علي حسين غلام
يوم بعد يوم تقطف أمريكا ثمار أجندتها وأستراتيجيتها السياسية والعسكرية والأقتصادية بعد دخولها العراق والتي تجلت ونضجت في الزيارة الأخيرة للحكومة لعقد وأبرام صفقات أستراتيجية طويلة الأمد معها ، وأستطاعت خلال السنوات الماضية أن تضعف وتنهي كل المقومات والمرتكزات الأساسية للدولة لبناء وأعمار البنية التحتية والمؤسسات الأنتاجية المتقدمة والمتطورة لها، وجعلها أستهلاكية غير مصدرة تعيد أمجادها وحضارتها بالأعتماد على المعرفة والتكنلوجيا الغربية دون تطوير الذات والأعتماد عليها لتكون الأساس والقاعدة في البناء ،حيث أنتهجت أمريكا في المرحلة السابقة مناهج مركزة تعتمد على دراسات وبحوث علمية وعملية مدروسة بدقة لتعمل بها وتطبقها على أرض الواقع وفق مبدأ خطوات السلحفاة ، والتي تتسم بأحتواء وأستيعاب دولة العراق خطوة بعد خطوة والتي تم فيها تضليل الرأي العام كونهم محررين وليسوا مستعمرين وأن هذه الأفكار ترتكز على فلسفة أستعمارية حديثة تلبس ملبوسات التحرر من الدكتاتوريات والطغاة ونشر الديمقراطية والشرق الأوسط الكبير ، وخطوات تلتها لأمتلاك الارض لنهب خيراتها أقتصادياً وجعلها قاعدة عسكرية من خلال توقيع مذكرة التفاهم الأمنية الأخيرة ، وتغير ثقافة الشعب بأسم الحداثة والتمدن او ألهائه بالصراعات الدينية والمذهبية والقومية أو تخديره بمستلزمات حياتية شكلية مزركشة أو تقليد الغرب بسلوكيات وعادات ومعتقدات هي منحرفة وسيئة بنظر المفكرين والمثقفين الملتزمين بالقيم الأخلاقية الحميدة ، لقد أنزلقت الحكومة الى مستنقع الأمريكي لتغرق فيها، من حيث تدري!؟ لمنافع سياسية وفئوية وغنائم سلطوية دنيوية زائلة على حساب الوطن والمواطن وسوف تكشف الأيام أسرار هذه الأتفاقيات وسلبياتها المستقبلية عند دراستها بالمنظورالعلمي والعملي وبموضوعية وبدوافع وطنية مخلصة واضعة الله نصب الأعين ورقيب على الضمائر وفي حينها يلعن ويسب كل من وقع عليها ، أو من حيث لا تدري!؟ فتلك مصيبة وهي دلالة على ان هذه الحكومة غير مؤهلة لقيادة البلد لقلة خبرتها السياسية ولجهالتها الأقتصادية أو هي تدور في صومعة الغفلة والغياب الذهني لمعرفة وتصورالواقع والحقيقة ولا يتعدى رؤاها وأفكارها حدود الحزب وبوابة مجلس الوزراء ، وهذا يجرنا الى أن جميع ما تحقق من أنجازات ومكاسب هي بمساعدة ومساندة القوى المؤثرة خارج الحكومة او نتاج حتمي لأصحاب القرار الأمريكي لأنهاء التناحرات والصراعات الأيديولوجية الأصولية المتباينة،
أن الوفد العريض الطويل والممشوق القوام الذي ذهب بمعية دولة رئيس الوزراء للقاء المسؤولين في أمريكا وقع في الفخ ليوقع على استراتيجية بناء العراق على غرار بناء دول الخليج ، ويصبح العراق بلا بنية تحتية أنتاجية يثبت فيها ذاته ووجوده وحضارته العريقة ويبقى عراقاً أستهلاكياً يعتمد على الغرب في أستيراد كل شيء ويصبح جميلاً شكلاً ومظهراً وخاوياً من الداخل وبلا عنوان أو مضمون التطور الحقيقي والتقدم العلمي والتكنولوجي والمعرفي الذي يواكب الحداثة والتجديد وفق معطيات وضرورات الزمن والحضارة ، ليصبح العراق بقرة حلوبة تحلب بمقدار ما تستهلك ، ومقدار الأستهلاك ونوعه وكميته هي الخطوة التالية بعد تلك الخطوات ،أن المؤتمرات الكثيرة التي عقدت في بلدان عربية وأوربية لمناقشة الأستثمار في العراق كانت مسرحية وذر الرماد في العيون وخطوة تمهيدية لجس نبض حال وواقع السياسه والأقتصاد العراقي ، ودراسة ردود الأفعال التي قد تترتب على هذه المؤتمرات من دراسات أقتصادية معارضة ، أن هذه المؤتمرات كانت بوابة لهذا المؤتمر الكبير التي حشدت أمريكا لأجله كل ماكنتها الأعلامية وجل خبرتها الأقتصادية في سبيل أنجاحه وأعطاءه بعداً عالمياً وطفرة نوعية متميزة لأقامة العلاقات التجارية والأستثمارية مع العراق ، وان كل ما خسرته في هذه الحرب من أجل عيون البقرة الحلوب وغفلة دولة القانون ، والظاهر أن أمريكا نفذت كل خطواتها وفق المثل العربي الذي يقول ..لا تبكي على الحليب المسكوب .. أبحث عن البقرة الحلوب
علي حسين غلام
https://telegram.me/buratha