محمد عماد القيسي
قد يكون من المعقول إن تتولى الحكومة في أي بلد في العالم الدفاع عن وزاراتها إمام السلطة البرلمانية على أساس إن هؤلاء الوزراء هم من اختيار رئيس الوزراء وإنهم يعلمون حسب رؤية ومنهجية رئيس وزرائهم.
لكن الغريب والغرائب عديدة في العراق هو دفاع رئاسة الحكومة ونواب حزب رئيس الوزراء عن وزير الكهرباء حتى قبل إن تبدأ جلسات المسائلة البرلمانية ثم اندفاعهم في خلق وإطلاق المبررات لهذا الوزير رغم تقديم العديد من الوثائق التي تبرهن على إن أداء الوزير والوزارة لم يكن بمستوى المهنية والمسؤولية وكان من ضمن الوثائق أدلة تبرهن على إن وزير الكهرباء أخفى معلومات مهمة عن رئاسة الوزراء لحماية عناصر فاسدة في وزارته.
إن أداء وزارة الكهرباء ليس غائباً عن أنظار الشعب العراقي وقد تكون مشكلة الكهرباء هي أكثر مشكلة يناقشها الجمهور العراقي حتى البعيد منه عن السياسة وأحاديثها وكان ينتظر إن يتم استجواب الوزير من أكثر من عام لكن تدخلات حزبية وشخصية حالت دون ذلك وأخرت هذا الاستجواب مثلما توخر استجواب وزير النفط وتريد ان تؤثر على استجواب مفوضية الانتخابات وكان لها دور معروف في استجواب وزير التجارةالسابق.
وزارة الكهرباء اليوم وأداء وزيرها تمثل حالة دلالة واضحة لما تجري عليه الأمور في العراق حيث إن وزارة برهنت الدلائل والأموال المهدورة والمسرقةمن الاموال المخصصة لها أنها تحتوي الكثير من الإهمال والفساد الإداري والمالي إن لم نقل التعمد المخطط للتخريب نجد أن جهة سياسية ترتبط برئيس الوزراء وحاشيته تدافع عن الوزير المقصر لحسابات سياسية مرحلية وهي تعلم جيداً قبل غيرها عدد المليارات من الدولارات التي أهدرها هذا الوزير.فهل هذه هي دولة القانون التي يصرخون باسمها في كل حين؟.... ربما الجواب الحقيقي ما يقوله اغلب أبناء الشعب العراقي أنها دولة الفافون...... والية تعالى المشتكى.
محمد عماد القيسي
https://telegram.me/buratha