريخها وتتكبر على دعاتها.لو كانوا كشفوا لنا حقيقة امرهم الذي كشفوه لاحقاً لما اصابنا الذي اصابنا ولجنبنا شبابنا ونساءنا كل هذه المصائب والنوائب.الكثير من شبابنا رحلوا الى ربهم شهداء على طريق الدعوة واليوم يبادرنا حيدر العبادي وغيره بافكار علمانية متنصلين عن ثوابتهم ومنسلخين عن اسلاميتهم من اجل مواقع سلطوية زائلة.رغم هذه المواقع الحكومية لا تتعارض وثوابتهم واخلاقيات الاسلاميين التي يحاولون الابتعاد عنها لكي لا يتهموا بالاسلامية وكأن الاسلام اصبح عاراً بنظر الدعاة الجدد.ما ذنب الالاف من الشهداء من طلائع الحركة الاسلامية الذين قصوا بين شهيد وسجين ومهاجر ومطارد وهل اخطأ الدعاة الشهداء في قرار المواجهة التي ادت بهم الى الموت في المقابر الجماعية قهراً.كيف يتحكم العبادي والعسكري بمصير ومسير الحزب الذي يمتلك ثروة هائلة من التضحيات والشهداء ومن يردع هؤلاء حفاظاً على سمعة وتاريخ الحزب ومبادئه المقدسة.
https://telegram.me/buratha